لم يكن مفاجئاً ان تشهد غالبية مباريات الدوري اللبناني في الدورة السداسية للأوائل وتلك الخاصة بالنصف الثاني من الترتيب، مستوى مختلفاً عن ذاك الذي عرفناه قبل توقف البطولة في مطلع السنة الجديدة.مباراة النجمة والعهد كانت الدليل الابرز على هذا الوصف، اذ ان هذا اللقاء الذي حفل غالباً بالنديّة لم يحمل الكثير من اللقطات التي يمكن التوقّف عندها، لكنه حمل ملاحظات مختلفة منها كان مشتركاً بين الفريقين، على غرار الارهاق الذي بدا على بعضهم بعد مرور ما يقارب الـ 50 دقيقة على صافرة البداية. كذلك، بدا عامل اللياقة البدنية المنخفض حاضراً في مشاهد عدة شهدت سقوط لاعبين على ارضية الميدان بعد اصابتهم بشدٍّ عضلي، وذلك ناتج من ابتعادهم لفترةٍ غير قصيرة عن التمارين والمنافسات.

مباراة النجمة والعهد كانت الدليل الأبرز على تراجع المستوى (طلال سلمان)

اداء النجمة والعهد جعل البعض يصوّب على المستوى العام للعبة، لكن اللاعبين كانوا يعترفون قبل بداية المباراة بأن مجرد وجودهم على ارض الملعب لخوض اللقاء هو انجاز في حدّ ذاته، وذلك في ظل المصاعب التي تواجههم يومياً، حيث قال احدهم بصراحة بأن الجو ليس ملائماً للعب كرة القدم، مشيراً الى تعبٍ نفسي يعانيه اللاعبون اكثر من تعبهم الجسدي، اذ انهم يصحون على التحديات التي تفرضها مشاكل الحياة اليومية في لبنان، فيكون عليهم العمل على ايجاد التوازن بين تأمين لقمة العيش والابقاء على مستوى معيّن من الجهوزية في الملاعب.
وبغض النظر عن الجو السلبي، كان هناك مؤشرات لافتة في هذه المباراة، أوّلها يرتبط بفريق النجمة الذي بإصراره نجح مرةً جديدة في الخروج فائزاً، لا بل انه هذه المرّة خرج متصدّراً بعد سقوط غريمه الانصار في فخ التعادل مع الصفاء.
الفريقان يتساويان نقاطاً الآن، ما يعني ان النجمة وقائده عباس عطوي قد حددا موعداً محتملاً لقمّة حاسمة في الاسبوع الخامس من الدورة السداسية حيث قد يلتقي «الأخضر» و«النبيذي» لتحديد هوية البطل العتيد.
أما المؤشر الآخر فهو يرتبط بفريق العهد الذي بدا كأنه استعاد شيئاً من روحه مع عودة المدرب باسم مرمر اليه، فاستبسل لاعبوه على ارضية الميدان وكأنهم ينافسون على اللقب. كما كان هناك نقطة مشرقة اضافية وهي تقديم مرمر للظهير الأيسر محمد الحايك الذي لعب في مركزٍ حسّاس وبرهن عن مشروع لاعبٍ مهم في هذا المركز الذي يشكّل نقصاً في المنتخب الوطني، ليكون بطل لبنان قد قدّم موهبة دفاعية جديدة هذا الموسم بعد محمد الحسيني الذي لعب دوراً لافتاً في المرحلة الاولى من عمر البطولة.
هذه البطولة التي قال كثيرون ان لقبها سيذهب باتجاه الانصار في نهاية المشوار، لكن الواضح ان ما همس به بعض اللاعبين بأن اجواءً متوترة حضرت غالباً في النادي، طفت الى العلن بعد المواجهة امام الصفاء.
الانصار وبنجومه الكثيرين لم يتمكن من الفوز على فريقٍ يُحترم بسبب روحه القتالية ولعبه لتشريف تاريخه، بينما كان العراقي عبد الوهاب ابو الهيل ضحية التعادل العادل. اما الذنب بحسب ما يتفق عليه كل من تابع المباراة فيتحمله اللاعبون دون اي احدٍ سواهم، وتحديداً اولئك الذين تلكأوا من دون أن يقدّموا المطلوب حتى نهاية المباراة، فكانت خسارة الصدارة والتغيير الكبير.
المشكلة ستكون كبيرة في حال فشل الانصار في احراز لقب الدوري، اذ ان حشد كل هؤلاء النجوم كان من المفترض ان يعطيه افضلية مريحة منذ مراحل طويلة، لكن المناكفات في الكواليس بين صقور الجهاز التدريبي وابو الهيل كان لها وقعها، بينما تحمّل العراقي بحسب البعض مسؤولية بعض التعثرات بحُكم اصراره على اعتماد استراتيجية تكتيكية لم تتماشَ برأيهم مع الهوية الفنيّة للاعبين.
مرحلة العودة قدّمت ايضاً حلقة جديدة من كفاح شباب الساحل الذي لا يمكن استبعاد فوزه باللقب ليحقق اكبر مفاجأة في تاريخ الدوري اللبناني، في وقتٍ اصبح فيه الاخاء الاهلي عاليه منطقياً خارج المعادلة، وهو الذي كان آخر الفرق التي بدأت في التدرب قبل الاستئناف، وافتقر الى العدد الكافي من البدلاء بسبب الغيابات الكثيرة عن صفوفه حيث تواجد 5 لاعبين وحارس مرمى فقط على مقاعد الاحتياط!
أما الأكيد والمؤكد فهو ان السلام زغرتا سيسجّل لنفسه انه خاض اسوأ موسمٍ في تاريخه في الدرجة الاولى، في وقتٍ قدّم فيه جاره طرابلس أمثولةً جديدة حول الوفاء للاسم والمدينة، فكان ان حقق فوزاً مهماً على الشباب الغازية بفضل وجوهه الشابة والمضحية في سبيل البقاء رغم كل الصعاب.
المناكفات في الكواليس بين صقور الجهاز التدريبي وأبو الهيل كان لها وقعها السلبي في الأنصار


فوزٌ دفع الغازية الى منطقة الخطر اكثر وأكثر حيث يبدو ان بطاقة الهبوط الثانية ستحوم حوله وحول فريقٍ جنوبي آخر هو التضامن صور، الذي حسّن من أدائه وخصوصاً بعد استقدامه بعض اللاعبين من الاغتراب، وعلى رأسهم لاعب خط الوسط بلال الصباغ الذي شكّل علامةً فارقة يمكن ان تساعد «سفير الجنوب» على الهروب من المصير الأسوأ في ختام الموسم.
هل سيتحسّن وضع الدوري؟ بالتأكيد هذا الأمر يمكن توقّعه، اذ ان كل الفرق ستضع ما لديها من امكانات لتحقيق اهدافها، فلا مجال بعد الآن لأي دعسةٍ ناقصة بالنسبة الى الفرق «من فوق» او «من تحت».



الأنصار يعود الى جاسبرت سعياً وراء اللقب


بعد 4 أعوام على رحيله عن نادي الأنصار اثر فترة قصيرة قضاها معه عام 2017، وافق الألماني روبرت جاسبرت على العودة الى الفريق البيروتي بمهمةٍ وحيدة ومحددة وهي إحراز لقب الدوري اللبناني.
وكانت الهيئة الإدارية للانصار قد اجتمعت يوم امس فوافقت على استقالة المدرب العراقي عبد الوهاب ابو الهيل والجهاز الفني كاملاً، وقررت تعيين جاسبرت مديراً فنياً والمدرب كيفورك قره بيتيان لاعب الأنصار السابق مساعداً له.
وسيكون جاسبرت ثاني مدربٍ أجنبي في الدوري الى جانب العراقي حازم ناصيف الذي يشرف على الشباب الغازية بعدما تسلّم ادارته الفنية حديثاً.
وكانت لافتة مطالبة الهيئة الإدارية للأنصار جميع اللاعبين بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم و«خاصة أن اللقب لا يزال في الملعب ويبقى الفريق «الأخضر» المرشح الأول لإحرازه».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا