لا أحد من محبّي نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي ينسى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999. حينها قلب الشياطين الحمر المباراة أمام العملاق البافاري في الثواني الأخيرة، وسجّل هدف الفوز أولي غونار سولشاير، وهو المدرب الذي يقف على رأس العارضة الفنية للنادي الإنكليزي حالياً. سولشاير اللاعب يعرف جيداً كيف يواجه الكبار، فهو خَبِرَ مع زملائه تحت قيادة المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون طعم الفوز على كبار أوروبا، عندما رفعوا أكثر من 10 بطولات محلية، والعديد من البطولات القارية. مانشستر يونايتد حامل لقب هذه البطولة في عام 2017، عانى كثيراً في السنوات الخمس أو الست الماضية، وتحديداً بعد رحيل السير أليكس فيرغسون عن تدريب النادي. جاء دافيد مويز ولويس فان غال، وجوزيه مورينيو واليوم سولشاير، ولكنّ أحداً لم يتمكن من إعادة أمجاد الماضي. النادي الذي كان مكانه الطبيعي بين كبار أوروبا في دوري الأبطال، بات يعاني للتأهل إلى الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، والأمل الوحيد ظهر هذا الموسم، وتحديداً في النصف الثاني من الدوري. يحتل اليونايتد اليوم المركز الثاني في سلّم ترتيب "البريميرليغ" برصيد 54 نقطة وبفارق 11 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر، وبالتالي هو قريب لحجز مكان له في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، إذا ما استمر بالنسق العالي وفاز في أكبر عدد من المباريات، وخاصة أنه يتعرض لملاحقة مباشرة من ليستر سيتي وتشيلسي القويين. ولا يجب تجاهل نقطة مهمة، وهي أن يونايتد استفاد من تراجع ليفربول هذا الموسم، وكذلك سوء نتائج توتنهام والبداية المتعثرة لتشيلسي، وبالتالي فإن أي عودة قوية لهذه الأندية يمكن أن تفقده مركزه المتقدم.
مباراة اليوم ستشكل اختباراً صعباً ومهماً لسولشاير ولاعبيه، وخاصة أن الضوء مركّز على هذا اللقاء نظراً إلى قيمة الفريقين على الساحة الدولية. سولشاير سيخسر في لقاء اليوم أبرز لاعبي الفريق وهو المهاجم ماركوس راشفورد، الذي أصيب في مباراة مانشستر سيتي الأخيرة التي انتهت بفوز اليونايتد بهدفين دون رد. ورغم ذلك تبدو معنويات الشياطين الحمر عالية، نظراً إلى مركزهم المتقدم في الدوري المحلي، وهم جاهزون لتحقيق الفوز من أجل الذهاب بعيداً في البطولة الأوروبية الرديفة.
سيعتمد سولشاير بصورة رئيسية على البرتغالي برونو فيرنانديز، الذي بات الورقة الأساسية والرابحة في حسابات المدرب النرويجي، كما أنه من المتوقع أن يكون هناك دور في هذه المباراة للمهاجم المخضرم، الأوروغواياني إدينسون كافاني.
على الجانب الآخر يدخل ميلان اللقاء وفي أذهان عشاقه ذلك الفريق الذي فاز في دوري أبطال أوروبا عام 2007 على حساب ليفربول الإنكليزي، وصاحب البطولات السبع في أمجد الكؤوس الأوروبية. ميلان بعيون عشاقه لا يستحق أن يكون في الدوري الأوروبي، بل في مكانه الطبيعي في دوري الأبطال. مباراة اليوم ورغم كونها في البطولة الأوروبية الرديفة، إلا أن مكانة الفريقين تُعطيها بعداً آخر.
يستفيد بطل الدوري الأوروبي من العائدات المالية الكبيرة التي تساعد على شراء اللاعبين


ميلان تحت قيادة بيولي سيستفيد من تعافي لاعبيه إسماعيل بن ناصر وماريو ماندزوكيتش من الإصابة، حيث سيكون الثنائي جاهزاً للقاء اليونايتد. ومن الأوراق الرابحة لبيولي هو الحارس دوناروما، المظلوم إعلامياً، والذي يقود الفريق بثبات إلى وصافة الدوري، واللعب في الموسم المقبل مع الكبار في دوري أبطال أوروبا. كما سيعود إلى الأجواء في لقاء مانشستر الظهير الفرنسي ثيو هرنانديز الذي شارك في التمارين خلال اليومين الماضيين.
النادي اللومباردي الذي فاز ببطولة الدوري الأوروبي عامَي 1972 و2002، يحتل هو الآخر المركز الثاني في سلّم ترتيب الدوري المحلي برصيد 56 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن إنتر ميلانو المتصدر. هو كما اليونايتد عاد إلى الواجهة بعد معاناة لسنوات طويلة، وكانت هذه العودة بفضل لاعبيه الشباب المميزين، والروح الكبيرة التي بثّها نجمه السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش، الذي حمل ألوان اليونايتد سابقاً أيضاً. إيبرا يعرف جيداً نادي مانشستر، ولكنه لن يكون جاهزاً مئة بالمئة لدكّ شباك الشياطين الحمر هذا المساء بسبب الإصابة العضلية التي تعرض لها سابقاً، وأبعدته عن آخر لقاءين في الدوري. والجدير ذكره أن إيبرا نال ترحيب النادي من أجل تجديد عقده الذي ينتهي نهاية الموسم الحالي، لمدة موسم واحد إضافي وبراتب يصل إلى 7 ملايين يورو.
المباراة على الورق تبدو متكافئة بين فريقين يطمحان لنفض غبار الخيبات والعودة مجدداً إلى مصاف أندية الصف الأول في أوروبا، واللعب في دوري أبطال أوروبا.
هذه البطولة مهمة للفريقين كون الفائز فيها يتأهل تلقائياً إلى البطولة الأعرق وهي دوري الأبطال، الموسم المقبل، كما أن العائدات المالية الضخمة التي يحصل عليها الفائز بالبطولة، ستساعد الفريقين على التدعيم وشراء اللاعبين في سوق الانتقالات الصيفي المقبل، وبالتالي المنافسة محلياً وقارياً على الألقاب. والنقطة الأخيرة تُعتبر مهمة جداً، بعد تراجع عائدات الأندية الأوروبية المالية، جراء أزمة فيروس كورونا وغياب المشجعين.
وفي أبرز مباريات اليوم أيضاً يلعب توتنهام هوتسبير مع دينامو زغرب، وآرسنال مع أولمبياكوس.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا