خرج مانشستر سيتي وخرج أرسنال وخرج مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكن ها هي إنكلترا تشدنا مجدداً إليها. هناك في بلاد الـ«بريميير ليغ» البطولة المحلية مشتعلة وتخالف التوقعات بنحو كبير منذ بداية الموسم.
فمن قال إن ليفربول سيقف متصدراً وسيستقبل مانشستر سيتي في مباراة يمكن القول إنها قمة حسم اللقب، ولو أن سيتي الذي يتخلّف بفارق 4 نقاط عن مضيفه يملك مباراتين أقل.
لكن بطبيعة الحال هذه هي إنكلترا، قد لا تترك أثراً كبيراً عند حضور منتخبها على الساحة العالمية، أو قد تخرج كل أنديتها من البطولات القارية، لكن تبقى بطولتها الأجمل وتزفّ إلينا كل أسبوع قمة منتظرة كتلك التي سيحتضنها «أنفيلد رود» في ظروفٍ استثنائية.
بالتأكيد، هي ظروف استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بالنسبة إلى ليفربول؛ إذ إن نادي «الحمر» سيحيي ذكرى مأساة هيلسبورو الشهيرة التي ذهب ضحيتها 96 مشجعاً للنادي الإنكليزي قبل 25 عاماً (15 نيسان 1989)، لذا قد يستغرب كثيرون انطلاق مباريات هذه المرحلة بإضافة 7 دقائق إلى موعدها الحقيقي بسبب إحياء هذه الذكرى ووقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا.
هذه الذكرى لا تمر بشكلٍ عابر عند «الحمر»، وخصوصاً أن الفريق قادر حالياً على إهداء هؤلاء الراحلين شيئاً ما في الدوري الإنكليزي، وتحديداً اللقب الذي طال انتظاره. من هنا، كان تجييش المدرب الإيرلندي الشمالي براندون رودجرز لجماهير ليفربول وللاعبيه على هذه الخلفية بقوله إن «96 من المشجعين الراحلين ينظرون إلينا من السماء وينتظرون منا أن نعبر خط النهاية».
كلمات معبّرة لا شك في أنها ستدفع ليفربول إلى اللعب من أجل شهدائه، وعلى صورة الجنود العائدين إلى معركة أخرى للثأر لأنفسهم ولمن فقدوهم. لاعبو ليفربول متأثرون كثيراً أصلاً بهذه الذكرى، وهم سيحملون على قمصانهم شعاراً للتذكير بمأساة هيلسبورو.
هذه المأساة التي يريدها أبناء ليفربول أن تفرز فرحاً كبيراً يزفّه ستيفن جيرارد والأوروغواياني لويس سواريز ورفاقهما عليهم. ومشجعو ليفربول لم يعدّ يهمهم أصلاً أي حدث كروي حالي أو مرتقب، بل كل تركيزهم هناك في «أنفيلد رود»، لدرجة وصلت فيه أسعار بطاقات حضور اللقاء أمام مانشستر سيتي إلى 5000 جنيه استرليني!
آخر فوز لسيتي في ملعب ليفربول كان قبل 11 عاماً
وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون كثيرون أن فوز ليفربول في المباراة، وصولاً إلى اللقب، سيضخ أوكسجيناً في الدوري الإنكليزي ويعدّ نصراً لكسر هيمنة فرقٍ فرضت نفسها في الأعوام الأخيرة عليه مثل مانشستر سيتي، فإن «الليفر» قادر على فعلها، وقادر على إسقاط «السيتيزنس»، على غرار ما فعل في كل فرق المقدمة التي تحتل المراكز السبعة الأولى، والتي لقيت هزيمة في زيارتها له، حيث تلقت ما مجموعه 14 هدفاً وسجلت هدفاً واحداً فقط في مرمى «الحمر».
إذاً، ما يفعله ليفربول على ملعبه هو أمر مدهش. هذا الملعب الذي كان عصيّاً على سيتي لأعوامٍ طويلة؛ فهو نجح في الفوز مرة واحدة هناك في آخر 16 لقاء بينهما، وهذا الفوز يعود إلى 11 عاماً مضت.
مفاتيح محددة ستحدد الفائز بالمعركة، إذ إن الفريق القادر على فرض شخصيته منذ البداية سيخرج غانماً للنقاط الثلاث، فالمباراة بالنسبة إلى الطرفين مطلوب فيها النقاط الثلاث لا التعادل، إذ إن فوز أحدهما سيعطيه أفضلية كبيرة على منافسه ولا يخدم تشلسي في الوقت نفسه. هي مباراة أهداف أصلاً بين فريقين تميّزا بخطَّي هجومهما بأشواط على كل الفرق في إنكلترا (سجل ليفربول 90 هدفاً مقابل 84 هدفاً لسيتي)، لذا لا عذر أمام المهاجمين لعدم تسطير ملحمة أهداف على مدار الدقائق التسعين.
في إسبانيا، هناك «إل كلاسيكو»، وهناك في إنكلترا قمّة لا تقل شأناً استناداً إلى المستوى الرفيع الذي قدّمه كلٌّ من ليفربول ومانشستر سيتي منذ بداية الموسم، فهما بالتأكيد يستحقان أن يكونا قطبي اللعبة الإنكليزية في الوقت الحالي.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem





تفوّق اقتصادي لسيتي

يتفوق مانشستر سيتي من الناحية الاقتصادية، بنسبة كبيرة على ليفربول، إذ أشارت صحيفة «ذا دايلي ميل» أن رواتب لاعبي سيتي تفوق لاعبي ليفربول بما يزيد على مليوني جنيه إسترليني. وأضافت أن إجمالي الراتب السنوي للاعبي سيتي يبلغ 5 ملايين و337 ألفاً و944 جنيهاً إسترلينياً. أما لاعبو ليفربول، فيبلغ إجمالي رواتبهم السنوية 3 ملايين و403 آلاف و783 جنيهاً إسترلينياً.