كورونا يجمّد عالم الرياضة


كان فيروس كورونا أكثر المؤثرين في عالم الرياضة هذا العام، حيثُ جَمّد مختلف القطاعات الرياضية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. عامٌ استثنائي وضع القيّمين على تنظيم الأحداث الرياضية والمشاركين فيها أمام تحدّيات غير مسبوقة، تمثّلت بتعديل جدولة البطولات والمسابقات للحؤول دون إلغائها. لم تقتصر تداعيات التأجيلات على فقدان الشق الترفيهي فحسب، بل امتدّت لتُسفر عن خسائر مادية فادحة. وبسبب سرعة انتشار الفيروس، تم تأجيل دورة الألعاب الأولمبيّة في طوكيو حتى عام 2021 كما حدث في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم وكوبا أميركا، إضافةً إلى إرجاء بطولة فرنسا الكبرى لكرة المضرب «رولان غاروس»، طواف فرنسا للدرّاجات الهوائية «تور دو فرانس» وبطولات كُبرى أخرى عالمية ومحلية. رغم صعوبة الأمر، أثبتت جهود المعنيين نجاحها بعد أن ساهمت في استمرار الحياة الرياضية، وعودتها تدريجياً إلى طبيعتها، بانتظار استئناف البطولات المؤجّلة في وقتها.


شارابوفا تعلّق مضربها


شهد العام الحالي على ضربة موجعة بالنسبة إلى عشاق التنس، بعد أن أعلنت المتوّجة خمس مرات ببطولات الـ«غراند سلام» ماريا شارابوفا اعتزالها اللعبة إثر آلامٍ متكررة على صعيد الكتف. إصابات الكتف ليست جديدة بالنسبة إلى الروسية المميزة، التي خضعت للعديد من العمليات الجراحية كان أولاها عام 2008، إضافةً إلى جراحة أخرى في العام الماضي. وقد حالت الإصابات المتكررة في العامين الأخيرين دون ظهور شارابوفا بالشكل المطلوب، حيث غابت عن الملاعب عام 2019 بعد الهزيمة في فلاشينغ ميدوز في أميركا، واقتصرت مشاركتها هذا العام على مرتين، كان آخرهما في الجولة الأولى من بطولة أستراليا المفتوحة في يناير/كانون الثاني حيث خسرت أمام الكرواتية دونا فيكيك. قرار الاعتزال هزّ الوسط الرياضي نظراً إلى القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تقف خلف الروسية في عالم الكرة الصفراء، ما جعله أحد أبرز أحداث العام.

مارادونا وبراينت يغادران... إلى الأبد


ودّعت كرة القدم أحد أشهر نجومها على مر التاريخ، إثر وفاة الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا. وفي خبرٍ صادم نُشر الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقلت وسائل الإعلام عن محامي مارادونا أن هذا الأخير توفي إثر أزمة قلبية، عن عمرٍ يناهز 60 عاماً. وكان مارادونا قد دخل المستشفى في وقتٍ سابق من ذلك الشهر، حيث خضع إلى جراحةٍ طارئة لعلاج تجمّع دموي على المخ. وأعلن محاميه لاحقاً أنه خرج من المستشفى ودخل إلى مركز تأهيل لعلاجه من إدمان الكحوليات.
هكذا، رحل أسطورةُ «بلاد الفضة» تاركاً إرثاً كبيراً في كرة القدم، بعدما حصد الألقاب وكسر الأرقام أينما حلّ.
ومن الراحلين خلال عام 2020 أيضاً كان نجم كرة السلة الأميركية كوبي براينت، الذي رحل في بداية العام إثر تحطم مروحية كانت تقله مع ابنته وعدد من الأشخاص.

ميلان يحلّق مع بيولي


للمرة الأولى منذ عدة مواسم يظهر ميلان الإيطالي بصورة البطل. ثبات فني كبير وحضور دائم للاعبين عادا على الفريق بصدارة الترتيب حتى الجولة الـ 14 بـ34 نقطة، وذلك ما سمح للروسونيري بإنهاء العام على قمة الكالشيو. لم يُهزم ميلان في الدوري هذا الموسم. عشرة انتصارات وأربعة تعادلات هي حصيلة أبناء المدرب ستيفانو بيولي. تغيّرت الأمور منذ مجيء زلاتان إبراهيموفيتش، اللاعب الذي أعاد ميلان إلى الحياة من جديد. كان للنجم السويدي الأثر الأكبر في قيادة الميلان إلى ما هو عليه الآن، غير أن غياب المهاجم القوي أثبت أن الفريق قادر على الثبات كمجموعة أيضاً.
هي المرة الثانية التي يرتدي فيها زلاتان ألوان الروسونيري. خلال فترته الأولى في ميلان، حقّق زلاتان كأس السوبر الإيطالي إضافةً إلى لقب الدوري، وهو الأخير في خزانة النادي منذ دخوله في الأزمة. الأداء الكبير لميلان هذا العام قد يعود عليه بلقب الدوري في نهاية الموسم.

إنكلترا حمراء


توّج ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم مستفيداً من فوز تشيلسي على مانشستر سيتي (2-1) في المرحلة الـ 31 من البطولة، ليحسم اللقب قبل سبع مراحل من انتهاء الدوري، محققاً لقبه الأول منذ 30 عاماً، والتاسع عشر بتاريخ الدوري في جميع مسمياته. وما إن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة التي أقيمت حينها على ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن، حتى غرّد ليفربول في حسابه على تويتر: «قولوا للعالم، نحن ليفربول، أبطال إنكلترا»، فيما نقلت شبكة «سكاي سبورت» عن يورغن كلوب الذي أصبح أول مدرب ألماني يحرز لقب الدوري الإنكليزي خلال أعوامه الـ131، قوله: «يا لها من لحظةٍ كبيرة، أشعر بسعادةٍ كاملة».
ورغم الفرحة العارمة، لم يتمكن كلوب ولاعبيه من الاحتفال مع جماهير الفريق بسبب إقامة المباريات خلف أبوابٍ موصدة إضافةً إلى القيود المفروضة على التجمعات الكبرى بسبب فيروس كورونا.

حبيب... البطل الوفي


اعتزل اللاعب حبيب نور محمدوف رياضة الـ(UFC) بعد أن فاز على منافسيه في 29 نزالاً. وقال حبيب إن الاعتزال جاء لأسبابٍ عائلية، والاهتمام بأمه بعد وفاة والده بفيروس كورونا.
قرار اعتزال بطل الوزن الخفيف في الفنون القتالية المختلطة (يو إف سي ـ UFC) جاء بشكلٍ مفاجئ، وذلك عقب تغلّبه على الأميركي جاستن غايتجي. فبعد أن قضى محمدوف على منافسه في الجولة الثانية، صدم الصحافيين المواكبين لبطولة (UFC 254) في أبو ظبي باعتزاله مباشرةً على الهواء وأمام الكاميرات. وانهار البطل القادم من داغستان، الذي لم يخسر أبداً، وسط الحلبة باكياً عقب فوزه على غايتجي. وعندما نهض، خلع قفازاته وقال: «هذه آخر معركة لي. كنت متردّداً بخصوص خوض هذا النزال، لكنه كان حلم أبي».
هكذا، خسرت الرياضة أحد أفضل روّادها على امتداد العصور، بعد أن أصبح أيقونةً ملهمة للجماهير بفعل مهاراته وقيمه الأخلاقية العالية.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا