فجأة ومن دون مقدّمات اعلن نادي الحكمة الرياضي سلسلة تعاقدات. أمرٌ جيّد ليس فقط بالنسبة الى جمهور الفريق الاخضر بل الى كرة السلة بشكلٍ عام، التي لا تحتمل خسارة نادٍ بهذا الحجم، بغض النظر عمّا سيكون عليه مستواه في الفترة المقبلة.الهدوء ساد الحكمة في الفترة الاخيرة، وحتى في عزّ تحرّك الاندية الاخرى لاستقطاب اللاعبين والتوقيع معهم. والهدوء انسحب ايضاً على الاجواء الحكماوية في الايام القريبة الماضية، في ظل العمل الدؤوب الذي قامت به الادارة لضم مجموعة من اللاعبين وتعيين مدربٍ جديد يتولى الاشراف عليهم ويؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الفريق حاضراً في البطولة، ولو انه لن يكون بمقدوره المنافسة.
مسألة يعترف بها الرئيس ايلي يحشوشي في اتصالٍ مع "الأخبار"، فيقول: "الخطوة التي عملنا على الإعداد لها منذ فترة ومن دون ضجيج، كما أُحب، لا ترتبط بشكل البطولة المقبلة او بأهدافٍ معيّنة، إذ إننا نعلم سلفاً ان فريقنا قد لا يكون منافساً اساسياً على اللقب، لكن الاهم بالنسبة الينا هو الاستمرارية في الحياة، وهي واجب ايضاً".
خطوة يحشوشي وادارته كانت مفاجئة بلا شك، وخصوصاً انه سبق ان تقدّم باستقالته، لكنه لم يهمل مسألة تحمل مسؤولياته حتى نهاية المهلة التي حددتها وزارة الشباب والرياضة لإجراء الانتخابات في 15 شباط 2021، حيث بذل جهداً للتأقلم مع الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد واللعبة عامةً، والعمل على اعادة الحياة الى الفريق. ويقول الرئيس في هذا الاطار: "سأكون بلا ضمير اذا لم أقم بعملي حتى يوم وصول لجنة ادارية جديدة، لذا لا بدّ لنا من ان نجتهد لإبقاء الحكمة في دائرة الضوء وعدم فقدان الامل بغدٍ أفضل".
واللافت في الخطوة التأسيسية لفريقٍ جديد كان تعيين احد اللاعبين الذين خدموا الحكمة لفترةٍ طويلة في منصب المدرب وهو جو غطاس.
هذا الشاب اعتاد القتال على كل كرة على ارض الملعب، وهو يشكّل حالةً بحدّ ذاتها لمن يتابع الحكمة منذ زمنٍ طويل وبشكلٍ دقيق. غطاس غالباً لم يكن في الحسابات الاساسية للمدربين المتعاقبين على الاشراف على الفريق، لكنه في الدقائق التي أُعطي خلالها فرصة اللعب بدا مستعداً للقيام بأي شيء للدفاع عن الوان الحكمة ومساعدة زملائه.
هي المسألة التي يحتاج إليها الحكمة اليوم اكثر من اي وقتٍ مضى، اي وجود عناصر تدريبيين ولاعبين يقاتلون بكل ما يملكون من قوة من اجل "القلعة الخضراء"، فضلاً عن الوفاء والتعلّق بالنادي بشكلٍ عاطفي من دون اعارة اي اهتمامٍ للمكاسب المالية التي سعت اليها الاكثرية الساحقة من لاعبي كرة السلة طوال الاعوام الماضية.
اسم الحكمة وإغراءات جمهوره يكفيان لإقناع اللاعبين بالانضمام الى الفريق


لذا كان الحكمة انتقائياً بدقة في اختيار الاسماء التي يريدها للموسم المقبل او التي سيبني عليها فريقه الجديد، وخصوصاً ان الميزانية عادية جداً في ظل الظروف الراهنة، ما يحتّم العمل على الجمع بين مجموعة من اللاعبين المخضرمين والمواهب الشابة التي تريد اطلاق اسمها الى النجومية من بوابة النادي العريق، فتبدو مستعدة ايضاً لتقديم كل ما لديها من اجل هذا الهدف.
ومما لا شك فيه ان الجانب العاطفي حاضر وسيكون له التأثير الايجابي، اذ ان نجماً مثل روني فهد وجد الفرصة مناسبة لإنهاء مشواره "في أعظم نادٍ" على حدّ تعبيره، وهو الذي سيخوض موسمه الاخير في ملاعب المستديرة البرتقالية. كما ان لاعباً دولياً آخر هو نديم سعيد لطالما غازل الجمهور الحكماوي الكبير، ولم يفوّت الفرصة للدفاع عن "قلعته"، بحسب ما اشار يوم موافقته على خوض مغامرة جديدة مع النادي.
وفي موازاة الاتفاق مع اسماء شابة مثل جاد نمر، وويليام صوان، وكريس خليل، ومارك خويري، ومايك حداد، يُنتظر ضمّ الحكمة للاعبين آخرين، ومنهم قد تكون اسماء من الصف الاول، لكن هذا الامر يتوقف على كيفية سير الامور المالية واللوجستية، وطبعاً الفنية لناحية الحاجات في المراكز والاسماء التي ستكون متاحة في السوق. والنقطة الاخيرة ستكون في صلب عمل غطاس الذي عاصر اهم المدربين الذين مرّوا على النادي وتعلّم منهم الكثير، وقد برهن عن عطاءاته عند بدء عمله في المجال التدريبي منذ فترةٍ ليست ببعيدة، وهو بالتأكيد سيمزجه مع محبته المطلقة لفريق الحكمة بهدف تحقيق النجاح المطلوب.
بطبيعة الحال الاسماء البارزة حاجة ايضاً، واسم الحكمة وإغراءات جمهوره يكفيان لإقناع اللاعبين المخضرمين والمميزين بالقدوم واللعب مع الفريق، لكن كل هذا يتوقف على استكمال العمل في المرحلة المقبلة لتفعيل مجلس الامناء مثلاً، أو تأمين الدعم اللازم الذي لطالما كان الوقود لقطار الاندية المنطلقة نحو منصات التتويج.



صورة أوليّة لفرق الموسم المقبل


بحسب المتابعة، تبدو الصورة الأوليّة للفرق التي بدأت الاستعداد للمشاركة في الموسم المقبل في بطولة لبنان لكرة السلة على الشكل الآتي:
- الحكمة (المدرب جو غطاس): روني فهد، نديم سعيد، جاد نمر، ويليام صوّان، كريس خليل، مارك خويري، ومايك حداد.
-الرياضي (المدرب جورج جعجع): علي منصور، كريم زينون، جان عبد النور، مازن منيمنة، مارك خوري، جو ابي خرس، هايك غيوكجيان وجيرارد حديديان (موجودان خارج لبنان حالياً). -الشانفيل (المدرب باتريك سابا): جوزف الشرتوني، رالف عقل، عزيز عبد المسيح، ايلي رستم، فادي الخطيب، نديم حاوي، سيرجيو درويش، جاد بيطار. كما سبق أن وقّع مع علي حيدر وكريم عز الدين اللذين يلعبان مع العراق والبحرين على التوالي. -بيروت (المدرب جيلبير صليبا): رودريغ عقل، باتريك بو عبود، مروان زيادة، جورج بيروتي، جاد عبد المسيح، جو ياغي، اندريه كوبالي ونعيم رباي.
-أطلس (المدرب جورج داغر): جوي زلعوم، هشام الحلو، الياس السبعلي، أمير قصب، ربيع ديب، مارك أبي خرس.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا