تعود القصة إلى مطلع الصيف الماضي، عندما أراد يوفنتوس استقدام مهاجم جديد لتعويض رحيل غونزالو هيغوايين. حاول اليوفي حينها التوقيع مع مهاجم برشلونة السابق لويس سواريز غير أنه واجه عائقاً رئيسياً، وهو أن القانون الإيطالي يمنع تسجيل أيّ ناد لأكثر من لاعبين في لوائحه من خارج الاتّحاد الأوروبي (كان يوفي يمتلك آرثر وويستون ماكيني). حاول بعدها النادي إقناع سواريز بالتقديم للحصول على الجنسية الإيطالية، وخاصةً أن زوجته تمتلك الجنسية وكان لزاماً عليه اجتياز اختبار اللغة الإيطالية من أجل الحصول على جواز سفر إيطالي. بعدها، صرف اليوفي النظر عن التوقيع مع سواريز بعد أن علم بأن إجراءات جواز السفر والتسجيل لن تنتهي في الوقت المحدّد، فقام بالتوقيع مع ألفارو موراتا. رغم ذلك، استمرّ سواريز في سعيه للحصول على جواز السفر وثبت فيما بعد أنه اجتاز الاختبار «بالتزوير»، الأمر الذي طاول يوفنتوس قانونياً حيث خضع مديره الرياضي فابيو باراتيتشي للتحقيق من قبل السلطات المحلية في البلاد للاشتباه في تورطه في شهادةٍ كاذبة.تحقيقات النيابة العامة الإيطالية أثبتت أنه تم تسريب أسئلة الاختبار إلى سواريز قبل دخوله حرم جامعة بيروجيا (مكان الاختبار). إثر ذلك، تمّ توقيف جميع الموظّفين الذين أشرفوا على اختبار سواريز لمدة 8 أشهر، إضافةً إلى إيقافٍ دائم لمدير الجامعة سيموني أوليفيري وعميدة الجامعة جوليانا جريجو، وأشارت تقارير إعلامية إيطالية إلى أنّ حلقة الوصل بين جامعة بيروجيا ولويس سواريز هي المدير الرياضي ليوفنتوس فابيو باراتيتشي. أمرٌ تناوله تقرير صادر عن مكتب الادعاء العام في إيطاليا، حيث أعلن المدعي العام رافاييل كانتوني أن إدارة يوفنتوس «اتّخذت إجراءات على أعلى المستويات المؤسسية، من أجل تسريع منح الجنسية الإيطالية لسواريز».
تمّ توقيف جميع الموظفين الذين أشرفوا على اختبار سواريز لمدة 8 أشهر


رفض يوفنتوس التهم الموجّهة له ولمديره الرياضي، مؤكّداً أنّ التحقيقات ستبرّئ باراتيتشي من كلّ التهم. وفي بيانٍ رسمي، قال يوفنتوس: «يكرر النادي بقوة صحة عمل باراتيشي وهو واثق من أن التحقيقات الجارية ستساعد في توضيح موقفه خلال فترة زمنية معقولة». من جهته، يصر باراتيتشي على أنه «غير قلق» بشأن التحقيق، وأنه سيفعل الشيء نفسه مرة أخرى. وفي مقابلةٍ مع Sky Sport Italia قبل مباراة تورينو، قال باراتيتشي: «أصدر النادي بياناً يوضح موقفنا، لذلك ليس لديّ ما أضيفه على ذلك. لسنا قلقين».
سبق وأن اتصل باراتيتشي بالوزيرة باولا دي ميتشيلي لطلب مزيد من المعلومات حول ما يحتاج إليه سواريز للحصول على جواز سفر إيطالي، لكنّه أكّد أنها لم تكن محاولة للسيطرة على النفوذ، حيثُ أوضح: «لقد كنت صديقاً لباولا دي ميتشيلي منذ أن كنّا أطفالاً، ونعيش في المدينة نفسها، كما أوضحت موقفها، لذلك لا يوجد ما يدعو للقلق».
وعند سُؤاله عمّا إذا كان سيفعل الشيء نفسه مرة أخرى، قال باراتيتشي: «بكل تأكيد نعم. لا أعتقد أن طرح السؤال كان غير مناسب على الإطلاق. ربما يكون من الأفضل، في الواقع، التحدّث إلى شخص يعرف أكثر منك في موضوع ما. طرح الأسئلة ليس جريمة».
‏لم تثبت إدانة باراتيتشي حتى اللحظة. إن اعتُبر الاتّهام شخصياً، سينتهي الأمر بإيقافه مع غرامة، أما إن وصل الملف الى المحكمة الرياضية تحت عنوان «عملية احتيال لتسجيل لاعب» فسيطاول العقاب يوفنتوس أيضاً. في حالة ثبوت التهمة، سيكون باراتيتشي عرضةً للإيقاف لعدة سنوات بحسب اللوائح المعمول بها في إيطاليا، وسيضطر النادي للبحث عن مدير رياضي جديد، كما قد تصل الغرامات إلى احتمال هبوط النادي من دوري الدرجة الأولى الإيطالي في حال تورّطه. الأيام المقبلة سوف تعطي صورة أوضح.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا