الأمور ليست على ما يرام في نادي إنتر ميلانو. الفريق في حالٍ يرثى لها. لا انتصارات متتالية ولا أداء مقنع. فوزٌ وحيد خلال مباريات الفريق السبع الأخيرة صعّب الأمور على المدرب أنطونيو كونتي الذي يقع تحت ضغط هائل من الصحافة الإيطالية الرياضية. المدرب الإيطالي أصبح عرضةً للإقالة نظراً إلى فشله في الوصول إلى تطلعات الإدارة.لم يبخل القيمون على النادي بتقديم الدعم اللازم لأنطونيو. فخلال موسمه الأول، منحت الإدارة كونتي موازنة ضخمة جلب عن طريقها العديد من اللاعبين البارزين. أسماء لامعة كروميلو لوكاكو، باريلا، سينسي وغيرهم... أظهرت مدى رغبة الإدارة في العودة إلى الواجهة، رغم ذلك، فشل الإنتر في تحقيق لقب الدوري، مكتفياً بالمركز الثاني، كما وصل على الصعيد الأوروبي إلى نهائي «يوروبا ليغ»، غير أنه لم يظفر باللقب بعد أن خسر أمام إشبيلية.
رغم البذخ في الصفقات حينها، لم يكن من المتوقع أن يتوّج الإنتر في السكوديتو، نظراً إلى ابتعاد الفريق عن المنافسة في السنوات الأخيرة إضافةً إلى جاهزية الفرق الأخرى وعلى رأسها يوفنتوس. الإدارة كانت على علمٍ بأن الفريق بحاجة إلى وقت كي يتأقلم مع فلسفة المدرب، غير أن الانطلاقة القوية زرعت الأمل داخل النادي. اختلفت تطلعات الإدارة هذا الموسم، خاصةً بعد احتلال الإنتر وصافة الترتيب العام للموسم الماضي. قام النادي هذا الصيف بتعزيز المنظومة عبر استقدام عناصر «خبرة» ، فجاء ظهير روما ألكسندر كولاروف، ثم أرتورو فيدال من برشلونة. صفقاتٌ مهمة، وضعت «ظاهرياً» اللمسات الأخيرة على رقعة كونتي التكتيتية، غير أن النتائج تعكس خللاً رئيساً، قد يكون سببه كونتي نفسه.
يمتلك المدرب منظومة تضمّ العديد من الأسماء اللامعة، لكنّه لم يتمكن حتى اللحظة من التوفيق بين هذه الأسماء. يتضح جلياً من خلال المباريات عدم امتلاك كونتي مرونةً تكتيكية، حيث ظهر الإصرار الكبير لاعتماده خطة 3 لاعبين في الدفاع، وهي خطةٌ عرفت صعوبات كبيرة في عملية الربط بين الهجوم والدفاع من قبل الأطراف. ‏‎أسلوب كونتي في اللعب أصبح مكشوفاً للجميع، وهو عقيم هجومياً وهشّ دفاعياً.
كونتي يفعل الأشياء دائماً بالطريقة نفسها ويتوقّع نتيجة مختلفة وهنا تكمن المشكلة الأساسية


من مساوئ التشكيلة المعتمدة أيضاً، عدم توافقها مع قدرات اللاعبين، ما يضع بعضهم خارج حسابات المدرب. ظهر ذلك جلياً مع اللاعب الدنماركي كريستيان إيريكسن الذي أصبح مطروحاً للبيع بحسب الصحافة الإيطالية، بعد أن كان إحدى أكثر الصفقات المنتظر منها التألق في ملعب جوسيبي مياتزا.
كونتي يفعل الأشياء دائماً بالطريقة نفسها ويتوقع نتيجة مختلفة، وهنا تكمن المشكلة الأساسية. يعود الاستثناء الوحيد ربما إلى أيامه رفقة تشلسي الإنكليزي، حين بدأ بخطة 4-3-3. كانت النتائج متخبّطة، فلجأ حينها كونتي لتغيير خطة الفريق، واعتمد على خطة 3-4-3 ليفوز بلقب الدوري في نهاية المطاف، لكن التشبّث برأيه وعدم تدوير الزوايا وتوطيد العلاقة مع اللاعبين كل ذلك ساهم في إقالته بعدها.
هذه التشكيلة غير ناجحة في الإنتر حتى اللحظة، وربما أصبح الوقت لتغييرها بهدف المضي قدماً وخاصةً أن الفريق يمتلك العناصر اللازمة للعب بأربعة مدافعين.
يحتل إنتر ميلانو المركز السادس في الدوري بثلاثة انتصارات، تعادلين وخسارة من 6 جولات، كما يحتل المركز الأخير في المجموعة الثانية من دوري الأبطال بتعادلين وخسارة جاءت على يد ريال مدريد.
لا يزال الحديث مبكراً ربما عن إقالة كونتي، لكن النتائج غير سارّة بالنسبة إلى الإدارة والجمهور. الأداء لا يرقى إلى التطلعات، وهو ما قد يودي بمنصب كونتي إذا لم يتدارك الأمور سريعاً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا