لوكوموتيف موسكو الروسي، شاختار دونتسك الأوكراني، ريد بُل سالزبورغ النمساوي وميدتيلاند الدنماركي. هي مجموعة فرق يمكن وضعها في دائرة الأسماء غير المرشحة للذهاب بعيداً في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. لكن الأكيد أن هذه الأندية الآنفة الذكر تتميّز بشيء، والأهم أنها بدّلت من صورة التمثيل في بلادها عبر شقّ طريقها إلى قمّة بطولاتها الوطنية ومن ثم حجز مكانها في الساحة القارية.الفريق الروسي تنتظره مواجهة صعبة الليلة مع بايرن ميونيخ بطل ألمانيا وأوروبا، وهو كان قد بدأ المشوار القاري بطريقة جيّدة حيث سجّل تعادلاً مع سالزبورغ (2-2) في الجولة الأولى.

أبرز مباريات اليوم


لوكوموتيف موسكو x بايرن ميونيخ 20:55
شاختار دونتسيك x إنتر ميلانو 22:55
أتليتيكو مدريد x سالزبورغ 23:00
بروسيا مونشنغلادباخ x ريال مدريد 23:00
بورتو x أولمبياكوس 23:00
مارسيليا x مانشستر سيتي 23:00
ليفربول x ميتييلاند 23:00
أتالانتا x أياكس 23:00


هذا الفريق قد يبدو بحالةٍ أفضل مقارنةً بمشاركته الأوروبية السابقة، فهو عاد ليفرض نفسه بين الفرق الأفضل في روسيا حيث فاز بلقب الدوري 3 مرات، آخرها بعدما غاب عن منصة التتويج مدة 13 عاماً. وبهذا الحضور القاري كسر لوكوموتيف التقليد لناحية الفرق الممثّلة للعاصمة الروسية في «التشامبيونز ليغ» حيث اعتادت البطولة على حضور سبارتاك موسكو أو سسكا موسكو، لكن لوكوموتيف كان هو المنافس الرئيس لصاحب الموازنة الضخمة زينيت سان بطرسبورغ في الموسمين الماضيين في الدوري الروسي حيث حلّ وصيفاً للبطل.
واللافت أكثر أن التشكيلة الخاصة بفريق لوكوموتيف تضمّ كثيرين من اللاعبين الروس، فمن أصل 24 لاعباً تمّ تسجيلهم لخوض مباريات المسابقة الأوروبية هناك 9 أجانب غالبيتهم من المدارس الكروية في أوروبا الشرقية، أمثال صربيا، كرواتيا، بولندا وبيلاروسيا. كما أن التشكيلة الأساسية في المباراة الأولى لم تضم سوى 5 منهم، أبرزهم طبعاً المهاجم البرتغالي إيدر صاحب هدف الفوز لمنتخب بلاده أمام فرنسا في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2016.
وبعكس لوكوموتيف، سيطر شاختار دونتسك في المواسم الأربعة الأخيرة على لقب الدوري الأوكراني، لكنه يشبه نظيره الروسي لناحية كسر التقليد بحُكم إبعاده دينامو كييف عن التمثيل الأوروبي وتحوّله إلى الممثل الأبرز للكرة الأوكرانية في المسابقتين القاريتين.
لكن بعكس الفريق الروسي أيضاً، يمكن رفع العلم البرازيلي على مقرّ النادي الأوكراني الذي اعتاد على استقدام اللاعبين من «بلاد السامبا» بأعدادٍ كبيرة، وهو يضمّ اليوم فريقاً كاملاً منهم، أي 11 لاعباً من أصل 13 أجنبياً في تشكيلته!
وفي وقتٍ كان هذا الفريق متوسط الحال أيام الاتحاد السوفياتي، فإنه أصبح أحد أكثر الفرق الشعبية في أوكرانيا، مستفيداً تحديداً من المتعة التي قدّمها البرازيليون في صفوفه، ومن ثم من المبالغ التي قبضها بعد بيعهم إلى أندية كبرى، كما حصل مع فرناندينيو الذي ذهب إلى مانشستر سيتي الإنكليزي مقابل 34 مليون جنيه إسترليني، كما ويليان الذي ذهب إلى تشلسي الإنكليزي، بينما اختار بايرن ميونيخ منه دوغلاس كوستا ودفع 21 مليون جنيه للحصول على خدماته. أما الانتقال الأعلى قيمةً فكان لفريد الذي ذهب إلى نادٍ إنكليزي آخر هو مانشستر يونايتد الذي ضمّه مقابل 52 مليون باوند.
وإذا كان شاختار هو أحد الفرق التي يمكن أن تخرق دائرة المرشحين للوصول إلى أدوارٍ متقدّمة، فإن ريد بُل سالزبورغ هو الآخر قد لا يكون بعيداً عن تقديم أكثر مما قدّم في الموسم الماضي. هو قدّم أداءً طيّباً ونجوماً أيضاً، فكان العملاق النروجي إيرلينغ هالاند اسماً مميزاً معه، لينتقل بعدها إلى بوروسيا دورتموند الألماني. أما ليفربول الإنكليزي فسارع إلى التعاقد مع الياباني تاكومي مينامينو الذي نال إعجاب المدرب الألماني يورغن كلوب بعد المواجهة الشيّقة التي خاضها الفريقان في نسخة العام الماضي وانتهت (4-3) لمصلحة «الريدز» حيث كان الياباني أحد مسجلي أهداف فريقه.

يمكن رفع علم البرازيل على مقرّ شاختار الذي يضمّ 11 برازيلياً من أصل 13 أجنبياً في تشكيلته


هناك في النمسا يقال إن سالزبورغ هو بايرن ميونيخ الدوري النمساوي، إذ سيطر على اللقب في المواسم السبعة الأخيرة، لتصبح الفرق المعروفة أوروبياً مثل أوستريا فيينا ورابيد فيينا وشتورم غراتس مجرد منافسة على مركز الوصيف له، وذلك بفضل تمتعه بموازنة ضخمة يستمدها من شركة مشروب الطاقة التي ترعاه، ما سمح له باستقدام الأجانب من كل القارات والبلدان المختلفة، حيث بلغ عددهم هذا الموسم 20 من أصل 28 لاعباً في التشكيلة!
أما ميدتيلاند فهو أصغر الفرق سناً بين الفرق المذكورة، إذ تأسس قبل 21 عاماً فقط أي في عام 1999. لكن رغم ذلك تمكن من الفوز بالدوري الدنماركي 3 مرات، واحتل مركز الوصيف في 3 مناسبات أيضاً.
ويُعدّ حضور ميدتيلاند في «التشامبيونز ليغ» إنجازاً بحدّ ذاته، إذ أنه بعد صعوده إلى دوري الأضواء في مطلع الألفية الجديدة، تمكن من كسر هيبة كوبنهاغن وبروندبي اللذين اعتادا على تمثيل البلاد أوروبياً. كل هذا كان وليد اجتهاد رجلَي أعمال محليين أرادا دمج ناديين قديمين في فريقٍ واحد هما إيكاست (تأسس عام 1935)، وهرنينغ فريماد (تأسس عام 1918). واللافت أن الفريقين اللذين سجّلا حضوراً لافتاً في مواسم عدة على الصعيد المحلي، لم يتمكنا يوماً من ترك إضافة كبيرة في تاريخ الكرة الدنماركية.
طموحات كبيرة وصعبة للفرق الأربعة المذكورة، لكنها بلا شك طموحات مشروعة في بطولةٍ لا تعترف أحياناً بالأسماء عندما تسيطر عليها المفاجآت التي تطيح بالرؤوس الكبيرة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا