المواجهة الرقم 43 بين الأنصار والعهد ستكون أكثر من مهمة، إذ أنها تأتي في بداية مشوار الدوري اللبناني، حيث تختلف أهداف الفريقين في الوقت الحالي.
هي المواجهة الرقم 43 بين الأنصار والعهد (عدنان الحاج علي)

الأهمية الأساسية بالنسبة إلى الأنصار تكمن في مسألة واضحة وصريحة وهي الحفاظ على صدارة الترتيب العام لا بل الابتعاد أكثر عن العهد حيث تفصل 5 نقاط بينهما في الوقت الحالي. لكن أهمية أخرى أيضاً تكمن في سعي الأنصاريين إلى الفوز وهي فرض الأمر الواقع على العهداويين الذين اعتادوا على التواجد في القمة، ما يعني أن «الأخضر» يرى في انتصاره مكسباً معنوياً بحجمٍ كبير سيرفع من روحية لاعبيه ويترك ضغطاً هائلاً على خصمه الذي سيكون مطالباً بالقيام بجهدٍ أكثر من أي وقتٍ مضى للإبقاء على آماله في الدفاع عن لقبه.

جدول مباريات الأسبوع الرابع


■ اليوم الجمعة
شباب البرج x الشباب الغازية (ملعب العهد) 15.30
■ السبت
التضامن صور x شباب الساحل (ملعب العهد) 15.30
الصفاء x الإخاء الأهلي عاليه (ملعب جونيه) 16.05
■ الأحد
النجمة x طرابلس (ملعب طرابلس) 14.15
السلام زغرتا x البرج (ملعب بحمدون) 14.15
الأنصار x العهد (ملعب جونيه) 16.05


إذاً انتصار الأنصار يعني أفضليةً كبيرة على منافسٍ مباشر ولو أن الطريق لا يزال طويلاً حتى نهاية المشوار، وهو انتصار سيترك رسالةً واضحة بالنسبة إلى المنافسين مفادها أن «الزعيم» سيستعيد زعامته، وسيترك ردّاً أيضاً على المشكّكين بفشل استراتيجية جمع كل هؤلاء النجوم بالقميص الأخضر.
أما من الناحية المقابلة فإن كلمة الزعامة تطلّ أيضاً عند الحديث عن أهمية اللقاء بالنسبة إلى العهد، إذ أن سيطرة «الأصفر» على اللقب موسماً بعد آخر ووصوله إلى التتويج السابع في الموسم قبل الماضي، جعلا البعض يطلقون عليه تسمية «أنصار العهد الجديد» في الكرة اللبنانية. هي تسمية تليق بطبيعة الحال بالفريق البطل الذي أوصل لبنان إلى مرتبةٍ غير مسبوقة على صعيد المسابقات الآسيوية. لكن ومع تغيّر المعادلة المحلية بفعل تغيّر واقع البلاد وتالياً اللعبة الشعبية التي تسير وفق أنظمة جديدة، تغيّر العهد أيضاً.
تغيّرٌ في الشكل من دون الأجانب، وتغيّرٌ على صعيد رأس الجهاز التدريبي، لم يُسقطا فكرة أن العهد بالنسبة إلى الأكثرية الساحقة من المتابعين هو الفريق الأوفر حظاً للفوز باللقب. ويأتي هذا الكلام بغضّ النظر عن النتائج الأولى للفريق هذا الموسم، حيث يعطي المشدّدون على أفضلية العهد أمثلة كثيرة حول تعثر أوّلي لهذا الفريق، ومن ثم نهوضه من كبواته ليسير نحو منصة التتويج في خلال مواسم سابقة.
الواقع أنه من المنطقي عرض هذه النظرية بحكم تسلّح العهد بمجموعة من أفضل العناصر المحليين، وهو الأمر عينه الذي بات ينطبق على الأنصار، وهنا بيت القصيد. «زحمة النجوم» في الفريقين تترك قناعةً بأن مباراة كبيرة تنتظر محبي الكرة اللبنانية، لكن تطرح أيضاً الكثير من الحسابات على دفتر المدربَين اللذين يعرفان تماماً بأن حسابات القمة تختلف عن حسابات أي مباراة أخرى خاضاها أو سيخوضانها في الدوري هذا الموسم.

الأنصار يخبّئ أوراقه
مدرب صاحب الصدارة العراقي عبد الوهاب أبو الهيل لا يزال في مرحلة اختبار شخصي للطريقة التي سيعتمدها في مواجهة العهد. هو اعتاد على اعتماد استراتيجية 3-4-3 التي أثبتت صلابة دفاعية (لم يتلقَّ مرمى الفريق أي هدف في 3 مباريات)، وفعّالية هجومية (سجّل 6 أهداف)، لا بل إنها خلُصت إلى دمج المدافعين في أدوارٍ هجومية، فأطلقت موهبة لاعبٍ مثل نصار نصار كممررٍ حاسم وهدّاف أيضاً.
لكن أبو الهيل الذي لا يُستبعد أن يلجأ إلى استراتيجية 3-5-2 في موقعة الأحد، لن يكشف حتى للاعبيه عن ما يدور في ذهنه حتى نهاية الأسبوع. هذا ويقول المنطق إنه قد يلجأ إلى اعتماد الاستراتيجية المذكورة لكي لا يسقط عامل الحذر في مواجهة فريقٍ يملك لاعبين خطرين، ما يعني أنه سيكتفي بمهاجمٍ مدعوم من متصدّر هدّافي الدوري حسن معتوق، حيث ستحرّر هذه الخطة الأخير وتعطيه القدرة على زيادة رصيده التهديفي أمام الفريق الذي أطلقه إلى الأضواء في لبنان.
ويبقى السؤال الأهم هو حول خيارات أبو الهيل في خط الدفاع، حيث عمل على إشراك كل غالبية مدافعيه في المباريات الثلاث الأولى، لا بل إنه منح دوراً للظهير يوسف عنبر في قلب الدفاع حتى، وهو الذي لا يُستبعد أن يلعب دوراً في الوسط أمام العهد بحكم إعجاب المدرب بنشاطه وقدراته، وذلك بعدما غاب عن الحسابات الأساسية لأسلافه في ما مضى.

تبدّل تكتيكيّ منتظر في الأنصار وحسابات طارئة للموقعة في العهد


وإذا كانت مشاركة نادر مطر أساسياً مستبعدة جداً بسبب عدم وصوله إلى قمّة الجهوزية التي تخوّله خوض مباراة من هذا النوع، فإن العين على مشاركة نجم العهد أحمد زريق بعد التحاقه بتمارين الفريق إثر شفائه من إصابته بفيروس «كورونا». وجود الجناح الحاسم مهم جداً للعهد لأكثر من سبب، إذ احتاج الفريق في الفترة الماضية إلى لاعبٍ على شاكلته يمكنه تغيير المعادلة في الأوقات الصعبة. وكذا، فإن ابتعاد زريق ترك النجم الآخر محمد حيدر وحيداً في مهمة البحث عن قيادة الفريق إلى الانتصارات، وهي مسألة قد يكون لاعب الوسط الموهوب قادراً على فعلها بفعل الشكوك التي تحيط حول مشاركته التي سيتم اتخاذ قرار حولها في اللحظات الأخيرة، وذلك بسبب الإصابة التي تعرّض لها خلال المباراة أمام التضامن صور الأسبوع الماضي.

التغيير قادم في العهد
أما اعتماد مدرب العهد رضا عنتر منذ بداية الموسم على استراتيجية 4-2-3-1، فيمكن أن يتبدّل بابتعاد حيدر عن التشكيلة الأساسية حيث ستكون المقاربة مختلفة عملياً، وخصوصاً لناحية عدم وجود لاعب خلّاق يمكنه ملء مركزه بسهولة، في وقتٍ يتميّز لاعبو وسط العهد الذين يشغلون مركز الارتكاز (أمثال وليد شور، حسن سرور وهيثم فاعور) أو أي عنصر يتواجد بين خطَّي الوسط والهجوم (على غرار مهدي فحص في المباراة الماضية)، بمجهودٍ دفاعي أكثر ممّا هو هجومي، ما قلّص من الإنتاجية الهجومية للفريق الأصفر، والتي يمكن أن تتبدّل بفعل تبدّل بعض الأسماء ووقف عامل التوفيق إلى جانب العهد.
هل سيحقق الأنصار الفوز الرقم 20 على العهد في تاريخ لقاءاتهما في الدوري، ويثبّت مساره باتجاه اللقب الـ 14، أم سيقطف العهد الفوز الرقم 13، ويُبقي نفسه في موقفٍ قوي للسير نحو اللقب الثامن؟
90 دقيقة سيعرفها ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي، حيث ستكون الإجابة بانتظار جيش المتوقّعين الذين ما انفكوا يتحدثون عن هذه المواجهة منذ اليوم الأول لانطلاق بطولة الدوري.



اليوم افتتاح المرحلة الرابعة


تُفتتح المرحلة الرابعة من الدوري اللبناني اليوم الساعة 15.30 على ملعب العهد بلقاء يجمع بين شباب البرج (الصورة) سادس الترتيب العام والشباب الغازية الذي يحتل المركز العاشر. لقاءٌ مهم بالنسبة إلى طرفَيه، إذ أن فوز شباب البرج (4 نقاط) سيبدأ بإبعاده عن القسم الثاني من لائحة الترتيب بعدما قدّم أداءً طيّباً منذ انطلاق الموسم، بينما فوز الغازية سيعوّض من خلاله سقطته الكبيرة أمام الأنصار في الأسبوع الماضي ويضعه في مركزٍ متقدّم بعيداً من مراكز القاع.
ويشهد الملعب عينه في التوقيت نفسه غداً السبت مباراة بين التضامن صور صاحب المركز ما قبل الأخير والساعي إلى فوزٍ أول هذا الموسم، وشباب الساحل الذي استعاد شيئاً من مستواه المعروف في المرحلة الماضية.
أما المباراة الأهم غداً فستكون بين الصفاء والإخاء الأهلي عاليه، الساعة 16.05، على ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي، وهي ستكون مرتقبة من قبل العديد من الفرق الساعية إلى انتزاع الوصافة المفاجئة من الفريق الجبلي، في وقتٍ يتطلع فيه الصفاويون إلى نفض غبار الخسارة القاسية التي تعرضوا لها أخيراً أمام طرابلس بعد بداية لافتة هذا الموسم.
وينتقل النجمة إلى طرابلس لمواجهة فريق المدينة يوم الأحد الساعة 14.15، ساعياً إلى فوزٍ ثانٍ وعلى حساب فريقٍ شمالي آخر، وذلك بعد تغلّبه على السلام زغرتا الذي يلتقي البرج على ملعب أمين عبد النور في بحمدون في اليوم والتوقيت نفسيهما.