جاء المدرب الإسباني مايكل أرتيتا على رأس العارضة الفنّية لنادي آرسنال هذا الموسم، وذلك بعد إقالة المدرب السابق أوناي إيمري على خلفية النتائج السيئة. رغم ضيق الوقت وقلّة العناصر المتاحة، نجح أرتيتا في إعادة شيء من فلسفة النادي الهجومية، غير أن النتائج ظلّت متخبّطة. عانى آرسنال الأمرّين، وقد ظهر جلياً نقص المنظومة في مختلف المراكز. أمرٌ استدعى فتح خزائن النادي بحسب نقّاد الكرة، أمّا الواقع فكان مخيّباً، خاصةً على جماهير النادي.هو الموسم الثاني على التوالي الذي يحدّد خلاله آرسنال ميزانية قليلة لإبرام الصفقات. في الموسم الماضي، احتل الفريق المركز الخامس في الدوري، كما أنه حلّ وصيفاً في بطولة الدوري الأوروبي، ما حال دون مشاركته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. بعد انقطاع عائدات دوري الأبطال المالية عن خزائن النادي، تقلّصت ميزانية آرسنال في بداية الموسم الحالي إلى 40 مليون يورو فقط. رغم ذلك، أبرم آرسنال 6 صفقات، بينها 3 مهمة، وهم نيكولاس بيبي، ديفيد لويز وداني سيبايوس. صفقات تألّقت بنسب مختلفة، وأثبتت أن الفريق بحاجة للمزيد من البذخ للعودة إلى مكانه الطبيعي.
ما حصل في الموسم الحالي، قد يتكرّر الموسم المقبل أيضاً، حيث أكّد الصحافي جيمس أولي من ESPN أنّ ميزانية آرسنال في سوق الانتقالات المقبلة ستكون أقل من 30 مليون باوند. في حال استطاع النادي الفوز في كأس الاتّحاد ضدّ تشيلسي (تلعب المباراة السبت الساعة 19:30 بتوقيت بيروت) سترتفع الميزانية قليلاً، غير أنّ التوجه الأساسي سيكون الاعتماد على صفقات التبادل والإعارات هذا الصيف. سيبحث آرسنال عن صفقات مقايضة مرّة أخرى أو سيسعى للتوقيع مع أسماء «بالتقسيط» كما حصل في صفقة بيبي، وهو يأمل في بيع عدد من اللاعبين من أجل دعم الميزانية. الأسماء المحتملة لمغادرة النادي هي ماتيو غويندوزي ومسعود أوزيل، مع صعوبة التخلّي عن هذا الأخير بسبب أجره المرتفع. في ما يتعلق بالقادمين، يرغب آرسنال باستقدام قلب دفاع ولاعب وسط. على مستوى الدفاع، يحوز صامويل اومتيتي ودابوت اوباميكانو على اهتمام المدفعجية، كما يطمح الفريق في خطّ الوسط للتوقيع مع لاعب أتليتيكو مدريد توماس بارتي. في حال فشل الصفقة، فإنّ لاعب بورتو دانيلو بيريرا سيكون خياراً ثانياً. إضافةً إلى ذلك، يسعى النادي لتمديد عقد إعارة داني سيبايوس لسنة إضافية، وهو في مفاوضات متقدّمة مع ريال مدريد من أجل ذلك.
يلعب آرسنال نهائي الكأس أمام تشلسي يوم السبت المقبل وعينه على اللقب


صفقات ستضيف الكثير إلى عمق الفريق، غير أنّها قد لا تحلّ المشاكل الجوهرية للمنظومة. في هذا الصدد تحدث أرتيتا قبل مباراة الدوري الأخيرة عن صعوبة الوضع في النادي، لكنّه أكّد أنه أطلع الإدارة على خطته. وقال أرتيتا: «في شهر يناير (كانون الثاني)، كان علينا سدّ بعض الثغرات وإعطاء بعض الاستقرار للفريق. الآن هو الوقت المناسب لاتّخاذ خطوة أخرى إلى الأمام وتحسين الفريق واللاعبين الذين لدينا». وعند سؤاله عن أهدافه على أرض الملعب، أضاف آرتيتا «إن الفجوة بين الفريقين الأفضل (ليفربول ومانشستر سيتي) والباقي كبيرة حقاً والجميع يحاول اللحاق بالركب. المنافسة ستكون الآن بين ستة أو سبعة أو ثمانية أو ربما تسعة أندية للقتال من أجل المقاعد الأربعة الأولى، لذلك يجب أن نكون أذكياء للغاية ويجب أن نكون حاسمين عندما نتّخذ قراراتنا».
احتلّ آرسنال المركز الثامن في الدوري هذا الموسم ما حال دون مشاركته الأوروبية. في حال فوزه بكأس الاتحاد، سيشارك النادي تلقائياً في الدوري الأوروبي ما قد يزيد من نسبة الميزانية المتوقّعة. رغم ذلك، تشير المؤشرات إلى صعوبة موسم أرتيتا المقبل، نظراً إلى عدم تلقّيه الدعم الكامل من الإدارة، ما قد يدفعه للاعتماد على أبناء الأكاديمية سيراً على خطى لامبارد في تشلسي.