في 18 كانون الثاني 2017 صدر قرار إداري في النجمة أُوقف بموجبه قائد الفريق عباس عطوي عن المشاركة في تدريبات الفريق ومبارياته. يومها ردّ عطوي على القرار الإداري بكلمات عاطفية قائلاً: «لكل شيء نهاية، وها قد جاءت النهاية غصباً وليس خياراً بعد قرار إداري بإيقافي عن مزاولة التمارين وخوض المباريات. شكراً جمهور النجمة، 20 عاماً وكأنها بالأمس القريب. أحبكم جميعاً».قرارٌ أثار اعتراض القسم الأكبر من الجمهور، الذي لم يكن يتخيّل يوماً أن يرى صاحب القميص الرقم 10 بعيداً عن «القلعة النبيذية» بعدما رفع 20 لقباً، منها 6 في بطولة الدوري معه، فكان الاعتراض الشديد على القرار الإداري والدعم الكبير لعطوي والمطالبة بإعادته فوراً إلى صفوف الفريق.
رحل الكابتن التاريخي إلى الشباب العربي ومنه إلى شباب الساحل، لكنه بقي في قلوب النجماويين، وبقي هو نجماوياً أصيلاً، فواظب على الجلوس بين الجمهور لمتابعة مباريات فريقه السابق، ففي نهاية المطاف لا يمكن للابن الانفصال عن أمه أيّاً كانت الأسباب، إذ أن حبّها يجري في دمه، وهو ما اختصره مشهد تفاعله غالباً مع المشجعين وما قدّمه اللاعبون على أرض الملعب.
17 تموز 2020 كان يوم العودة، وهو اليوم الذي تفاعل النجماويون خلاله مع خبر توقيع عطوي على عقدٍ مع النادي، وكأنهم يحتفلون بفوزهم بلقب الدوري، إذ مخطئ من يعتقد أن أحداً سيرفض لاعباً بقيمة عطوي. هو بدا وكأنه يتحدى العمر ويفوز عليه في كل مباراة، مقدّماً مستوى فنياً ثابتاً، لا بل إنه كان اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيلة شباب الساحل، حيث كان الممرّر الدقيق، الهدّاف الحاسم، والقائد الذي لم يحمل شارة القيادة.
النقطة الأخيرة هي الأهم وهي تكفي ليسعى النجمة خلف توقيع نجمه السابق مجدداً، إذ بدا جليّاً أن الفريق البيروتي افتقد إلى قائدٍ في الملعب خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهو ما قلّص فعلياً من حظوظه في الفوز بلقب الدوري.
نقطةٌ يوافق عليها الكثير من المتابعين الذين لا يستخفّون بالدور الذي لعبه علي حمام أو قاسم الزين أو أي أحدٍ حمل شارة الكابتن، لكنهم يشيرون إلى شخصية عطوي في التعامل مع الظروف المختلفة، وخصوصاً أن مركزه يساعده على ذلك كونه يتواجد في قلب التشكيلة. كما يثني لاعبون شبان على دوره في توجيههم على أرض الملعب عند قيامهم بأدوارهم حيث يتقبّلون منه الملاحظات التي لا يتردد في قولها لهم حتى لو كانت قاسية في بعض الأحيان.
وبما أن عطوي ليس باللاعب العادي، فإن المفاوضات معه لم تكن عادية أيضاً.
ارتبط عطوي مع النجمة لعامين على أن يلتحق بالجهاز الفني في ما بعد


القصة بدأت في شهر آذار الماضي عندما اتصل مقرّبون من رئيس النادي أسعد صقال بلاعب الساحل السابق مستطلعين رأيه في العودة إلى النجمة. لكن بطابعه الاحترافي، والذي من خلاله بقي محافظاً على لياقته البدنية وقدراته الفنية، أكد احترامه لعقده مع فريق الضاحية الجنوبية والذي وُضع تاريخ النهاية له في آخر شهر أيار.
ومع نهاية عقده عادت حرارة الاتصالات التي فتحت باب المفاوضات، وقد تولاها من جانب عطوي لاعب ومدرب سابق في نادي النجمة، والتي بدأت مع أحد المقرّبين من صقال ومن ثم استمرت معه وسط حماسته وإيجابيته تجاه عودة لاعب الوسط إلى فريقه، وذلك في موازاة حماسة مشابهة من قبل رئيس اللجنة الفنية إبراهيم فنج.
إذاً كان الكل متجاوباً مع فكرة عودة عطوي، وهو ما سمح في تذليل عقبات المفاوضات التي أفضت إلى توقيعه على عقدٍ لمدة عامين، على أن تقام مباراة اعتزال تليق بمسيرته عند نهاية المشوار، ليكون له دور بعدها في الجهاز الفني للنجمة.
وتبدو الأمور مريحة من كل الجوانب، إذ أن المفاوضات والاتفاقات أخذت وقتها، وغسيل القلوب كان حاضراً وسط الأجواء الإيجابية السائدة. وطبعاً في إطارها كان الاجتماع الذي حصل بين عطوي والمدير الفني موسى حجيج الذي رحّب أيضاً بخطوة اللاعب الذي عاصره ومن ثم أشرف عليه. الرجلان يريدان نسيان الماضي بالتأكيد، وتلك المرحلة التي خرج خلالها حجيج من النجمة (موسم 2013-2014) وكانت لديه مشاكل مباشرة مع عطوي. هما اتفقا اليوم على أمرٍ وحيد وهو العمل لما فيه مصلحة الفريق أوّلاً، فهما في نهاية المطاف أبرز وجهين محليين مرّا في تاريخ النادي، وتأثيرهما على الجمهور ليس بالأمر البسيط، وهو ما يفتح الباب على مرحلة عاطفية كبيرة، يتطلع خلالها جمهور النجمة بشغف إلى رؤية رفع «القائدين» لكأس الدوري اللبناني سويّاً في نهاية الموسم المقبل.
ببساطة الكل مستفيد من عودة عطوي، فإذا كان حجيج يعرف أن لاعبه يمكنه مساعدته ويلعب دوراً أساسياً، فإن صقال قام بضربة تُحسب في مصلحته بعد الانتقادات التي طاولته في الآونة الأخيرة، فقسم من الجمهور العاطفي خفّف من حدّته وبدا أنه توقّف عند خطوة الإدارة بتقديرٍ كبير، ورأى فيها عملاً جديّاً للتأسيس لمرحلة مقبلة أفضل من تلك التي سبقتها.
مرحلة ستكون بقيادة عطوي الذي سيعود لارتداء شارة القيادة واستلام هذه الأمانة من حمام الذي لن يعارض ترك المهمة لزميله الأقدم منه في النادي، والذي سيستعيد أيضاً القميص الرقم 10 الذي أصبح مرادفاً لاسمه.
بطبيعة الحال هذه العودة كانت ضرورية بغضّ النظر عن الحاجة الفنية إلى عطوي، فخروجه بالشكل الذي حصل قبل 3 أعوام لا يليق ولا يلتقي مع كل ما قدّمه للنادي الذي يفترض أن يعتزل معه لا أن يكون بعيداً عنه.



رستم مشرفاً في الحكمة ومدرّباً في الصفاء


أطلّ المدرب الوطني إميل رستم في تمارين نادي الصفاء أمس، وذلك بعد أسابيع على تداول اسمه للإشراف على الفريق الذي كان قد قاده إلى لقب الدوري اللبناني في موسم 2015-2016.
رستم وبحكم صداقته مع قطبَي الإدارة جهاد الشحف وهيثم شعبان وافق على تسلّم المهمة الصعبة، وهو الذي اعتاد على هذا النوع من المهمات، وخصوصاً أيام الصعاب التي واجهها مع الحكمة.
وبالحديث عن النادي الأخضر، فإنه برضى إدارتَي الناديين سيبقى رستم مشرفاً على كرة القدم في الحكمة على أن يتولى الإشراف الفني على فريق الصفاء، ليستعيد بالتالي مشهداً سبق أن عاصره في أواخر ثمانينيات القرن الماضي عندما عمل مع الناديين في الوقت عينه.
وكانت أولى بوادر وصول رستم هي التحاق عدد من اللاعبين الذين تغيّبوا عن تمارين سابقة، وهو أكد في الوقت عينه في اتصالٍ مع «الأخبار» بأن الفريق سيمرّ في مرحلة بناء مرتكزة على اللاعبين الحاليين «إذ لا نيّة لديّ للاستغناء عن أي لاعبٍ، وخصوصاً بعدما خسر الفريق عنصرين مهمين قبل وصولي». ويختم: «لن نترك أي فرصة من أجل إبقاء الصفاء في دائرة الكبار، ولن أوفّر جهداً لتقديم كل ما لديّ من أجل هذا النادي الذي أعتبره بيتي ويستحق مني كلّ الاهتمام».