حضر نادي العهد أمس في وزارة الصحة وتحديداً في مكتب الوزير حمد حسن، حيث وضع وفد النادي ملف استضافة العهد لمباريات مجموعته الأولى في كأس الاتحاد الآسيوي، والتي تضم أيضاً الجيش السوري والمنامة البحريني وهلال القدس الفلسطيني. وضع رئيس النادي تميم سليمان وأعضاء الإدارة، موسى مكي وأمين السر محمد عاصي وإبراهيم كوثراني والزميل يوسف يونس، الوزير حمد في أجواء ملف العهد. طلب العهداويون من الوزارة الموافقة على الاستضافة، لكونها المعنية الأولى بما يتعلّق بإجراءات مكافحة كورونا.خلص الاجتماع الى موافقة الوزير حمد على طلب العهد، والبدء بالإعداد للخطوات المقبلة عبر لقاءات مع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اللبناني الذي أكّد عضو اللجنة التنفيذية فيه موسى مكي دعم الاتحاد للخطوة. دعمٌ تُرجم من خلال كتاب أرسله الاتحاد أمس الى نظيره الآسيوي، يطلب فيه استضافة مباريات مجموعتين لا واحدة. المجموعة الأولى التي يلعب فيها العهد، ومباريات المجموعة الثانية التي يلعب فيها الأنصار الى جانب الفيصلي الأردني والوثبة السوري والكويت الكويتي.
مهمة العهد والأنصار لن تكون سهلة. فبالنسبة إلى العهد، أربك تقديم نادي المنامة البحريني طلب استضافة أيضاً في الساعات الأخيرة، قبل انتهاء المهلة، حسابات العهداويين. فالاستضافة البحرينية كانت خارج التوقعات بسبب الإجراءات الصحية الصارمة في البحرين، وهذا ما رجّح كفة العهد، نظراً إلى عدم قدرة الفلسطينيين والسوريين على الاستضافة. مهمة الأنصار قد تكون أصعب بسبب قوة طلب الأردنيين أيضاً.
خارج مكتب الوزير، كانت هناك كلمات من حمد الذي أعلن موافقة الوزارة على طلب العهد، كما تحدث سليمان شاكراً الوزير على دعمه، كاشفاً عن نية العهد تدعيم الفريق بلاعبين أجانب (الأولوية للاعبٍ مهاجم).
من جهته، شدّد مكي على دعم الاتحاد لناديي العهد والأنصار، في وقت أمل فيه أمين السر محمد عاصي فوز ناديه بشرف الاستضافة، نظراً إلى ما لذلك من أهمية، ليس فقط للعهد، بل للبنان، على أكثر من صعيد.
لا شك في أن موقف الوزير كان سلبياً قبل الاجتماع، وهو ما عبّر عن صراحة، انطلاقاً من تخوّفه من أن تكون الاستضافة باباً لانتشار أكثر لفيروس كورونا.
خلال الاجتماع، اعتبر حمد أن فترة الاستضافة بين 27 تشرين الأول و4 تشرين الثاني تعتبر فترة حساسة على صعيد تجدّد موجة كورونا. لكنّ موقف الوزير عاد وأصبح إيجابياً بعد أن شدد العهداويون على حرصهم على الالتزام والقيام بكل ما يتناسب مع تعليمات وزارة الصحة ولجنة كورونا.
ما بين 300 و500 ألف دولار ستدخل إلى لبنان في حال تمّت استضافة مباريات مجموعة واحدة


تتعدد فوائد استضافة العهد أو الأنصار لمباريات المجموعة. فوائد تتخطى البعد الرياضي الى جانب يعتبر أساسياً في هذه الفترة، وهو الجانب الاقتصادي. ففي ظل الظروف الاقتصادية الخانقة، تمثّل استضافة مباريات أي مجموعة رافداً مالياً كبيراً. فإقامة مباريات مجموعة واحدة في لبنان ستعني مجيء ثلاثة فرق الى جانب العهد، أي قدوم ما يزيد على مئة شخص بين لاعبين وفنيين وإداريين (30 شخصاً لكل بعثة على أقل تقدير)، الى جانب الأشخاص الرسميين من الاتحاد الآسيوي، من مراقبين وحكام.
هذا سينتج عنه تشغيل ستة فنادق على الأقل، وتأمين فرص عمل لما يزيد على مئة شخص سيشكلون الكادر البشري العامل في حدث كهذا. إضافة الى ذلك تشغيل ملعبين (المدينة الرياضية وصيدا) وتأمين مداخيل إضافية لهما، الى جانب شركات تأجير السيارات والباصات.
وقد يكون الأهم على الصعيد الاقتصادي تأمين عملة صعبة في بلدٍ أصبح فيه الدولار نادراً، إذ تشير المعلومات إلى أن ما بين 300 ألف و500 ألف دولار ستدخل الى لبنان في حال تمّت استضافة مباريات مجموعة واحدة، وتتضاعف الأرقام في حال تمّت استضافة مباريات المجموعتين.
لا شك في أن المهمة صعبة والحظوظ ضئيلة، وخصوصاً في ظل وجود دول تتمتع باستقرار أمني واجتماعي واقتصادي أكثر من لبنان، كالبحرين والأردن والكويت. لكن هذا لا يعني أن الحلم ليس مشروعاً. وكل شيء وارد، في حال خدمت الظروف لبنان، وتحديداً العهد الذي يملك حظوظاً أكبر من الأنصار لاستضافة المباريات.



انتهاء اختبارات اللاعبين للمنتخب الأوّل
أنهى الجهاز الفني لمنتخب لبنان لكرة القدم بقيادة جمال طه اختبارات اللاعبين المرشّحين للانضمام مستقبلاً إلى صفوف المنتخب الأول. وأجريت الاختبارات على ملعب المجمّع المهني في بئر حسن وتضمّنت 4 فترات، وكانت مخصّصة لعناصر من مواليد 1995 ـ 2000. وجاءت الاختبارات في إطار «خريطة الطريق على المدى المتوسط» التي أعلنها الجهاز الفني وعرضها إعلامياً خلال مؤتمر صحافي عقده في الشهر الماضي، والهادفة الى تحقيق توازن مطلوب من خلال تجديد هادئ ومدروس لشباب المنتخب في المدى القريب، بحيث يخفّض معدّل أعمار اللاعبين إلى 25-26 سنة.
وفي خط موازٍ لإعداد المنتخب الأول لاستكمال مبارياته في التصفيات المزدوجة لنهائيات كأسَي العالم «قطر 2022» وآسيا «الصين 2023»، سيواكب الجهاز الفني من كثب البطولات التنشيطية والرسمية ومنها دوري فئة الشباب، وسيتشاور مع مدربي فرق الأندية لبلوغ الهدف المنشود.
وكان رئيس لجنة المنتخبات عضو اللجنة الإدارية في الاتحاد الدكتور مازن قبيسي حضر جانباً من الحصة التدريبية الأخيرة التي استهلّها طه بقوله للاعبين بأن لقاءات أخرى «ستجمعنا مستقبلاً، فأنتم دائماً تحت الامتحان ما سيحفزّكم للظهور بأفضل مستوى مع أنديتكم»، متمنياً لهم باسم الجهاز الفني التوفيق، ومشدّداً على ضرورة التزامهم بإجراءات السلامة والوقاية.
ولخّص طه مرحلة الاختبارات بأنها كانت ضرورية لمعاينة اللاعبين من قرب بعد التوقف القسري للأنشطة. «ستكون المتابعة والمواكبة من خلال البطولات التنشيطية والموسم الرسمي»، كاشفاً عن تميّز حوالى خمسة لاعبين «إذ يملكون المواصفات التي نطلبها حالياً ونتمنى أن يُعتمدوا أساسيين مع فرق أنديتهم ويظهروا معدنهم الجيد، ليكون قرارنا عند استدعائهم صائباً. متابعتنا ستشمل الجميع لنقف على مدى تطورهم حتى الذين لم يُستدعوا إلى هذه الاختبارات، لأن أبواب المنتخب مفتوحة أمام كل من يستحق الفرصة».
من جانبه، لفت المستشار الفني للجهاز يوسف محمد (دودو) إلى أن التجربة «مقبولة عموماً، والخامات الجيدة تلفت النظر رغم أن توقف النشاط في الأشهر الماضية أثّر فنياً من دون شك».
وناشد محمد الأجهزة الفنية في الأندية إيلاء هؤلاء العناصر الفتية الاهتمام المطلوب ومنحهم الفرصة كي يتطوروا، ما ينعكس إيجاباً على مستوى الفرق والمنتخب.