هو اللقب رقم 34 في الدوري المحلي للنادي الملكي ريال مدريد، والثاني خلال السنوات الثماني الأخيرة. نجح رفاق سيرخيو راموس بإزاحة برشلونة ـ حامل اللقب خلال الموسمين الماضيين ـ عن عرش الليغا وإعادة الكأس إلى العاصمة مدريد. التتويج باللقب المحلي هو الثاني تحت إشراف زيدان، وجاء بعد عمل كبير من المدرب الفرنسي، الذي استفاد أيضاً من التراجع الكبير للكتيبة الكاتالونية التي تعيش أسوأ أيامها.زيدان كسب الرهان، فهو كان قد أعلن عند عودته إلى تدريب النادي الملكي، أن هدفه سيكون منصبّاً على البطولة المحلية. زيدان ترأس العارضة الفنية لريال مدريد بين كانون الثاني/ يناير 2016 وأيار/ مايو 2018، حقق خلالها إنجازاً تاريخاً بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، وكان هدفه بعد العودة إعادة الفريق إلى العرش المحلي، وهو ما حصل بالفعل.
الفوز ببطولة الليغا بعد سيطرة برشلونة، يعني الكثير للمدرب، وهو ما عبر عنه من خلال تصريحاته. وقال زيدان إن فوز فريقه بلقب دوري الدرجة الأولى، أفضل من أيّ من الألقاب الثلاثة في دوري الأبطال. وبحسب تصريحات نقلتها شبكة «موفيستار الإسبانية» اعتبر زيدان أن «دوري الأبطال هو دوري الأبطال لكنّ لقب الدوري يجعلني أكثر سعادة لأنه يعتمد على كل شيء. هذا شعور هائل لأن ما فعله اللاعبون كان مذهلاً. لا يوجد ما أقوله فأنا مفعم بالمشاعر».
وأضاف «كنا الأفضل لأننا حصدنا العدد الأكبر من النقاط وهذا كل ما يمكن قوله. بالنسبة لي فهذا أحد أفضل أيامي كمحترف. اللاعبون هم من قاتلوا من أجل هذا. بالطبع قمت بعملي لكن اللاعبين هم من أمنوا بما يفعلوه».
يعيش نادي برشلونة أسوأ فتراته اليوم وهو بحاجة إلى ورشة عمل كبيرة


الحديث عن اللاعبين يأخذ الأمور إلى النقطة الأهم، وهي الأداء الكبير للجميع في مدريد. وكان لافتاً أن 22 لاعباً من ريال مدريد نجحوا في التسجيل هذا الموسم، وهذا الأمر يدل على الجماعية الكبيرة التي صبغت أداء الفريق هذا الموسم، خاصة بعد العودة من التوقف. وفي هذه الفترة تحديداً، أي خلال المباريات العشر الأخيرة، كانت لافتة القتالية العالية في أداء القائد سيرخيو راموس، الذي سجل 10 أهداف هذا الموسم، بينها 5 خلال المباريات العشر الأخيرة. ومن هذه الأهداف كان هناك 5 حاسمة، على اعتبار أنها غيرت مجريات المباريات التي كان يلعبها ريال مدريد. أمّا المهاجم الفرنسي كريم بنزيما فقد خالف جميع التوقعات وقدم موسماً استثنائياً نجح خلاله حتى الآن بتسجيل 21 هدفاً، متخلّفاً بهدفين فقط عن نجم برشلونة ليونيل ميسي (23)، ومن المتوقّع أن ينافس على لقب الهداف، على اعتبار أنه يمتلك الفرصة للتسجيل في المباراة الأخيرة من الموسم بمواجهة ليغانيس يوم الأحد المقبل.
وفي وقت يعيش ريال مدريد أفضل فتراته، فإن المشكلة في برشلونة تبدو أكبر من المتوقع. ودعا ميسي إلى عملية «نقد ذاتي شاملة» في صفوف ناديه، بعد خسارته لقب الدوري. وقال ميسي بعد الخسارة من أوساسونا في ذات الليلة التي توّج فيها ريال باللقب، «لم نكن نتوقع ولم نكن نرغب في إنهاء الأمور بهذه الطريقة، لكن ذلك يختصر إلى حدّ كامل عامنا». وتابع «كنا فريقاً غير منتظم إلى حد كبير، ضعيفاً جداً، يخسر في الندية وفي الرغبة، يتلقى الأهداف بسهولة». وأضاف «خسرنا العديد من النقاط حيث لم يكن يجب أن نخسرها. ريال مدريد قام بالكثير من العمل، لم يخسر أي مباراة منذ العودة، لكننا أيضاً سهلنا مهمته». ومن المتوقع أن تحمل الفترة المقبلة عملية تغيير كبيرة في برشلونة بهدف العودة إلى المنافسة من جديد.