في الثالث من أيار 2019، قاد موسى حجيج فريقه النجمة للمرة الأخيرة كمدرّب في مباراته مع هلال القدس الفلسطيني ضمن الدور الأول لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في السعودية. استقال حينها أو دُفِعَ للاستقالة، الأمر لم يعد مهماً. خرج موسى حجيج من النجمة من الباب الضيق حينها... لكنه عاد من الباب الواسع. عاد حجيج إلى النجمة للمرة الثالثة، والثانية في عهد الرئيس أسعد صقال. قد يقول الرجلان كلاماً كثيراً عن طيب العلاقة بينهما، لكنّ كثيرين يعرفون حجم «الهوة» التي كانت بين حجيج وصقال عقب خروج المدرب من ناديه الأمّ. لكن رغم ذلك عاد حجيج في خطوة يعتبرها الأخير «عادية وعادية جداً» كما يقول في حديثه مع «الأخبار» عقب أول تمرين له أمس على ملعب النجمة في المنارة.«هذا النادي بيتي ولم أكن بعيداً عنه في أيّ يوم من الأيام» يضيف الكابتن موسى عن عودته إلى النجمة.
ولا يعتبر حجيج أنه يقوم بـ«مهمة إنقاذية» للمرة الثانية على التوالي. «أنا أقوم بمهامي، وأحاول أن ألبّي طموحات النادي الكبيرة. فنادي النجمة دائماً مطالبٌ بالبطولات. الفرصة متاحة هذا الموسم بسبب عدم وجود لاعبين أجانب، وبالتالي الفرص متكافئة مع المنافسين الأساسيين على اللقب أي العهد والأنصار. في لبنان المستوى بين الفرق متقارب ومتقارب جداً، وفي النجمة هناك عناصر جيدون ولاعبون شباب واعدون يمكن الاعتماد عليهم. أنا لا أرسم أحلاماً وردية للجمهور، لكن الفوارق في لبنان لا تتجاوز العشرة بالمئة. ومع بذل الجهد والتشديد على الانضباط والالتزام والتشدّد في وجه أطماع البعض الذين يحاولون عرقلة النادي، من الممكن تحقيق شيء. أرى الأجواء نظيفة، وهناك تحصين للنادي والتعلّم من المطبات والحفر التي كانت سابقاً» يقول مدرب النجمة الجديد-القديم.
لا يمكن النظر إلى عودة حجيج إلى النجمة من زاوية تعاقد النادي مع مدرب جديد أو عودة مدرب قديم إليه، فتعيين حجيج يحمل دلالات عديدة، وخصوصاً أنه جاء بعد أسابيع من اندلاع ما أُطلق عليها «معركة وجودية» في نادي النجمة. معركة بدأت صامتة قبل أن يزداد الكلام حولها. لكن اشتداد المعركة بقي في إطار الكلام والاجتماعات «غير المنتجة»، أما على أرض الواقع فلم تكن هناك أفعال. فقط «كلام وكلام وكلام» كما يقول أحد المتابعين للملف.
تعيين موسى حجيج مدرباً يحمل دلالات عديدة


«المعركة الوجودية» حملت هذا العنوان من خلال الاصطفافات، فمن جهة كان الرئيس أسعد صقال الذي كان يدافع عن وجوده في النادي رافضاً الانكسار والخروج من الباب الضيّق ومن حوله مجموعة دافعت عن وجودها ودورها مهما كان حجمه. في المقابل كانت هناك مجموعة أخرى، ترى أن «وجودية» معركتها عنوان الحفاظ على النادي. فكانت هناك ملفات واجتماعات، وشائعات وتواريخ ومهل زمنية، كلها تصبّ في خانة رحيل صقال عن النجمة. لكن كلّ هذه الاجتماعات ذهبت أدراج الرياح، وكل التواريخ والمهل الزمنية سقطت، فبقي صقال وأعلن من ملعب النجمة في مقابلة مع أكثر من وسيلة إعلامية أنه سيترشّح لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية منتصف آب المقبل، مؤكداً دعم راعي النادي الرئيس سعد الحريري لرغبته بالترشّح لولاية جديدة.
في كل معركة، هناك خاسر ورابح. ليس شرطاً أن يكون الخاسر قد أخطأ، لكنه قد يكون قرأ المشهد بشكل غير صحيح أو واقعي، أو يمكن أن يكون قرأه على غير الطريقة اللبنانية التي يعرفها الجميع.
في الوقت عينه، يحق للرابح الاحتفال طويلاً، بفوزه بـ«معركة» كسبها بغضّ النظر عن أسباب الفوز... المهم أنّه كسبها.