هي ليلة من ليالي ليفربول الجميلة. ليلة انتظرها عشاق النادي حول العالم لسنوات وسنوات. كل الألقاب ليست مهمة. حقق ليفربول بطولتين لدوري الأبطال وعدداً آخر من الكؤوس، ولكن الجماهير كانت تنتظر لقب الدوري. سئم عشاق النادي من «تزريكات» جماهير مانشستر يونايتد لهم. عادوا من بعيد، وتحت قيادة المدرب الالماني المحنك يورغن كلوب، قلبوا الطاولة على الجميع وأحرزوا اللقب المحلي، وهو الأول لهم في المسمى الحديث «بريميرليغ» والتاسع عشر في تاريخ النادي (يمتلك مانشستر يونايتد 20 لقباً).البطولة المحلية تأتي اليوم في ظروف استثنائية. الدوري تأجّل ثلاثة أشهر بفعل انتشار فيروس كورونا، إلا أن أبناء النادي رفضوا الاستسلام، وعادوا ليحرزوا اللقب بعدما تفوّقوا على الجميع. جمع «الريدز» 86 نقطة من 31 جولة، مبتعداً بـ23 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي، الذي حرمه من اللقب الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة فقط.
منذ أن وقّع المدرب الالماني يورغن كلوب عقده مع ليفربول في أكتوبر/تشرين الاول 2015، خلفاً للمدرب الإيرلندي الشمالي برندن روجيرز، وعد بإعادة ليفربول الى منصات التتويج، وحقق وعده. بنى كلوب منظومة متكاملة. مدرب بروسيا دورتموند السابق دخل سريعاً في أجواء البريميرليغ، وعرف كيف ينافس أكبر الأندية في مهد كرة القدم، وهو سيبقى في المدينة الإنكليزية حتى العام 2024 بعدما جدّد عقده أخيراً.
حقق ليفربول لقب الدوري الأول منذ 30 عاماً والـ19 في تاريخه


في الفترة الانتقالية الاولى بعد قدومه، وقّع كلوب مع السنغالي ساديو مانيه والهولندي جورجينيو فينالدوم للمساعدة في ضمان العودة إلى دوري الأبطال، لينضم إليهما في العام التالي النجم المصري محمد صلاح وأندي روبرتسون وأليكس أوكسلاند-تشامبرلاين. وضم الألماني في كانون الثاني/يناير 2018 الهولندي الآخر فرجيل فان دايك أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي وأوروبا في الموسم الماضي، والذي أضحى في حينها أغلى مدافع في العالم بعدما اشتراه الفريق الإنكليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني (93 مليون دولار). بعدها بفترة تعاقد النادي مع حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر من فريق روما الإيطالي. وأضاف ليفربول إلى لائحة لاعبيه الطويلة في صيف عام 2018، البرازيلي فابينيو، والغيني نابي كايتا، والسويسري شيردان شاكيري، لينفق على هذه الصفقات ما يزيد على 160 مليون جنيه إسترليني. وتخلى النادي عن عدد من اللاعبين، أبرزهم البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي لم يعرف النجاح، لا مع برشلونة، ولا حتى مع بايرن ميونيخ.
وبعد تحقيقه اللقب التاسع عشر، أصبح فريق كلوب الأسرع تتويجاً، إذ ضمن فوزه باللقب قبل سبع مراحل من نهايته، ليتخطى أندية مانشستر يونايتد (1907-1908 و2000-2001) وجاره السيتي (1917-1918) وإيفرتون (1984-1985) التي حسمت اللقب قبل خمس مراحل.


ويمتلك ليفربول اليوم منظومة متكاملة، قادرة على المنافسة خلال السنوات المقبلة. في حراسة المرمى هناك أليسون بيكر الذي يعتبر من بين أفضل 5 حراس على مستوى العالم، وأمامه هناك فان دايك، وأفضل ظهيرين في أوروبا، آرنولد وروبيرتسون، كما أن ثلاثي المقدمة هو من الأخطر في أوروبا، ويجمع كل من صلاح ومانيه وفيرمينيو. العمل اليوم يجب أن يكون على تعزيز خط الوسط، عبر استقدام لاعبين قادرين على تغطية أماكن جيمس ميلنر والقائد جوردان هندرسون، في ظل عدم ثبات مستوى فابينيو ونابي كايتا. الأكيد أن كلوب سيعمل على تصحيح جميع الاخطاء، وسد الثغرات التي يمكن أن تكون نقاط ضعف في المقبل من المواعيد. الجميل والمفاجئ في نادي ليفربول هو أن الفريق تمَّ بناؤه من الأمام إلى الخلف، أي إن الأساس هو في خط المقدمة، ويعود البناء إلى منتصف الملعب ثم الدفاع والحارس. ما يفعله ليفربول اليوم على الساحة الكروية المحلية والأوروبية بات محط اهتمام وإعجاب كثيرين، وكتب مات ديكنسون في صحيفة تايمز البريطانية «كل شيء واضح. هذا النجاح تحقق عن جدارة واستحقاق، وله أهمية كبيرة للغاية. فقد حقّق ليفربول نجاحات كبيرة على المستوى الأوروبي، وكان ينقصه إثبات الهيمنة المحلية التي تضيف إحساساً بالفخر أكثر عمقاً وثراءً». أما مارتن صمويل في صحيفة ديلي ميل فاعتبر أن ما حققه ليفربول في ظل هذه الظروف يقترب من التفوق على إنجاز ليستر سيتي عند فوزه بلقب الدوري الممتاز في موسم 2015-2016. وكتب صمويل «بالتأكيد هذا هو أبرز انتصار في تاريخ ليفربول، وبالنسبة إلى الكثيرين فهو الإنجاز الأفضل الذي يحققه أحد أندية الصفوة خلال حقبة الدوري الممتاز. إنه الموسم الأعظم في كل المواسم والمسيرة الأعظم في كل البطولات».
وقال جيمي كاراغر، مدافع ليفربول السابق، إنه سعيد لأن الفريق أثبت أنه كان على خطأ بعد أن كتب مقالاً في 2017 قال فيه إنه لم يكن مقتنعاً بقدرة كلوب على تحقيق الفوز بلقب الدوري. وكتب كاراغر في صحيفة تليغراف «وصل كلوب إلى أنفيلد قائلاً إنه يريد تحويل المتشكّكين إلى مصدّقين. وكنت أنا أحد الذين فقدوا الأمل». وأضاف المدافع السابق «أشعر بأقصى سعادة عندما أعترف بأن هذه الكلمات تبدو الآن أنها كانت في غير موضعها. وللأسف لم يلمني أحد على هذه التصريحات في هذا الوقت».


إنجازات يورغن كلوب


مع بروسيا دورتموند
- الدوري الألماني 2011 ـ 2012
- كأس ألمانيا 2012
- كأس السوبر الألماني 2013 ـ 2014
- وصيف دوري أبطال أوروبا 2013

مع ليفربول
- كأس رابطة الأندية الإنكليزية 2016
- دوري أبطال أوروبا 2019
- كأس السوبر الأوروبي 2019
- كأس العالم للأندية 2019
- بطولة الدوري الإنكليزي 2020
- وصيف الدوري الأوروبي 2016