بحث نادي النجمة عن مدربٍ جديد جعله يجتهد في الأسابيع الأخيرة على أكثر من صعيد، بغية الاتفاق مع مدربٍ محلي أو لِمَ لا أجنبي، من أجل إطلاق مشوارٍ جديد يلتقي مع المرحلة الراهنة وتلك المقبلة.خمسة أسماء لمدربين معروفين طفت إلى العلن، وكلّهم سبق أن جلسوا في مقعد التدريب في النادي النبيذي، وعاشوا فترات متناقضة بين تحقيق الإنجازات وبين الخروج بعد مرحلة متوترة أو لم تكن فيها النتائج بالمستوى المطلوب.
من هنا، أطلّت بعض العقبات في مسألة التوصل إلى اتفاقٍ نهائي مع أحد هؤلاء المدربين، لكن ما يشير إليه مصدر إداري رفيع المستوى يبدو واضحاً بأن النادي لن يطيل المدّة أكثر لتسمية مدربه، ولو أنه حتى الآن لم يحسم الاسم بعكس ما تردد في وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
برز اسم الحاج حمود بصورة كبيرة أخيراً (عدنان الحاج علي)

ومن بين الأسماء التي طُرحت بدايةً كان المدرب الوطني اميل رستم الذي سبق أن قاد النجمة الى لقب الدوري. المدرب المخضرم ابتعد عن التدريب في المواسم القريبة الماضية أو عاد «مرغماً» لمساعدة صديقٍ في هذا النادي أو ذاك، إذ يبدو جليّاً أن رغبته في العمل مع الأندية لم تعد بتلك الحماسة نفسها التي عرفها سابقاً. لذا لم يكن غريباً ألا يبدي اهتماماً حقيقياً بالحصول على المنصب، فالدافع الأول الذي وجّهه يوماً بإصرار نحو المنارة رحل عن هذه الدنيا وهو صديقه سمير «أبو علي» العدو. كما لا يمكن إسقاط أن رستم خرج من النادي بشكلٍ لم يكن يليق بالعمل الكبير الذي قام به، وذلك بعد حملةٍ منظّمة طاولته وخرجت عن أطر الرياضة، وهو ما أبقى مرارة في قلبه بحسب ما يقول مقرّبون منه.
مدربٌ آخر من الجيل الذهبي للمدربين القدامى وسبق أن ترك بصمته في النجمة أيضاً، وهو الألماني ثيو بوكير، إذ ما إن طفا اسم مساعده الدائم حسين حمدان لتولّي منصب مدير الفريق، حتى تردّد اسم مدرب منتخب لبنان سابقاً للعودة الى «القلعة النبيذية».
وبالفعل فُتح الباب للحديث مع «الثعلب الألماني»، لكن التواصل لم يطل كثيراً، وقد عُلم أن بوكير عرض بعض المآخذ من جهة، وبعض ما يرمي اليه في عمله للمرحلة المقبلة من جهة أخرى. والواضح أيضاً أن الرجل ليس مندفعاً كثيراً للعودة الى دوري الأضواء، وهو عمل حتى في تدريب نادي الأهلي صربا في الدرجات الدنيا في الفترة الماضية، جاعلاً من الكرة مجرد تسلية وتمضية للوقت بالنسبة إليه، لذا فإن شيئاً لن يتغيّر في حياته إذ لم يحصل على المنصب في النجمة. علماً بأن البعض في النادي ترك ملاحظاته حول الفترة الأخيرة من الولاية الماضية التي قضاها بوكير في النادي، ما قد يكون سبباً في تراجع أسهمه.
بعيداً من الحاج حمود، يبقى اسم حجيج هو الوحيد الذي لم يُستبعد من دائرة المفاوضات


مدربٌ أجنبي آخر، عاد اسمه الى التداول رغم الفترة المضطربة التي عاشها مع النادي، وهو التونسي طارق جرايا. وطرح اسم الأخير يبدو غريباً لسببين، أولهما، أنه لا يقيم في لبنان، وبالتالي تأمين راتبه بالعملة الصعبة لن يكون أمراً بسيطاً. أما ثانيهما فهو أنه رفع شكوى على النادي مطالباً بمبلغٍ مالي بعد فسخ عقده معه في العام الماضي. مصادر نجماوية ذكرت لـ«الأخبار» أن جرايا وافق بالفعل على تلقي راتبه بالعملة المحلية، في وقتٍ قد يكون فتح الباب للتعاقد معه فكرةً ذكية من الإدارة لأن أي اتفاق سيريحها من مشكلةٍ هي بالغنى عنها حالياً، أي أنه سيسقط الدعوى التي تقدّم بها التونسي ولم يتراجع عنها حتى الآن.
كذلك، ذُكر اسم موسى حجيج في المرحلة الأولى للحديث عن المدرب الجديد، قبل أن يُسحب من التداول. لكنّ مصدراً إدارياً يؤكد أن اسم «المايسترو» لا يزال مطروحاً بقوة لتولي المهمة، ولم يخرج أبداً من دائرة اهتمام الإدارة ولو أن البعض قال إن الأمور محسومة لنجمٍ آخر مرّ في تاريخ النادي وهو الحاج محمود حمود.
أما الأمور فهي لا تبدو معقّدة بالنسبة الى موضوع «الكابتن موسى»، إذ سبق أن تواصل معه أحد أعضاء المكلّفين بالملف، فكان واضحاً وصريحاً لناحية عرضه وجهة نظره ومطالبه في حال أراد التفاوض حول أي طرح، بينما كان هناك أيضاً عرض لوجهة نظر النادي من ناحية الإداري المعنيّ.
وفي خضمّ اتفاق الطرفين على ترك الباب مفتوحاً لمفاوضات متقدّمة، وعدم وجود رغبة لدى المفاوضين في الإضاءة على اسم حجيج في الإعلام، كان الاسم الأكثر تداولاً في الفترة الأخيرة هو اسم الحاج حمود، لكن الأكيد أن النادي لم يصل معه الى نقطة التقاء، ما يعني أن مسألة تعيينه رسمياً لم تكن يومياً محسومة، بل إنها قد تُحسم سلباً أو إيجاباً بين اليوم ونهاية الأسبوع، وهو أمر يتوقّف حول مدى مرونة مدرب شباب الساحل في المفاوضات.
ويقول عارفون بسير عملية التفاوض إن حمود وضع تصوّره للمرحلة المقبلة، وترك مطالبه على طاولة النجمة، وهي كثيرة. أما أبرز ما جاء فيها بعيداً من الرقم المالي الذي طلبه، فهو حصوله على عقدٍ طويل الأمد كونه يتطلع الى مرحلة بناء الفريق من القاعدة وحتى رأس الهرم. كما اشترط أن يكون مدير فريق الساحل حسين فاضل مديراً لفريق النجمة، ليجدّد بالتالي شراكته الناجحة معه، وذلك بفعل الثقة القوية التي تركها الأخير عند الهدّاف السابق خلال عملهما سويّاً في الساحل. وفي النقطة الأخيرة مؤشر إلى أن الساحل يبدو أنه سيقف أمام مرحلةٍ جديدة لا تشبه أبداً المرحلة المستقرّة التي عرفها في المواسم القريبة الماضية، والدليل أن حمود الذي أبدى ارتياحاً دائماً لوجوده مع الفريق، لا يمانع الرحيل، وكذا طرح اسم فاضل الذي ارتبط حصراً بالساحل يعني أن الوضع لن يشبه السابق.
المهم أن مطالب حمود ليست بسيطة بحسب مصدرٍ مقرّب من دائرة المفاوضات، لكن الاتفاق معه لن يكون مستحيلاً أيضاً، وبالتالي فإن أي اتفاق مرتقب سيلحظ الواقعية والظروف الراهنة التي تمرّ بها البلاد وتالياً النادي، وإلا سيكون التوجّه الجديد مختلفاً، وهو ما قد تكشفه الساعات والأيام المقبلة.



الاتحاد يحدّد النظام الفني لبطولة الدرجة الأولى


حدّد الاتحاد اللبناني لكرة القدم، النظام الفني لبطولة دوري الدرجة الأولى، لموسم 2020-2021، الذي ستشارك فيه حسب المادة الثانية، كلّ الأندية المصنّفة في الدرجة الأولى حالياً. ووضع الاتحاد قوانين جديدة استثنائية، كمنع الأندية من التعاقد مع لاعبين أجانب، والسماح لها بتسجيل لاعبَين فلسطينيين (من الفلسطينيين المسجّلين لدى المديرية العامة لشؤون الفلسطينيين في وزارة الداخلية اللبنانية)، شرط مشاركة لاعب واحد على أرض الملعب.
وحسب النظام الفني الجديد، يُلعب الدوري من مرحلة واحدة، ويُتوّج بطلاً من يجمع أكبر عددٍ من النقاط في المرحلة الأولى من البطولة والدورة السداسية للأندية الأوائل، فيما يسقط الناديان صاحبا أقل عدد من النقاط في المرحلة الأولى والدورة السداسية للأندية الستة الأخيرة.
تجري البطولة على مرحلتين، أولاهما تتنافس خلالها الفرق بطريقة الدوري من مرحلة واحدة (ذهاب)، وفق جدول تضعه لجنة المسابقات للاتحاد بنتيجة القرعة وتحدد أسسه الفنيّة والإجرائية تطبيقاً لطريقة الدوران. أما المرحلة الثانية فتُقسّم إلى دورتين، دورة سداسية للأندية الستة الأوائل، تتنافس بطريقة الدوري من مرحلة واحدة، ويُتوّج بطلاً صاحب أعلى عدد من النقاط. ودورة سداسية للأندية الستة الأخيرة، تُلعب بالنظام عينه، ويهبط من بعدها ناديان إلى الدرجة الثانية. وسمح الاتحاد لثلاثة لاعبين كحدّ أقصى، من الذين لم يشاركوا في المرحلة الأولى من البطولة، أو لبنانيين ينتقّلون مباشرةً من الخارج إلى لبنان، بالانضمام إلى الأندية قبل بداية المرحلة الثانية.