لم يعرف نادي تشلسي استقراراً إدارياً في المواسم الثلاثة الماضية، حيث تواتر على العارضة الفنية للفريق ثلاثة مدربين تباعاً إثر الخلاف على الأهداف المرسومة. بدأ الأمر مع المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي الذي تمّت إقالته، رغم تحقيقه الدوري، إثر فقدانه السيطرة على غرفة الملابس. عيّنت إدارة البلوز بعدها مواطنه ماوريتسيو ساري لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، لكنّ مدرب نابولي السابق ويوفنتوس الحالي لم يعمّر أكثر من سنة واحدة في ستامفورد بريدج، إثر الخلاف حول أسلوبه الهجومي المتّبع ورغبته الشخصية في الانتقال إلى نادي السيدة العجوز «يوفنتوس». توتّر الأمر مع وقوع النادي تحت عقوبةٍ حرمته من التعاقد مع أيّ لاعب لسوقَي انتقالات متتاليين، ما وضعه في موقفٍ حرج. رغم ذلك، عرف تشلسي موسماً «مقبولاً» بفعل السياسة التي اتبعتها الإدارة، والتي أوكلتها إلى المدرب الشاب فرانك لامبارد. في ظل «الشحّ» في اللاعبين، اعتمد لامبارد على أبناء الأكاديمية الذين سدّوا بدورهم جميع الثغرات ونقاط الضعف في الفريق، ليتمكّن من البقاء في دائرة الصراع على أغلب الألقاب المتاحة. حصل النادي بعدها على تخفيض لعقوبة الإيقاف في سوق الانتقالات الشتوي، غير أنه لم يبرم أي صفقة، واكتفى باستقدام حكيم زياش، ثم تيمو فيرنر، على أن يلعبا للفريق مطلع الموسم المقبل. لاعبان بعيدان «نسبياً» عن الضوء الإعلامي، سيقدّمان إضافة كبيرة لتشكيلة فرانك لامبارد بفعل الجودة التي يمتلكانها.
يسعى تشلسي لبناء جيل شاب قادر على المنافسة في مختلف الجبهات في السنوات المقبلة


رغم التوازن في اللعب هذا الموسم، ظهر جلياً معاناة تشلسي في أكثر من مناسبة تبعاً لأساليب الخصوم الدفاعية، ما صعّب الأمور على رجال فرانك لامبارد الذين افتقدوا إلى صانع ألعاب حقيقي في ظل رحيل إيدين هازار من دون تعويضه باللاعب المناسب. حاول لامبارد الاعتماد في أكثر من مناسبة على الكرواتي كوفاسيتش لصناعة اللعب، غير أن ذلك لم يأت بالنتيجة المطلوبة. مع زياش، ستختلف الأمور. يمتلك اللاعب المغربي العديد من المقوّمات التي تجعله قادراً على التأقلم سريعاً في لندن. السرعة، المهارة، من دون إغفال إمكاناته الهائلة في قراءة الملعب، كل هذه العوامل تجعل من زياش صفقة ممتازة. زياش، بإمكاناته الكبيرة، سيشغل إلى حد كبير مركز الجناح الأيمن، وسيعنى بالمهام التي كان يقدمها هازار طيلة فترة وجوده.
بعد التوقيع مع زياش، قامت الإدارة بإبرام صفقة أخرى كبيرة حيث وقّعت مع مهاجم لايبزك الشاب تيمو فيرنر، على أن ينتقل إلى لندن مطلع الصيف المقبل. عانت كتيبة لامبارد في مركز رأس الحربة هذا الموسم نظراً إلى «تخبّط» مستويات تامي أبراهام وبديلَيه أوليفييه جيرو وميتشي باتشوايي، ما جعل التعاقد مع فيرنر الذي سجّل 32 هدفاً هذا الموسم في مختلف المسابقات أولوية.


اللافت، هو استقدام الإدارة لمهاجم مختلف عن أسلوب اللعب «المألوف» لمهاجمي الفريق عبر توالي المواسم، ما يدل على حقبة جديدة بأسلوب لعب جديد استكمالاً لما أسّسه ساري في الموسم الماضي. يشتهر تشلسي في الوسط الكروي باعتماده على مهاجمين من ذوي القوة البدنية، بدءاً بهاسلبانك وديدييه دروغبا، مروراً بلوكاكو، ديمبا با ودييغو كوستا وصولاً إلى تامي أبراهام. على الجانب المقابل، فشل أغلب المهاجمين ذوي «الصبغة» الفنية مثل تشيفشينكو وتوريس. ما يميّز فيرنير، هو الشمولية التي يتصف بها ابن الـ24 عاماً، من حيث السرعة، التمركز، قراءة الملعب من دون إغفال الحسّ التهديفي العالي (إنهاء الهجمات). بفعل مرونته التكتيكية، يمكن لفيرنير أن يشغل مركزَي رأس الحربة ورأس الحربة الثاني رفقة تامي أبراهام، كما أثبت من خلال مشاركته مع المنتخب الألماني ولايبزك على حدٍّ سواء، قدرته على شغل مركز الجناح أيضاً. السرعة الكبيرة التي يتصف بها اللاعب ستعطي قوة مضاعفة لصناعة اللعب من العمق، حيث سيتمكن ابن الـ24 عاماً من استغلال الكرات الساقطة خلف المدافعين المرسلة من جورجينيو، إضافةً إلى الكرات البينية من كوفاسيتش.
إدارة تشلسي تفوّقت على نفسها، وهي في صدد بناء فريق منافس محلياً وأوروبياً. سيعمل النادي في الأسابيع المقبلة على تدعيم المنظومة في بعض المراكز خاصةً على الصعيد الدفاعي، غير أن الرهان الأبرز سيكمن في الحفاظ على نجوم الفريق.


بقاء كانتيه غير مضمون


تحدّثت تقارير إعلامية إنكليزية وفرنسية عدّة أخيراً عن إمكانية خروج النجم الفرنسي نغولو كانتيه من خطط المدرب فرانك لامبارد. وقالت صحفية «تايمز» الإنكليزية إن إنفاق 93 مليون يورو على صفقتين فقط حمل معه تحذيراً من الروسي رومان إبراموفيتش مالك نادي تشلسي، الذي يصرّ على أنه إذا أراد لامبارد مواصلة العمل في سوق الانتقالات فإن ذلك سيكون فقط عبر التخلي عن لاعبين حاليين في صفوف «البلوز».
ووفقاً لهذه المعطيات فإنه بات لزاماً على لامبارد التخلي عن أحد لاعبيه الحاليين، وترجح المصادر أن يكون نغولو كانتيه.
وبحسب التقارير فإن رحيل كانتيه عن تشلسي سيفتح الباب أمام انتقال نجم آخر إلى صفوف النادي اللندني، وهو كاي هافيرتز لاعب خط وسط نادي باير ليفركوزن الألماني، والذي تُقدر قيمته بأكثر من 80 مليون يورو، إلا أن اللاعب الألماني الشاب من حيث المبدأ يفضل فكرة الانتقال إلى ريال مدريد.