اشتعلت المنافسة في الدوري اللبناني لكرة القدم على نحو غير مسبوق، أقلّه في الاعوام القريبة الماضية، حيث باتت ثلاثة فرق تتشارك صدارة الترتيب العام وهي الراسينغ والنجمة والعهد. وبالتأكيد فان الفريق «النبيذي» هو الضيف الجديد على هذه الصدارة، التي سعى اليها طويلاً وعمل جاهداً للوصول اليها، فاستغل الى ابعد الحدود «الدعسة الناقصة» لشريكيه الحاليين، اللذين سقطا في فخ التعادل، العهد مع الإخاء الاهلي عاليه (1-1)، والراسينغ مع التضامن صور (0-0).
وفي النتائج المحققة في المرحلة السادسة عشرة، وآخرها الفوز الثمين جداً للنجمة على طرابلس الرياضي (2-0)، كان هناك قاسم مشترك، صبّ في مصلحة رجال المنارة، وجعلهم في موقف اقوى من اي وقت مضى هذا الموسم. وهنا الكلام عن تأثير المدربين الثلاثة الذين يقودون الفرق المذكورة في النتائج الاخيرة لفرقهم، اذ من دون شك كان لهم ادوار مختلفة في ما حصل، وفي الصورة التي تبدو عليها الصدارة اليوم.
والأكيد ان المهمة الأصعب كانت امام الالماني ثيو بوكير، الذي عرف قبل اللقاء مع طرابلس أن النجمة سيقابل فريقاً عنيداً ومنظماً في الدفاع تمكن من خطف نقطة من «النبيذي» في مباراة الذهاب، التي انتهت سلبية، وهو حكى عن خيارات محددة الى اقرب المقرّبين منه عشية اللقاء، وخصوصاً ان حساباته تبدّلت بعد رحيل حسن المحمد للاحتراف في ماليزيا، ما جعل خط الهجوم بحاجةٍ الى اوراق جديدة تستطيع ان تكسر اي سلبية موجودة في منطقة الخصم.
والأكيد اكثر ان احداً لم يتوقع عشية اللقاء ان بوكير سيبدّل من وجه المباراة عبر الدفع بلاعب ناشئ هو حسن القاضي، الذي فعل اكثر من تسجيل هدفٍ رائع. حنكة بوكير في الورقة التي لعبها تؤكد مجدداً انه يستحق لقب «الثعلب» الذي التصق به، اذ باعادته المصري احمد عبد العزيز «مودي» الى خط الظهر بدلاً من شادي سكاف الذي بدا مهزوزاً على نحو مستغرب، ضمن عدم تمكن الفريق الشمالي من مباغتته وهز شباكه، وفي الوقت نفسه استفاد من امكانات القاضي، الذي كان حاسماً في حكمه بمعاقبة طرابلس بالهدف الاول ليفتح الطريق امام تسجيل اكرم مغربي لهدف الأمان.
وفي الوقت الذي ضرب فيه بوكير ضربة ناجحة اخرى مواصلاً حصد النتائج الطيّبة التي حققها النجمة منذ وصوله لقيادة دفته، تركت مباراة السبت بين الراسينغ والتضامن صور، وتلك التي اجريت الجمعة بين العهد والاخاء تأكيداً للانطباع المذكور بأن «المفكّرين» وبتأثيرهم الايجابي او السلبي سيحددون اسم البطل العتيد.
الراسينغ قدّم عرضاً سيئاً للغاية، وهو ربما يدفع اليوم ثمن عدم إعداده على النحو المطلوب عند توقف الدوري اخيراً، حيث نقلت مصادر أن المدرب التشيكي ليبور بالا رفض خوض اكثر من مباراة ودية واحدة، وهو امر ابعد لاعبيه عن «فورمة» المباريات. كذلك، لم يكن بالا حاسماً مثل بوكير، إن كان من خلال تبديلاته في مواجهة «سفير الجنوب»، او من خلال طريقة اللعب التي اعتمدت على الكرات الطويلة دون سواها، حيث رأى انه لجأ الى هذا الاسلوب بسبب ارضية ملعب بيروت البلدي السيئة.
مدربٌ آخر خدم النجمة في هذه المرحلة، هو المصري عبد العزيز عبد الشافي «زيزو»، الذي يمكن سؤاله عن تسليمه المباراة الى الإخاء عبر تبديلاته الثلاثة التي فاجأت الكثيرين، عندما سحب عباس عطوي وحسن شعيتو والفلسطيني محمد ابو عتيق، فأفرغ خط الوسط بتعزيزات هجومية قوامها طارق العلي والبرازيلي مارسيلو دياز، اللذين لم يقدّما شيئاً يذكر، فأهدر فوزاً كان بالامكان تحقيقه بحسابات اخرى.
هي مرحلة حساسة الآن، واي حسابات خاطئة ستجعل الفريق في مهب الريح. الملعب بات ملعب المدربين، لإفراغ كل افكارهم فيه قبل فوات الآوان.


يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الصفاء يقابل السلام زغرتا اليوم

تقام اليوم الساعة 15.30 على ملعب المدينة الرياضية المباراة المؤجلة بين الصفاء والسلام زغرتا، حيث تبدو الفرصة متاحة امام بطل لبنان للانفراد بالصدارة، بقيادة مدربه تيتا فاليريو، الذي من دون شك دخل التحدي مع منافسيه الاجانب الآخرين على اللقب.