جميع الطرق تؤدي إلى روما، كيف لا والعاصمة الإيطاليّة تستضيف اليوم واحدة من كلاسيكيات كرة القدم الأوروبية على مرّ السنوات. أبناء نابولي، عاصمة الجنوب الإيطالي الفقير، يرحلون إلى العاصمة لمواجهة يوفنتوس، أغنى الفرق الإيطاليّة والمنافس الأول للجنوب وأنديته. يقال في إيطاليا إن الجنوب يبدأ من العاصمة روما، الجنوب فقير، والشمال غني، وهو ما يعطي المنافسة بين الأندية بعداً أبعد من الرياضة.الجمهور لن يكون حاضراً اليوم جراء الخوف من تفشي فيروس كورونا، والتزاماً بالبروتوكول الذي وضعه اتحاد الكرة مع وزارة الصحة والسلطات في البلاد، إلا أن مئات الملايين سيتابعون المباراة عبر الشاشة الصغيرة حول العالم. الأنظار ستكون مصوّبة إلى مدرب يوفنتوس المحنّك ماوريسيو ساري الذي كان سابقاً مدرباً لنادي نابولي، والذي حقّق معه النجاحات. المدرب المميّز والمصرفي القديم هو خائن في عيون الجنوبيين، كيف لا وهو قبل بتدريب يوفنتوس، أحد أغنى الأندية في إيطاليا والمنافس التاريخي لنادي مدينتهم المتوسطية نابولي.
ساري يبحث عن لقبه الأول مع يوفنتوس، ولكن الأمور لن تكون بهذه السهولة، خاصة بعد أن خسر مباراة أمام فريقه السابق (2 ـ 1) في كانون الثاني يناير الماضي. وفي حال فاز يوفنتوس فإنه سيعزز رقمه القياسي في المسابقة وإحراز لقبه الرابع عشر، بعدما تنازل الموسم الماضي عن سلسلة من أربعة ألقاب متتالية لسقوطه في ربع النهائي أمام أتالانتا (صفر-3). في المقابل، تُوّج نابولي خمس مرات، آخرها في عام 2014، ويسعى مدربه غينارو غاتوزو للفوز باللقب للمرة الأولى كمدرب.
الأنظار ستكون مصوّبة إلى مدرب يوفنتوس ماوريسيو ساري الذي كان مدرباً لنابولي


وبحسب التقارير يحوم الشكّ حول مشاركة الأرجنتيني غونزالو هيغواين مهاجم يوفنتوس لمعاناته من إصابة عضلية بفخذه، علماً بأنه ساهم بشكل كبير في إحراز نابولي لقبه الأخير في الكأس عام 2014، وكان هدّاف الدوري «سيري أ» في موسم 2015-2016 مع 36 هدفاً. وتتركز الأنظار على مهاجم يوفنتوس الآخر البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد إهداره ركلة جزاء ضد ميلان في إياب نصف النهائي الجمعة الماضي، والذي انتهى بالتعادل السلبي، ليتأهل «بيانكونيري» بفضل هدف الذهاب في ملعب سان سيرو (1-1).
في المقابل، يعوّل نابولي على قائده لورنتسو انسينيي وجناحه البلجيكي دريس مرتنز صاحب هدف التأهل السبت ضد إنتر ميلانو (1-1 وذهاباً 1-صفر)، والذي جعل منه الأفضل في تاريخ النادي الذي حمل ألوانه في الثمانينيات الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا. ورفع البلجيكي الدولي رصيده إلى 122 هدفاً، متخطياً رقم القائد السابق السلوفاكي ماريك هامشيك، فيما يبلغ رصيد مارادونا 115 هدفاً. وأشارت تقارير إلى أن مرتنز (33 عاماً)، القادم من ايندهوفن في عام 2013، اقترب من تمديد عقده مع «بارتينوبي»، بعد تكهّنات حول رحيله في نهاية الموسم إلى تشلسي أو انتر. وقال مدير نابولي كريستيانو جونتولي لقناة «راي»: «أعرف أن المحامين يعملون على هذا الأمر، يريد البقاء وننوي الحفاظ عليه، لذا هناك نتيجة واحدة ستصدر بناءً على ذلك». وعلى الطرف الآخر، يأمل رونالدو في حصد اللقب الثلاثين في مسيرته الزاخرة.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي تواجه خلالها الفريقان في مباراة نهائية كانت ضمن الكأس السوبر في كانون الأول/ديسمبر 2014 حيث خرج نابولي فائزاً. أما المواجهة الأخيرة في نهائي الكأس فحصلت قبل ثماني سنوات، عندما فاز نابولي بهدفين نظيفين على الملعب الأولمبي محرزاً لقبه الأول خلال 22 عاماً.