لا يمكن المرور على «إل كلاسيكو» الرائع، أول من أمس، من دون التوقف عند اللاعب أنخل دي ماريا، رغم خسارة فريقه ريال مدريد أمام الغريم الأزلي برشلونة 3-4. فما قدّمه الدولي الأرجنتيني خلال المباراة، وتحديداً في الشوط الأول، كان لافتاً، وكان، دون مبالغة، الأفضل له بقميص الملكي منذ التحاقه به صيف 2010، حيث صال وجال على الرواق الأيسر.
ويقيناً لو أن الفرنسي كريم بنزيما، رغم بروزه في المباراة، كان أكثر توفيقاً في هز الشباك بمزيد من الأهداف، لكان دي ماريا لم يكتف بمعادلة رقم مواطنه النجم السابق خورخي فالدانو بصناعة هدفين في مباراة واحدة أمام برشلونة بقميص الملكي والذي يعود إلى عام 1984، بل تخطاه على الأقل بهدف.

أصاب أنشيلوتي بتمسّكه بدي ماريا، أما سعره بعد «إل كلاسيكو» فهو غير ما قبله


على أي حال، فإن الكل أجمعوا بعد صافرة انتهاء الموقعة الكبرى على أن دي ماريا كان النجم الأول في ريال مدريد، وقد خطف الأضواء من بقية زملائه. ولعل «كلاسيكو» أول من أمس أنصف دي ماريا الذي بقي دوماً في ظل البرتغالي كريستيانو رونالدو وبنزيما والويلزي غاريث بايل وإيسكو، وقبلهم الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني غونزالو هيغواين، وبمثابة «ورقة» بيد إدارة الملكي تلوّح بها في سوق البيع والشراء. «إل كلاسيكو» كان مناسبة مثالية ليقول من خلالها الأرجنتيني كلمته، ومفادها: النجومية من حقي أيضاً.
وإذا كان «إل كلاسيكو» أنصف دي ماريا، فلا بد هنا من إنصاف مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي فاجأ الجميع في الصيف عندما قرر التضحية بنجم كأوزيل (بغض النظر عن صوابية بيع الألماني)، مفضلاً التمسك بدي ماريا «لتحقيق التوازن» في الفريق، على ما قال وقتها مدرب ميلان السابق، رغم أن إدارة ريال مدريد لم تمانع أيضاً ببيع الأرجنتيني.
ما أراده أنشيلوتي من لاعبه لم يتضح للمتابعين قبل العطلة الشتوية نظراً إلى الإصابات المتكررة لبايل والتي أتاحت الفرصة لدي ماريا للمشاركة في مركزه الاعتيادي في الجناح الأيمن، لتأتي العودة القوية للويلزي وتكشف معها عن سر كلمة «التوازن»: دي ماريا لاعب وسط على الرواق الأيسر خلف رونالدو وأمام مارسيلو وإلى جانب شابي ألونسو والكرواتي لوكا مودريتش، حيث استفاد الإيطالي من لاعبه الأرجنتيني في الشقين: الهجومي عبر قدرته على المراوغة، والدفاعي من خلال سرعته التي تتيح له العودة للضغط على الخصم في الهجمة المرتدة.
وإذا كان «الطلب» على دي ماريا من الفرق الأوروبية، وتحديداً موناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين ويوفنتوس الإيطالي، بلغ أوجه في سوق الانتقالات الشتوي وحتى موعد «إل كلاسيكو»، فإن ما قبل هذه الموقعة ليس كما بعدها حتماً. فلا سعر الأرجنتيني سيبقى ذاته من جهة، ومن جهة أخرى لا رونالدو، الذي دافع سابقاً عن دي ماريا وعن جدوى بقائه، ولا أنشيلوتي طبعاً ولا جمهور الملكي تالياً سيرضون بالتفريط بهذا اللاعب الموهوب، وخصوصاً إذا ما ظلت فكرة فلورنتينو بيريز، بإدخال دي ماريا طرفاً في صفقة تبادل مع «المطلوب الأول» حالياً في العاصمة الإسبانية، الفرنسي بول بوغبا، لاعب وسط يوفنتوس، تدور في ذهن رئيس الملكي، أو أن الناديين الفرنسيين المذكورين لوّحا له بمزيد من الملايين نظير التخلي عن لاعبه.
في أمسية «إل كلاسيكو» الأخير، كانت الفرحة، بالتأكيد، لا تسع مواطن دي ماريا وخصمه في اللقاء، ليونيل ميسي، لحسمه بثلاثيته الفوز، لكن لا غرابة بأن يكون بعض من فرحة «ليو» سببه مستوى دي ماريا. لا غرابة بأن يكون ميسي قد أرسل، على غفلة من الـ«برنابيو»، «غمزة عين» لمواطنه وفحواها: موعدنا معاً في المونديال.




رونالدو ينتقد الحكم!

وجّه البرتغالي كريستيانو رونالدو انتقاداً شديداً لحكم «إل كلاسيكو»، أونديانو ماينكو، رغم أن الأخير احتسب له ركلة جزاء بعد عرقلة خارج المنطقة! وقال رونالدو: «الحكم ارتكب الكثير من الأخطاء، لا بد من اختيار حكام على مستوى المباراة، لم يكن يفقه شيئاً وكان متوتراً، لا أريد تبرير الخسارة، لكن أموراً كثيرة حدثت».