عند انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم ستكون مدة 100 يوم قد مضت على آخر مباراة لُعبت في ملاعب إنكلترا. ورغم التجارب الناجحة لبطولات استُؤنف نشاطها أخيراً، وأوّلها ألمانيا، فإنه لا يمكن ضمان عودة المنافسات في إنكلترا في التاريخ المحدد، وذلك لإسبابٍ عدة.أوّل هذه الأسباب هو ظهور حالات إصابات إضافية بفيروس «كورونا» ضمن الفرق الـ20 المتنافسة في الدوري، وهي مسألة تعزّز ضغط بعض اللاعبين على الرابطة الخاصة بهم في محاولةٍ لتأجيل انطلاق البطولة من جديد، إذ يبدو واضحاً أن عدداً لا يُستهان به منهم أصيب بالذعر جرّاء تفشّي الوباء في البلاد الساعية للخروج من دائرة الخطر والتي ترى في كرة القدم وسيلةً لإخراج الناس أيضاً من المآسي التي سبّبها انتشار الفيروس بينهم وتسبّبه بمقتل الآلاف.
أمّا ثاني الأسباب فهو عدم التوصل إلى قرارٍ نهائي في ما خصّ طلب السلطات إقامة بعض المباريات في ملاعب محايدة، كون كل فريق يرغب في الاستفادة من عامل الأرض بفعل اعتياده على اللعب على ملعبه. لكن رأي الشرطة يبدو مغايراً في هذا الإطار، إذ لا يخفى أن بعض المناصرين للفرق قد يتجمعون بأعدادٍ كبيرة خارج الاستادات، وهو ما سيشكل خطراً على الصحة العامة. ومسألة اللعب في أرضٍ محايدة لم يتوقف الحديث عنها منذ أكثر من شهر، وقد ذكرت مصادر عدة أن حلولاً توصلت إليها الأطراف المختلفة بهذا الخصوص، لكن تبقى 6 مباريات صنّفتها الشرطة خطرة لم يتمّ إيجاد حلولٍ مرضية لنقلها إلى ملاعب غير تلك المقررة سلفاً، وهو ما يضع علامة استفهام حول إمكانية استئناف الدوري قبل وضع جدول عودة نهائي.
عوامل صحية وأمنية وتقنية تعيق استئناف بطولة إنكلترا لكرة القدم


أما الحلّ فلا بدّ أن يكون من خلال لعب كل المباريات في ملاعب محايدة، وهي مسألة تبدو عادلة، لكن العائق أيضاً يطلّ هنا في ما خصّ بعض الملاعب التي لا تؤمّن حتى المسافة الآمنة الضرورية في أروقتها أو في محيطها، ما يعقّد من مسألة تنظيم المباريات فيها.
كما لا يمكن إغفال هنا العامل الأمني إذا ما أراد جمهور فريقين من نفس المدينة التجمّع في ساحة الملعب خلال المباراة، وهو ما ينطبق على لقاء «الدربي» الشهير بين ليفربول وإفرتون الذي قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها في حال لم يتمّ نقله بعيداً من المدينة وإلى ملعبٍ يصعب على جمهور الفريقين الوصول إليه بحكم المسافة الجغرافية.
وبالحديث عن الأمن، حذّرت السلطات أصلاً من إمكانية حصول تجمعات غير متوقّعة على غرار تلك التي قد ينظمها جمهور نيوكاسل يونايتد للاعتراض على مالك النادي مايك أشلي، أو ربما للاحتفال بانتقال الملكية إلى شركة استثمارات سعودية بحسب ما هو متوقّع.
وأخيراً لا يمكن نسيان أن ليفربول لم يفُز بلقب الدوري منذ 30 عاماً، وبالتالي ستكون مباراة «الدربي» مجرّد تحمية لاحتفالٍ ضخم سيقيمه جمهور «الريدز» مهما كلّف الأمر عند رفع الفريق للكأس المنتظرة بشغف.
واستكمالاً للعوائق التي تهدّد العودة المنتظرة للكرة الإنكليزية هناك إمكانية طعن البعض في النتائج النهائية للموسم بفعل عدم موافقة الكل على التعديلات الاستثنائية رغم خضوعها لتصويتٍ ديمقراطي، إذ أن هناك من يرفض مثلاً زيادة عدد التبديلات في المباراة الواحدة، وقد جاهر بهذا الأمر علناً مدرب برايتون غراهام بوتر الرافض لتغيير القوانين التي انطلق الموسم بناءً لها.
وفي سياقٍ متصل، قد يجد البعض مخالفة في السماح بإعادة تسجيل اللاعبين الذين كانوا قد أبعدوا عن لائحة الـ 25 لاعباً المعتمدة في كانون الثاني الماضي بسبب الإصابة، وقد شفيوا الآن وبات بإمكانهم المشاركة.

هناك خوف من تجمّع المشجعين أمام الملاعب وفي بعض المحال (أ ف ب )

وبالحديث عن القوانين تبقى المشكلة الأبرز هي في قبول استخدام تقنية الـ VAR من عدمها، وهي التي اعتُمدت في الموسم المجمّد، وذلك بعد تشريع الاتحاد الدولي للعبة عدم ضرورة استخدامها للحرص على تخفيف عدد الموجودين في كل مباراة. هي مشكلة فعلاً خصوصاً في ملاعب لا تؤمّن غرفها المسافة الآمنة الضرورية في حال اعتُمد النظام المذكور، وبالتالي لا يمكن القبول بتطبيقه في مباريات معيّنة دون الأخرى.
الدوري الإنكليزي فعلاً في خطر، وهو أمر لا يرتبط بالموسم الحالي فقط، بل يمكن التوقف هنا عند صورة الموسم المقبل في حال عدم استكمال الموسم الحالي، حيث ستكبر الفوضى التي يتخبّط بها الإنكليز حالياً، إذ يكفي عدم تتويج بطل وتحديد المراكز المؤهلة إلى أوروبا، وعدم إسقاط أي فريق أو ترفيع آخر، ليفتح الإعلام الإنكليزي القاسي بطبعه النار على الجميع حيث لن يفلت منه حتى الرأي العام الذي يبدو دوره حاسماً هذه المرّة في ترك المجال أمام تمرير المراحل بسلام ومن دون الوقوع في فخ المشاكل التي تخشاها السلطات سلفاً.


لا نتائج إيجابية للكورونا
تلقى الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يستعد لاستئناف نشاطه في 17 تموز/ يوليو بعد توقف منذ آذار/ مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد خبراً ساراً بصدور نتائج سلسلة الفحوص الأخيرة التي أجراها من دون أي حالات إيجابية بـ«كوفيد-19». وخضع ما مجموعه 1195 لاعباً وعاملاً في طواقم الأندية للفحوص في السلسلة السادسة من الاختبارات التي أجريت يومي الخميس والجمعة.
وقالت رابطة الدوري الممتاز في بيان مساء السبت ـ الأحد «يمكن لرابطة الدوري الممتاز التأكيد أنه في يومي الخميس 4 حزيران/ يونيو والجمعة 5 حزيران/ يونيو، تم اختبار 1195 لاعباً وموظفاً في الأندية للكشف عن فيروس كوفيد-19. ومن بين هذه الاختبارات، لم تظهر أي نتائج إيجابية».
وإعلان السبت يعني أنه توقف عدد الإصابات بفيروس كورونا حتى الآن عند 13 حالة إيجابية من إجمالي 6274 اختباراً تم إجراؤها على اللاعبين والطواقم، على أن تستمر الاختبارات على أساس مرتين في الأسبوع.