في الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء 5 أيار 2020، سيدخل لاعبو الأنصار ملعبهم لخوض أوّل تمرينٍ لهم منذ توقّف النشاط الرياضي في لبنان، خصوصاً بعد أزمة كورونا. يأتي القرار الأنصاري بعد دخول التعبئة العامة في لبنان المرحلة التي تمكّن الملاعب المفتوحة من أن تستقبل الرياضيين وفق معايير خاصة. يقود المدير الفني العراقي عبد الوهاب أبو الهيل ومساعدوه التمرين الأوّل للاعبين اللبنانيين بعد فسخ عقود اللاعبين الأجانب. لا ترتبط عودة التمارين الأنصارية بأيّ موعد رسميّ أو غير رسميّ يتعلّق باستعادة المسابقات نشاطها. على الصعيد المحلّي لا يبدو أن كرة القدم اللبنانية قد تعاود انطلاقها قبل شهر تموز المقبل. أمّا على الصعيد الآسيوي فالأمور أوضح حيث من المتوقّع أن تعاود بطولة كأس الاتحاد الآسيوي انطلاقها في شهر آب.
لا إلغاء لكأس الاتحاد الآسيوي
المعلومات المؤكّدة لـ«الأخبار» أن لا إلغاء لكأس الاتحاد الآسيوي. فالاتحاد القاري ليس بوارد إلغاء البطولة لعدّة أسباب بينها التجاري والقانوني والفني. وبالتالي فإنّ الأمور تسير نحو إنهاء الدور الأول بنظام التجّمع لكلّ مجموعة في بلدٍ ما، ليعود نظام الذهاب والإياب في الدور نصف النهائي. وعلمت «الأخبار» أن مجموعة الأنصار قد تُقام في الأردن، أما مجموعة العهد فالأقرب أن تُقام مبارياتها في البحرين.
أما على صعيد مباريات منتخب لبنان فتشير المعلومات إلى أنها ستبقى ضمن نظام الذهاب والإياب، أي خوض كلّ منتخب لمبارياته على أرضه ابتداء من شهر آب، حيث من المقرّر أن تُقام المباريات المتبقية في شهرَي آب وأيلول 2020، ما يعني أن المواجهة الأولى لمنتخب لبنان ستكون في شهر آب مع منتخب تركمنستان على أرضه بعد أن كانت مقرّرة في 31 آذار الماضي.
وعليه وفي ظلّ عدم عودة مباريات كأس الاتحاد الآسيوي قبل شهر آب، فإنّ تمارين الأنصار تعاود نشاطها لأسباب أخرى.
يهدف القيّمون على النادي من إطلاق تمارينهم إلى تلبية حاجات اللاعبين النفسية والبدنية والفنية بعد طول توقف. فلاعب كرة القدم يحتاج إلى خوض التمارين تفادياً لأيّ آثار نفسية سلبية عليه، وبالتالي سيكون هدف التمارين إعادة التوازن الرياضي للاعبين.
ولا يوجد لدى إدارة الأنصار أيّ حرج في دعوة لاعبيها إلى التمارين بعكس أندية أخرى كثيرة. فالأنصار من الأندية القليلة كالعهد والنجمة والبرج وشباب الساحل التي واظبت على دفع رواتب لاعبيها ولو بصيَغٍ معدّلة، لأسباب إنسانية بالمرتبة الأولى. وتأتي العودة بعد معالجة الإدارة ملفّات لاعبيها وعقودهم بطريقة احترافية، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على دفع 70% من رواتب اللاعبين بالليرة اللبنانية ووفق سعر الصرف الرسمي الحالي حتى نهاية موسم 2020-2021. هذه المعادلة سمحت لإدارة الأنصار بتحديد مصاريفها حتى نهاية الموسم المقبل، وفي الوقت عينه أصبح لاعبو الأنصار يعلمون تماماً ما هي الأموال التي سيحصلون عليها حتى نهاية عقودهم في حال كانت تنتهي في عام 2021.
لكن الحضور الأنصاري يوم الثلاثاء سيقتصر على اللاعبين اللبنانيين الموجودين في لبنان بعد فسخ العقد مع اللاعبين الأجانب، إضافة إلى إنهاء عقود كلٍّ من عدنان حيدر وإياد حمود وألفريدو جريديني. وعليه، فإنّ الأنصار قام بتسوية عقود جميع لاعبيه من دون استثناء سواء من بقي في الفريق أو من غادره. أمّا بالنسبة إلى اللاعب سوني سعد فتعتبر إدارة الأنصار أن الأمور منتهية معه، حيث إن الموضوع أصبح بين اللاعب والاتحاد اللبناني الذي تم إيداع أموال سعد لديه والاتحاد الدولي الذي لجأ إليه اللاعب.
الصورة غير واضحة لدى معظم الأندية الأخرى إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان


غياب بعض اللاعبين اللبنانيين إلى جانب ثلاثة لاعبين أجانب، سيفتح المجال أمام الجهاز الفني لاختبار بعض اللاعبين الشباب ودمجهم تدريجياً مع الفريق الأول.
عودة تمارين الفرق الأولى لا يبدو أنه سينسحب على الأندية الأخرى التي تتشابه مع الأنصار لناحية الاستمرار في تسديد الرواتب. ففي البرج لن تكون هناك تمارين قبل نهاية شهر رمضان على أقل تقدير كما أفاد المدير الفني للفريق محمد الدقة. أمر يتوافق مع ما أشار إليه زميله المدير الفني لنادي العهد باسم مرمر الذي قال لـ«الأخبار» إن الأمور ما زالت غير واضحة في العهد على صعيد التمارين. «من الممكن أن يجتمع اللاعبون في ما بينهم بحصة تدريبية وحيدة الأسبوع المقبل بقرار شخصيّ منهم وليس بقرار رسمي من الإدارة. لا شيء واضحاً قبل نهاية شهر رمضان».
في شباب الساحل لا يختلف الوضع حيث أشار المدير الفني للفريق محمود حمود إلى أن التمارين ما زالت متوقفة، ومن المفترض أن يكون هناك اجتماع في النادي برئاسة الرئيس سمير دبوق لتحديد معالم المرحلة المقبلة.
أمّا في النجمة فقد أعلن رئيس النادي أسعد صقال في مقابلة عبر إذاعة الرسالة بأن تمارين الفريق لن تعود قبل نهاية شهر رمضان، علماً أن مرافق النادي جرى تعقيمها بشكل كامل تحضيراً لعودة الحياة إلى ملعب المنارة.
القسم الثاني من الأندية
إذا كانت الصورة غير واضحة بالنسبة إلى معظم الأندية المستقرة مادياً والتي لم تنقطع عن دفع الرواتب، فكيف الحال بالنسبة إلى الأندية الأخرى التي تعاني مادّياً والتي توقفت عن دفع الرواتب بشكل شبه كامل؟
هذه الأندية من الصعب عليها أن تعاود التمارين بمجرّد اتّخاذ قرار بذلك. فهناك العديد من الملفّات التي يجب أن تحلّها قبل أن تعود إلى نشاطها بشكل طبيعي. هذا لا ينسحب على جميع الأندية الأخرى،
لكن معظمها قد يواجه إحراجاً بالنسبة إلى دعوة اللاعبين للتمارين.
الإخاء الأهلي عاليه من جهته لا يواجه مشكلة من ناحية عودة التمارين. الأمر الوحيد المختلف أن العودة ستقتصر على فرق الفئات العمرية أي الشباب والناشئون بقيادة المدرب مروان الجردي، إلى جانب فرق السيدات والفتيات بقيادة المدرب فراس عبد الخالق. يترافق هذا مع خوض بعض لاعبي الدرجة الأولى خصوصاً القاطنين في منطقة الجبل للتمارين بشكل فردي.
وعلمت «الأخبار» أن هناك توجّهاً لدى الإدارة بتكوين فريق من بعض لاعبي الفريق الأول، كساري شهيب وشاكر وهبي وسعد فياض إلى جانب لاعبين من الفئات العمرية، كي يشكّلوا فريقاً يخوض فيه الإخاء الأهلي عاليه موسم 2020-2021.
في صور، لا يرى عرّاب نادي التضامن صور وأمين سره السابق سمير بواب أن عودة التمارين واردة في المدى المنظور. «مازال قرار الدولة اللبنانية غير واضح على صعيد تخفيف إجراءات التعبئة العامة. فالأمور ما زالت في مرحلة الخطر ولا يمكن التهاون على صعيد إقامة تجمّعات قد تساهم في انتشار العدوى» يقول بواب لـ«الأخبار».
في المقلب الآخر من لبنان وتحديداً شمالاً، يبدو الشغل الشاغل لأهل طرابلس تحديداً مختلفاً. فموضوع الرياضة في آخر اهتمامات أهل المدينة كما يقول عضو اللجنة الإدارية لنادي طرابلس فادي عياد. «حتى كورونا أصبحت خارج اهتمامات الطرابلسيين في ظلّ الأحداث التي تجري يومياً». وعليه، من الصعب التكهّن بموعد لانطلاق تمارين الفريق.
استعادة نادٍ أو اثنين للتمارين لا يعني أن الأمور عادت إلى طبيعتها في كرة القدم اللبنانية، لكن لا شك أنها تقدّم إشارات إيجابية و«جرعة» أوكسجين يمكن البناء عليها لعودة الحياة إلى الملاعب واللعبة، في ظل معلومات عن قيام جهات رسمية بالتحضير للموسم الجديد لكن بعيداً عن الأضواء.