فترة صعبة تعشيها جماهير كرة القدم حول العالم بعد توقف جميع البطولات المحلية والقارية، خاصة الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وبطولة دوري أبطال أوروبا. ومن البطولات المهمة التي تم تأجيلها هي بطولة كوبا أميركا 2020 التي كانت مقررة في حزيران/يونيو المقبل، بسبب تفشّي فيروس كورونا.بطولة أميركا الجنوبية ينتظرها عشاق الكرة حول العالم، نظراً إلى المنافسة الكبيرة التي تشهدها بين المنتخبات هناك، إضافة الى مشاركة أبرز اللاعبين في العالم مع منتخباتهم، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وللمفارقة، فإن البطولة التي كانت مقررة الصيف المقبل وتم تأجيلها الى صيف 2021، كانت تعتبر نسخة استثنائية، لأن القيّمين على البطولة أرادوا أن تتزامن بطولة كوبا أميركا مع بطولة اليورو، لكي يلتحق جميع اللاعبين بمنتخباتهم في الوقت ذاته، ولا تكون هناك فوارق بين اللاعبين الأوروبيين ولاعبي أميركا الجنوبية المحترفين في القارة العجوز، بما يؤثر سلباً على البطولات المحلية في أوروبا.
وكان من المقرر أن تشارك في البطولة الأميركية الجنوبية عشرة منتخبات من القارة، هي البرازيل (حاملة اللقب ومضيفة النسخة الأخيرة عام 2019)، وكولومبيا والإكوادور والبيرو وفنزويلا والأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراغواي والأوروغواي، ومنتخبان مدعوان هما قطر وأستراليا.
وبفعل هذا التأجيل، فإن جماهير كرة القدم حول العالم سوف تفتقد رؤية ليونيل ميسي بقميص منتخب الارجنتين، وخاصة أن من المتوقع أن تكون هذه آخر بطولة كوبا أميركا له مع منتخب بلاده، على أن يكون مونديال 2022 إذا بقي مقرراً في موعده هو الأخير له بقميص المنتخب.
وكانت الجماهير العالمية تمنّي النفس برؤية ميسي وهو يفوز بلقب مع منتخب الارجنتين، خاصة بعد خسارة نهائيين في كوبا أميركا في 2015 و2016 أمام المنتخب التشيلي، فيما فازت البرازيل في النسخة الأخيرة العام الماضي.
الجوائز التي كانت مقررة للمنتخبات فاقت 70 مليون دولار


ميسي كان يُنتظر منه الكثير في البطولة التي تمّ تأجيلها، وخاصة أنها كانت مقررة على أرض الارجنتين بالمشاركة مع كولومبيا (بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو 2020) قبل أن يتم تأجيلها، لتتأجل معها أحلام الجماهير، وأحلام ليونيل ميسي نفسه، وهو المطالب بتحقيق لقب مع منتخب بلاده الذي لم يرفع كأس بطولة كوبا أميركا منذ عام 1993. (يتصدّر منتخب الأوروغواي قائمة المتوّجين بالبطولة بـ15 لقباً، مقابل 14 لقباً للأرجنتين في المركز الثاني)؟
وإضافة الى ميسي، فإن لاعبين مميّزين آخرين ستفتقدهم الجماهير التي كانت تمنّي النفس برؤيتهم وهو يرتدون قمصان منتخباتهم الوطنية، منهم البرازيلي نيمار وفينيسيوس جونيور وايديسون كافاني وغيرهم الكثير من اللاعبين الذين يقدمون كرة قدم جميلة مع منتخبات بلادهم.
خسائر اقتصادية
غياب ليونيل ميسي هذا الصيف لن يكون الخسارة الأكبر، إذ إن اتحاد أميركا الجنوبية ومنتخبات القارة ستخسر مئات ملايين الدولارات. وكان من المقرر أن توزع أكثر من 70 مليون دولار على المنتخبات المشاركة في البطولة، عدا عن عقود الرعاية التي وقّعتها المنتخبات المشاركة مع العديد من الشركات الرياضية والاستثمارية الخاصة. كما أن خسارة الارجنتين وكولومبيا ستكون كبيرة، على اعتبار أن البلدين قاما بإعداد المنشآت والبنى التحتية لاستضافة البطولة، وتكلّفا عشرات ملايين الدولارات. ومن الخسائر الاقتصادية أيضاً هي التي ستتكبدها الشركات الناقلة للحدث، والتي وقّعت عقوداً مع أكثر من 170 بلداً لبثّ فعاليات هذه البطولة قبل أن تتأجّل الى 11 حزيران عام 2021.