«الدربي هو مباراة صعبة، لكن في هذه اللحظة يبدو إنتر أقوى من ميلان، لكن دائماً، لكل مباراة حقيقتها وظروفها ويمكن أن يبرز أي لاعب في الدربي بطريقة مفاجئة». هكذا وصف أحد أساطير نادي ميلان سابقاً والمدرب الإيطالي التاريخي فابيو كابيلو مباراة ميلان وإنتر ميلانو التي ستُلعب يوم غد الأحد (21:45 بتوقيت بيروت). هي مباراة من بين الأقوى والأمتع في تاريخ اللعبة، «دربي ديلا مادونينا» أو كما يسمى أيضاً «دربي الغضب».19 نقطة هي الفارق بين صاحب المركز الثاني إنتر ميلانو وصاحب المركز الثامن ميلان. لم يكن أكثر المتشائمين في ميلان ليتوقع أن يصل الفريق إلى هذا الحد من التراجع في المستوى وانعدام الثقة وتغيّر صورة وشخصية الفريق، مقارنة بالسنوات الماضية. لكن، ومع كل هذه المشاكل الإدارية والفنية التي عاناها «الروسونيري» في العقد الأخير، إلا أنه كان لا يزال يشكّل ندّاً قوياً لعدوّه التاريخي والأزلي إنتر. 19 نقطة تتبعثر بين أرجاء ملعب «جوسيبي مياتزا» عندما يقابل الإنتر غريمه ميلان، لا وجود لهذه النقاط، بل إنها تتحوّل إلى أرقام غير مؤثّرة على أداء كلا الفريقين، «فالدربي» دائماً له حساباته الخاصّة. وهذا ما يجعل مثل هذه المباريات حماسية وتحمل الطابع الانتقامي أيضاً، نظراً إلى ترسخ فكرة العداوة التاريخية والتي لن تنتهي أبداً بين طرفَي اللقاء ميلان وإنتر.
في آخر 3 مواجهات بين الفريقين، حقق رجال المدرب الإيطالي المميز أنطونيو كونتي 3 انتصارات، وهي ثاني أطول سلسلة انتصارات في الدوري على ميلان منذ 1983 والتي بلغت خمسة انتصارات متتالية. لا شك في أن إنتر هو الفريق الأفضل حالياً على المستوى الفني، وخصوصاً بعدما انتدبت إدارة «النيراتزوري» النجم الدنماركي كريستيان إيركسن من توتنهام الإنكليزي خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. ستكون عدسات الكاميرا موجّهة نحو لاعب أياكس أمستردام الأسبق، الذي سيشكل إضافة كبيرة للإنتر وللمدرب أنطونيو كونتي، وهو بالتأكيد محور إحدى أبرز صفقات سوق الانتقالات الشتوي إن لم تكن الأفضل بينهم.
مشاركة إبراهيموفيتش في اللقاء غير مؤكدة بسبب المرض


على الجانب الآخر، افتقد ميلان خلال مباراته السابقة أمام هيلاس فيرونا الكثير من مفاتيح اللعب بالنسبة إلى المدرب ستيفانو بيولي، وعلى رأسهم بطبيعة الحال المهاجم السويدي ولاعب برشلونة وإنتر وباريس سان جيرمان ويوفنتوس الأسبق زلاتان إبراهيموفيتش، إضافة إلى أندريا كونتي الظهير الأيمن المميز، اسماعيل بن ناصر الجزائري، ورادي كرونتيش البوسني لاعب خط الوسط. الغيابات أثّرت كثيراً على أداء ميلان، الفريق الذي حصد نقاطاً في 2020 أكثر من غريمه إنتر (11 نقطة لميلان و9 نقاط لإنتر منذ بداية السنة الجديدة). اليوم، استعاد المدرب بيولي عدّة لاعبين، ومن بينهم كل من: كونتي وكرونيتش وبن ناصر، لكن تبقى الشكوك قائمة حول مشاركة المهاجم السويدي خلال اللقاء، نظراً إلى تعرّضه لوعكة صحية في الأيام الماضية أبعدته عن الملاعب. في حديث له، أكّد المدرب المميز فابيو كابيلو على أهمية وجود زلاتان في اللقاء، حيث قال «سيكون وجود إبراهيموفيتش مهماً جداً لميلان، وسأطلق عليه لقب (الراعي) الذي يقود القطيع، فعندما لا يكون هناك يفقد الفريق التناسق ويخاف كثيراً في ملعب سان سيرو ويصبح كل شيء أكثر صعوبة».
إبراهيموفيتش يعلم جيداً كيف تكون أجواء الدربي، فهو من بين اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان الفريقين ميلان وإنتر سابقاً، وأكثر اللاعبين خبرة بين لاعبي الفريقين أيضاً. زلاتان هو زلاتان، وغيابه عن «الدربي» سيكون ضربة موجعة لفريق لا يمتلك رأس حربة أفضل من القناص السويدي. وعلى سيرة الغيابات، سيفتقد إنتر ميلانو لاعباً مهماً وهو المميز الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، الذي طرد في الجولة قبل الماضية بعدما حاول التعرّض لحكم المباراة، ما دفع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إلى إيقافه 3 مباريات وبينها مباراة الدربي.
على الورق، من الطبيعي جداً ان تكون كفّة الإنتر أعلى بكثير من كفة ميلان، نظراً الى مستوى الفريقين هذا الموسم، وللفارق الكبير بين المدربين بيولي وكونتي، إضافة إلى الفرق في الإمكانيات الفنية على صعيد اللاعبين. لكن من يتابع الدربي في أوقات سابقة، يعلم جيداً أن هذه الفروقات لا جدوى منها. عندما يغصّ ملعب سان سيرو بأكثر من 80 ألف متفرّج، توضع الأرقام والحسابات الفنية جانباً.
أنظار العالم ستكون موجهة يوم الأحد باتجاه ملعب سان سيرو، حيث المباراة الأهم هذا الأسبوع. الميلان استعاد جزءاً من بريقه بعد عودة كونتي، والتعاقد الآن مع أريكسن والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو. وإضافة الى كل هذا، فإن المواجهة ستكتمل، والدربي سيرتدي حلّته الأجمل في حال مشاركة زلاتان إبراهيموفيتش في اللقاء.