من الجنوب إلى الشمال كان الاتحاد اللبناني لكرة القدم يختتم بطولتي الشباب والأشبال. ختام احتفالي في الأسبوع العاشر والأخير بعيداً عن المنافسة بعد أن حسم العهد لقب الشباب في الأسبوع الماضي، وكذلك فعل السلام زغرتا على صعيد بطولة الأشبال. حسمٌ حوّل لقاءي العهد مع التضامن صور الوصيف أمس على ملعب صور إلى لقاء هامشي انتهى بفوز العهد 4-1 ليُتوّج بعدها العهد باللقب السابع على صعيد بطولة الشباب. واللافت أن هذا الرقم يلازم النادي في ثلاث من أصل أربع بطولات موجودة. ففريق الرجال بطل للدوري سبع مرات، وهو العدد ذاته الذي يحمله فريق الناشئين الذي يملك أيضاً سبع بطولات، في حين أن رصيد العهد في الأشبال توقّف عند خمسة ألقاب.في زغرتا، أحرز فريق السلام لقب الأشبال للمرة الأولى في تاريخه. حسم اللقب في الأسبوع الماضي فتحوّل لقاؤه مع النجمة الوصيف إلى شكلي وانتهى بالتعادل 2-2.
كان من المفترض أن يخطف ملعبا صور والمرداشية الأنظار كونهما يحتضنان تتويجَي بطولتي الشباب والأشبال. لكن الأنظار توجّهت إلى ملعب احتياط طرابلس الذي جمع فريقي طرابلس والنجمة ضمن الأسبوع العاشر من بطولة الشباب. مباراة هامشية بعد أن حُسم اللقب لصالح العهد، وكان من المفترض أن تمرّ بشكل عادي. لكن الدقيقة الخمسين من المباراة شهدت حدثاً يحدث للمرة الأولى في تاريخ النجمة. كانت النتيجة تشير إلى تقدّم طرابلس 4-0، ينسحب فريق النجمة فجأة بسبب فقدان النصاب القانوني. نادي النجمة بعراقته يحضر إلى مباراة في دوري الشباب بـ11 لاعباً فقط أي من دون أي لاعب احتياط. يبدأ «مسلسل» الإصابات وبعد أن أصبحت النتيجة ثقيلة يلجأ القيّمون على الفريق إلى «حيلة» فقدان النصاب، فيخرج لاعبٌ بعد آخر حتى أصبح نصاب فريق النجمة غير قانوني ويوقف حكم المباراة ماهر العلي اللقاء.
بدأت الأخبار تتواتر من ملعب احتياط طرابلس، وما لبث أن انتشرت مقاطع فيديو عمّا حصل. واحدٌ للاعب من طرابلس يأسف لما قام به فريق النجمة، وآخر للحظة فقدان النصاب في الفريق وتوقف المباراة مع كلام مخجل بحق النادي. حدثٌ شكّل صدمة واستياءً لدى جمهور النجمة وبدأ يتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فصدر بيانٌ عن إدارة النادي يتحدث ما حصل. جاء في البيان«هنّأت إدارة نادي النجمة الرياضي فريق الأشبال على النتائج المميزة والروح العالية التي خاض بها بطولة الدوري العام لهذا الموسم والتي حلّ بها في المركز الثاني بعدما شهدت البطولة منافسة قوية.
أحرز فريق العهد لقب بطولة الشباب للمرة السابعة، ونال السلام زغرتا لقب الأشبال للمرة الأولى


ومع نهاية المنافسات تشكر الإدارة الجهاز الفني واللاعبين ومسؤول الفئات العمرية السيد موسى عاشور على جهودهم التي بذلوها هذا الموسم بالرغم من كل الصعوبات.
وتوقفت إدارة النادي إزاء ما حصل وما رافق مباراة النجمة وطرابلس في فئة الشباب بعد المعطيات التي وصلتها، وإثر قيام الجهاز الفني باستدعاء 25 لاعباً للالتحاق بالمباراة، التحق 5 لاعبين فقط، ما اضطر مسؤول الفئات العمرية إلى تدارك الصدمة التي حصلت، بحيث استدعى بعض لاعبي فريق الناشئين ولاعباً من مرياطة في الشمال غير جاهز بدنياً لإكمال العدد.
وحيث إنه بدأ الفريق المباراة بـ 11 لاعباً فقط من دون وجود أي لاعب احتياط. وخلال سير المباراة تعرّض لاعبان اثنان للإصابة استمر الفريق بثمانية لاعبين وحارس وهذا ما أدى الى الانسحاب الاضطراري لعدم تكافؤ الفرص بقرار من الجهاز الفني، وهذا ما لا تقبله الإدارة لأنه لا يليق بسمعة وتاريخ نادي النجمة.
ونتيجة لصون اسم النادي بعدما بلغ الاستهتار والتخاذل أعلى مستوياتهما، قررت إدارة نادي النجمة ما يلي:
1- تشكيل لجنة للتحقيق في كل ما حصل وفقاً للمعلومات الواردة عن حصول تخاذل أدى إلى هذه النتيجة.
2- التأكد من المعطيات الواردة التي تشير إلى وجود أشخاص ساهموا بحصول هذه الفضيحة على علاقة وثيقة سابقة مع اللاعبين.
3 - حل الجهاز الفني لفريق الشباب.
4 - توقيف جميع لاعبي فريق الشباب واتخاذ أقصى العقوبات بحق كل من تثبت إدانته وقد تصل العقوبة إلى الإيقاف مدى الحياة».
بيانٌ يمكن التوقف عنده طويلاً وخصوصاً من قبل عاشور نفسه الذي لا يمكن لومه على ما حصل، بل حتى يستحق وساماً على الجهود التي قام بها على صعيد الفئات العمرية بحسب العديد من المراقبين. لكنّ يداً واحدة لا تصفّق ولا يمكن لأي مسؤول أن ينجح إذا لم يتأمّن له المال، حتى لو كان يدفع ألوفاً من جيبه الخاص.

... وكأس الأشبال مع لاعبي السلام زغرتا

تحدّث البيان عن استدعاء 25 لاعباً لم يلتحق منهم سوى خمسة، والسبب بحسب مصادر متقاطعة (الأمر لم يعد سراً) أن العشرين الآخرين كانوا يطالبون بالمال كي يتمكنوا من المجيء إلى بيروت والتوجه إلى طرابلس. كما أن فريق الشباب لم يتدرّب خلال الأسبوع الماضي أي تمرينة، ومدرب الفريق وسام عبدالله قرر اللعب بالتشكيلة الاحتياطية وهو أبلغ اللاعبين الأساسيين بذلك.
واللافت في البيان وتحديداً في بنده الثاني الغمز من قناة مسؤولية أشخاص سابقين عملوا في النادي في ما يتعلّق بما حصل وعدم التحاق اللاعبين.
وحتى تتم تسمية الأمور بأسمائها، فإن اسمَي المدربين جمال الحاج ومحمد إبراهيم وتحديداً الأخير لطالما كانا «الشماعة» التي يتم تعليق عليها أي فشل حتى بعد خروجهما من النادي، انطلاقاً من كلامٍ عن سعيهما لعرقلة مسيرة النادي على صعيد الفئات العمرية بعد أن أصبحا خارج أسوار النجمة.
لكن المعلومات المتوافرة تدحض هذه التحليلات، وتحديداً في مباراة الأمس. فهناك ثلاثة لاعبين يُعتبرون محسوبين على جمال الحاج ومحمد إبراهيم والذين هم فقط الباقون من فريق الشباب السابق، وهم: طارق مسرّة ومحمد سعادة ووسيم عياش. فمسرّة وسعادة كانا حاضرين في اللقاء أمس، أما عياش فهو هدّاف فريق النجمة في بطولة الشباب، ولو كانت هناك أي نوايا سيئة لما كان عياش قد سجّل كل هذه الأهداف ولما حضر سعادة ومسرّة إلى المباراة.
أما الكلام عن حل الجهاز الفني وتوقيف اللاعبين، فهو أقرب إلى ذرّ الرماد في العيون كون البطولة انتهت وخسر الفريق لقبه لصالح العهد، وظهر من خلال المنافسات الضعف الفني الكبير الذي يعاني منه.
القصة بحسب بعض الجهات لا تتعلق بغياب لاعبين أو بلجنة تحقيق. فالمسؤولون عن الفئات العمرية بشكل خاص والنادي بشكل عام يعلمون بالضبط مكمن الخلل، وكل ما يحتاج إليه الموضوع هو أن يكونوا صادقين مع أنفسهم بالدرجة الأولى ومع جمهورهم بالدرجة الثانية وعدم تقاذف المسؤوليات بدلاً من تحملها، كما يقول أحد النجماويين المخضرمين لـ«الأخبار».