سلسلة مميّزة
11 مباراة متتالية في «الكالشيو» حقق خلالها فريق المدرب المميز سيموني انزاغي 11 انتصاراً. الأرقام تتحدث عن نفسها، 11 فوزاً للاتسيو في المباريات الأخيرة، تشيرو ايموبيلي يمتلك في رصيده 23 هدفاً في صدارة هدّافي الدوري الإيطالي هذا الموسم. يبتعد ايموبيلي عن أقرب ملاحقيه كريستيانو رونالدو البرتغالي مهاجم يوفنتوس بـ7 أهداف، إذ يملك رونالدو 16 هدفاً فقط. يحتل لاتسيو المركز الثالث خلف كل من انتر ويوفنتوس برصيد 45 نقطة، يتكون الفارق بين نادي العاصمة وصاحب المركز الثاني إنتر من نقطتين اثنتين. اقتراب لاتسيو من مراكز المقدمة هذا الموسم يعتمد على الكثير من العوامل، لعل أبرزها المدرب انزاغي، الذي علم من أين تؤكل الكتف في الدوري، كيف لا وهو من حقق 11 انتصاراً متتالياً حتى الآن، وهذه النتائج تدل على الثبات والالتزام اللذين يتمتع بهما نادي لاتسيو. في ديربي الجنوب - نظراً إلى موقع العاصمة روما في النصف الجنوبي - لا يمكن أن تكون نهاية اللقاء ودية، وفيها روح رياضية، بل على العكس تماماً، فالأجواء دائماً ما تكون مشحونة، وحكم اللقاء يوزع البطاقات الصفراء على الجميع.
فنياً، يعتمد فريق المدرب انزاغي على صانع الألعاب الإسباني وابن مدرسة «لاماسيا» الكاتالونية، لويس ألبرتو بصفته «محرك الفريق» وأكثر اللاعبين لمساً للكرة إلى جانب لاعب خط الوسط الكبير الحجم والأداء في ذات الوقت، سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش. الأخير، من بين أكثر اللاعبين الذين يزداد الطلب عليهم مع بداية كل سوق للانتقالات صيفاً كان أم شتاءً. وفي سوق الانتقالات الحالي هناك العديد من الأندية المهتمة به.
حقّق يوفنتوس الفوز على ضيفه نابولي في المواجهات الثلاث الماضية
لكن يبقى السؤال، كيف يحافظ انزاغي على أفضل لاعبيه، من دون خسارة أي منهم خلال سوق الانتقالات. الإجابة لا تبدو سهلة، ولكن واحدة من الأمور المهمة التي تُبقي اللاعبين في لاتسيو، هي حبهم لمدينة روما، كعاصمة من بين أجمل العواصم الأوروبية.
الصراعات بين الفريقين تمتد أيضاً إلى خارج الملعب، فنادي العاصمة روما هو فريق الشعب، بينما على الجهة المقابلة فإن لاتسيو هو فريق اليمين المتطرف في إيطاليا. الفريق الذي تطلق من مدرجاته أسوأ وأكثر العبارات عنصرية تجاه بعض اللاعبين أصحاب الأصول الأفريقية كماريو بالوتيلي على سبيل المثال.
فنياً، لن يستطيع نادي روما مجاراة النمط المستقيم الذي يسير عليه نادي لاتسيو منذ 11 مباراة متتالية. الثلاثي المميّز المتكوّن من تشيرو ايموبيلي هدّاف الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، لويس ألبرتو الإسباني المميز، ولاعب خط الوسط ميلينكوفيتش سافيتش. هذا الثلاثي الذي يمكن تقدير سعره بحوالى 120 مليون يورو كأقل تقدير، يمكنه الدخول في عمق أي خط دفاع يمكن أن يواجهه. وهذا ما حدث فعلاً خلال مباراة يوفنتوس التي حقق خلالها لاتسيو انتصاراً كبيراً بنتيجة 3-1. مباراة «الدربي» دائماً ما تكون صعبة، ومليئة بالمشاعر والندية في الوقت عينه، ولا وجود لمراكز تحدد هوية وترتيب الناديين المتنافسين. دربي العاصمة سيبقى كذلك، ولن يتغير مهما ضعف شأن الفريقين.
يوفي x نابولي
على الجهة المقابلة، يستقبل نادي نابولي في معقله «سان باولو» متصدر الدوري يوفنتوس ضمن الجولة الواحدة والعشرين من الدوري الإيطالي. نابولي لم يعد كما كان سابقاً منذ رحيل المدرب ماوريسيو ساري. نابولي من بين الأندية التي لم تستطع الانسجام مع مدرب صاحب عقلية مختلفة عن تلك التي يملكها ساري. يحتل نادي الجنوب الإيطالي المركز الـ11 في ترتيب الدوري، برصيد 24 نقطة فقط، بل إنه يبتعد عن صاحب المركز الـ15 ساسولو بفارق نقطتين. لم يتوقع أحد في السابق تراجع نابولي ليصبح من بين الأندية التي لا تريد الجماهير مشاهدتها بفعل أدائها الضعيف. من الصعب جداً على رجال الجنوب تحت قيادة مدربهم الشاب جينارو غاتوزو، منافسة زملاء المميز البرازيلي دوغلاس كوستا والمدرب ساري وعلى رأسهم المتألقان حديثاً، كل من الأرجنتيني باولو ديبالا والبرتغالي كريستيانو رونالدو. يوفنتوس يمر بفترة جيدة، نقاط ثلاث، تسجيل كل من ديبالا ورونالدو للكثير من الأهداف، عودة روح التناغم لتظهر من جديد بعد أن غابت الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الإيطالي ماسيميليانو اليغري. كلها نقاط إيجابية بدأت تظهر مع الوقت الذي منحته إدارة الـ«بيانكو نيري» لساري الذي بدأ مشواره هذا الموسم بنتائج متواضعة، إضافة إلى العروض المملّة التي لم تعجب الجماهير مع بداية الموسم الحالي. من بين النقاط الإيجابية التي تُحسب لساري، هي تطوير المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت الذي اختلف أداؤه كثيراً وقّلت هفواته التي تمكّن من التغلب عليها والتي سبّبت له الكثير من المشاكل مع بداية الدوري.
على الورق، حقّق يوفنتوس الفوز على ضيفه نابولي في المواجهات الثلاث الماضية، وغداً ربما ستكون المباراة الرابعة توالياً التي يحقق فيها يوفنتوس الفوز على نابولي. الأخير بدأ موسمه بصورة كارثية وهذه الصورة لا تزال مستمرة حتى اليوم.