يزور أرسنال الإنكليزي الليلة ملعب «اليانز أرينا» الخاص ببايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا والعالم، وهو في وضعٍ حرج جداً. ومثله سيكون وضع مواطنه مانشستر سيتي عندما يحلّ ضيفاً على برشلونة الإسباني مساء غدٍ. كذلك، سيقف الجار مانشستر يونايتد أمام نفس المهمة الشائكة عندما يستقبل أولمبياكوس اليوناني الأسبوع المقبل.
ثلاث خسارات صريحة بهدفين نظيفين تلقتها هذه الأندية الإنكليزية في ذهاب دور الـ 16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي توقّع فيه كثيرون أن تلعب الأدوار الأولى (مانشستر يونايتد بدرجة أقل)، مع تشلسي، الوحيد الذي نجا من الهزيمة بتعادله مع غلطة سراي 1-1 في تركيا.
إذاً، صفر هو عدد الانتصارات التي حصدتها أندية إنكلترا أخيراً في
الـ «تشامبيونز ليغ». نتائج صاعقة من دون شك على أولئك القادمين من أكثر البطولات تنافسية في أوروبا، فهم من يصنع الاستعراض أصلاً في بلاد الـ «بريميير ليغ»، وهم من يفترض أن يعيدوا اللقب الى إنكلترا.
لكن، ماذا لو كان الدوري الإنكليزي نفسه أو هيكلية الكرة في إنكلترا هما السبب في هذه الأزمة التي تعيشها الأندية على الصعيد الأوروبي؟
الحقيقة، هذه المسألة أصبحت مطروحة أكثر من أي وقتٍ مضى، وسبق أن تحدث مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر عن مدى تأثير التحدي الكبير الذي يعيشه فريقه في الـ«بريميير ليغ»، مقارنة بما تعيشه الفرق الأوروبية الأخرى في بطولاتها الوطنية، قائلاً: «كل مباراة صعبة في الدوري الإنكليزي، إذ يمكن لأي فريقٍ منافس على اللقب أن يذهب الى كارديف مثلاً ويعود خاسراً». وأضاف: «هناك في ألمانيا لديك بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند فقط على سبيل المثال، حيث لا يواجه الاثنان الكثير من التحديات الصعبة عندما يتنافسان على اللقب، والأمر عينه ينطبق على برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني».
فعلاً، يحمل كلام فينغر الكثير من المنطق، إذ إن متطلبات الكرة في إنكلترا تترك تأثيراً قاسياً على الفرق، وحتى على اللاعبين. ويمكن إعطاء مثال واضح على هذه النقطة ما يعانيه الألماني مسعود أوزيل الذي سجّل بداية قوية مع «الغانرز» عند وصوله في الصيف الماضي، لكنه سرعان ما انكفأ تحت الضغوط الكبيرة للمباريات حيث إن اللاعب مطالب بحضور ذهني على أعلى مستوى في كل لقاء ضمن الدوري الإنكليزي بفعل أهمية النقاط الثلاث، في ظل منافسة حادّة على المراكز، إضافة الى الضغط الجماهيري الذي يطالب فريقه دائماً بالفوز مهما تكن الظروف التي يمرّ بها. ويضاف الى هذه المسألة عامل الإرهاق الناتج من العدد الكبير من المباريات التي تخوضها الفرق في مواعيد متقاربة، فذهب لاعب وسط تشلسي فرانك لامبارد بعد التعادل مع غلطة سراي الى طلب راحة أو أخذ القيّمين بعين الاعتبار التزامات الأندية خارجياً.
وانطلاقاً من هذا العرض، ما يمكن الجزم به هو أن الأندية الإنكليزية هي ضحية النظام الكروي العام في إنكلترا، حيث تبدو هذه الأندية ملزمة باللعب في ثلاث مسابقات، هي: الدوري، الكأس وكأس الرابطة، وتحمل كلّ منها معاني تاريخية حيث لا يهمل أحد طموح الفوز بأحدها. أضف إن المسؤولين عن كرة القدم هناك لا يعترفون بشيء اسمه فترة راحة أو توقف، على غرار ما يحصل في إسبانيا وإيطاليا خلال عطلة الأعياد، أو في ألمانيا في ما يسمى العطلة الشتوية، التي تحتاج إليها أندية إنكلترا أكثر من أي أحدٍ آخر بفعل قيام لاعبيها بمجهودٍ مضاعف لعددٍ كبير من المباريات المتتالية، بعكس أندية ألمانيا أو إسبانيا مثلاً التي قد تخوض مباراة قوية، ثم ترتاح لأسابيع عدة من ضغطٍ مشابه، وبالتالي يمكنها التركيز على دوري الأبطال. كذلك، يجب التنبّه الى مسألة جدولة المباريات بما يتناسب مع المواعيد الأوروبية، حيث يبدو ملاحظاً في فرنسا مثلاً أن رابطة الدوري تذهب الى اعتماد يوم الجمعة موعداً لمباراة أي فريق لديه استحقاق خارجي مساء الثلاثاء...
مسكينة أندية إنكلترا، فهي تلعب في أجمل دوري وأكثره صعوبة في العالم، فلا تنتظروا منها الكثير.
برنامج إياب دور الـ 16
■ الثلاثاء:
بايرن ميونيخ – أرسنال (2-0 ذهاباً)
أتلتيكو مدريد – ميلان (1-0 ذهاباً)
■ الأربعاء:
باريس سان جيرمان – باير ليفركوزن (4-0 ذهاباً)
برشلونة – مانشستر سيتي (2-0 ذهاباً)
وتقام كل المباريات الساعة 21.45 بتوقيت بيروت.


يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




أوزيل سينتقم


قال أرسين فينغر إن صانع ألعاب فريقه أرسنال مسعود أوزيل سيسعى إلى الانتقام من بايرن ميونيخ، بعدما ظهر بمستوى ضعيف وأهدر ركلة جزاء ثمينة في لقاء الذهاب. وقال فينغر في تصريحات نشرتها صحيفة «ذا دايلي ميرور» البريطانية: «أوزيل لاعب كبير، وسيسعى إلى التعويض أمام الفريق البافاري، وهذا ما أثبته خلال مباراة إفرتون الأخيرة في كأس إنكلترا». وأضاف: «أعتقد أن ركلة الجزاء التي أضاعها أوزيل أثّرت عليه بشكلٍ كبير للغاية جسدياً ونفسياً، فهو شعر بأنه أحبط فريقه في لحظة مهمة، وهذا ما انعكس على أدائه».