بانكوك| لم يستطع منتخب لبنان لكرة القدم تحقيق الحلم والتأهّل إلى نهائيات كأس آسيا، رغم فوزه على منتخب تايلاند 5 – 2 في بانكوك، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الرابعة.وقد لا يكون عدم التأهل مؤلماً بقدر ما كانت الطريقة التي ضاع فيها الحلم صعبة وظالمة عاش معها محبو كرة القدم ومتابعوها في لبنان تناقضات الفرح والقلق والخيبة خلال ساعة ونصف من عمر المباراة.
منتخب لبنان بقي متأهلاً إلى أوستراليا حتى الدقيقة الـ 75 من المباراة، وكانت مجريات مباراة العراق والصين تسير لمصلحة اللبنانيين مع تقدم العراق 3 – 0، ما أراح منتخب لبنان الذي تقدّم 5 – 1 وأصبح المنتخب الأخير الذي تأهل مع فارق هدفين عن الصينيين. لكن في الربع ساعة الأخير من اللقاء بدأ الحلم ينهار تدريجاً حين تلقت الشباك اللبنانية هدفاً تزامن مع آخر صيني أطاح اللبنانيين وصعد بالصينيين إلى البطولة القارية.
ولم يستطع لاعبو المنتخب خطف هدف التأهل، رغم الفرص الكثيرة والسيطرة شبه المطلقة أمام خصم بدا كأنه «منتخب الصين الرديف»، حيث قاتل التايلانديون بشراسة لإقصاء لبنان لمصلحة الصينيين، وهذا حقهم، فالتايلانديون لم يُخرجوا اللبنانيين، بل هم من أخرجوا أنفسهم.
معطيات المباراة كانت تشير إلى انتصار لبناني كبير، وخصوصاً مع التقدّم المبكر بهدف محمد غدار في الدقيقة الثانية، تلاه آخر لحسن معتوق في الدقيقة الـ 18 أراح الأعصاب ومهّد لنتيجة كبيرة. لكن الثقة اهتزت بهدف تايلاندي جاء من ركلة جزاء عبر تيراتيب وينوثاي في الدقيقة الـ 23. وزاد القلق مع خروج محمد غدار مصاباً في الدقيقة الـ 33، ليدخل سوني سعد بدلاً منه. لكن الاطمئنان بدأ يعود تدريجاً مع تسجيل سعد لهدف التعزيز قبل نهاية الشوط الأول في الدقيقة الـ 45 وتوالي الأخبار من الإمارات بتقدّم العراق 2 – 0.
مع بداية الشوط الثاني، بدأ منتخب لبنان يقترب من التأهل حين سجل حسن معتوق هدفاً مبكراً (46) أتبعه رضا عنتر بالهدف الخامس (63) ليصبح لبنان في كأس آسيا وبفارق هدفين عن الصينيين الذين تلقت شباكهم هدفاً ثالثاً.
لكن الدقيقة الـ 76 صدمت اللبنانيين حين سجل البديل كاريداك كاريسون هدف التقليص وإطاحة لبنان، مع تسجيل الصينيين هدفاً لتصبح النتيجة 5 – 2 للبنان و3 – 1 للعراق، ما يعني تأهل العراق والصين حتى هذه الدقيقة. وزاد الوضع سوءاً مع تغيير طريقة اللعب من 5 – 3 – 2، إلى 4 – 3 – 3 -1 حيث تراجعت الفاعلية التهديفية، وسط اهتزاز دفاعي غير مبرر. هذا الواقع استمر حتى نهاية المباراة، رغم توالي التبديلات الهجومية مع دخول محمد حيدر وربيع عطايا بدلاً من عباس عطوي وعلي حمام. فلم ينجح اللاعبون في تسجيل الهدف الذي كان كفيلاً بتأهيل لبنان لتنتهي النتيجة بفوزٍ غير مجدٍ للبنان، وتكرار سيناريو تايلاندي بإقصاء لبنان كما حدث سابقاً. وقد يكون من الصعب وصف الشعور في اللحظة التي أطلق فيها الحكم الياباني ياماموتو يوداي صافرة النهاية. فتناقضات الغضب والخيبة والحسرة على ضياع حلم كان قد بدأ يتحقق، وكانت أكبر من أن تصفها كلمات، فخرج لاعبو المنتخب وسط خيبة كبيرة، فما انتظر البعض أملاً بتسجيل العراقيين هدفاً جديداً، لكن كان ذلك أشبه بتعلق الغريق بقشة؛ فالعراقيون قاموا بواجبهم على أكمل وجه، وقدموا خدمة للبنان بتسجيلهم ثلاثة أهداف، كذلك فإن التايلانديين قاموا بواجبهم تجاه «أشقائهم» الصينيين. وحدهم اللبنانيون لم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه.
فالحلم كان يستحق تركيزاً أكثر ومسؤولية أكثر من قبل بعض اللاعبين، من دون إغفال توجيه التحية إلى آخرين على أدائهم الرفيع، وخصوصاً حسن معتوق الذي كان نجماً فوق العادة في بانكوك.
بعد المباراة، غاب مدرب المنتخب اللبناني جوسيبي جيانيني عن المؤتمر الصحافي الذي حضره مساعده كارلو تيبي الذي رأى أن منتخب لبنان قدّم مباراة جيدة نتيجة الإعداد الصحيح «فكانت خطة الـ 3 – 5 – 2 وطبقها اللاعبون جيداً. لكن إصابة غدار أثرت كثيراً، وخصوصاً أن سوني سعد لم يستطع تعويض غيابه، نظراً إلى خبرة غدار «الأكبر».
انتهى مشوار منتخب لبنان في التصفيات من دون تحقيق الإنجاز، وانتهت فترة من أجمل فترات المنتخب، بدءاً من تصفيات كأس العالم وانتهاءً بتصفيات كأس آسيا. عدد كبير من الجيل الذهبي سيطوي صفحة مشرقة، لكن هذا لا يعني أن منتخب لبنان قد انتهى؛ فالمستقبل لا يزال أمام الكرة اللبنانية، رغم صعوبة المهمة، والخروج سيمنح وقتاً للمسؤولين للجلوس ومراجعة الفترة الماضية والبناء عليها لخلق جيل جديد وفق تخطيط صحيح يبدأ من مكان آخر وينتهي في المنتخب الأول.




العراق يحتفل بجنون

بات منتخب العراق ثامن المنتخبات العربية المتأهلة إلى كأس آسيا، إثر فوزه على الصين 3-1، لتعمّ الاحتفالات المدن العراقية، حيث خرج الآلاف في العاصمة بغداد وباقي المدن إلى الأماكن العامة والساحات الرئيسية ابتهاجاً بوصول منتخبهم إلى نهائيات البطولة القارية، بفضل الأهداف الثلاثة التي سجلها يونس محمود (23 و43) وعلي عدنان (59).واحتشد العراقيون فور انتهاء المباراة محتفلين بهذا الفوز، وشهدت شوارع العاصمة ازدحاماً كبيراً بسبب توافد المركبات التي تزينت بالإعلام وصور اللاعبين.