في كل مباراة حرجة بالنسبة إلى مدرب برشلونة الإسباني إرنستو فالفيردي، يظهر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لينقذ برشلونة، ولينتشل مدربه من القاع. ميسي، وخلال مباراة دوري أبطال أوروبا الأخيرة أمام نادي بروسيا دورتموند الألماني، سجّل هدفاً وصنع هدفين لكلّ من الأوروغواياني لويس سواريز والفرنسي أنطوان غريزمان، وذلك بمناسبة مباراته الـ700 برفقة النادي الكاتالوني. لا وجود لدورتموند في ظلّ تألّق ميسي، أو وبمعنى أدق، عند تألق ليونيل، لا يمكن لأيّ فريق في العالم الفوز على برشلونة. هذا ما شاهده الجميع خلال المواسم الماضية وصولاً إلى الموسم الحالي. دخل المدرب السويسري لوسيان فافر المباراة خائفاً من برشلونة، وتحديداً من «الكامب نو»، حيث أشرك ستة لاعبين يتميّزون بأدوار دفاعية، وهذا ما شكّل ضغطاً كبيراً على خط دفاع «المارد الأصفر»، الذي لم يكن مارداً أبداً في تلك الليلة. ما يجب القيام به من قِبل منافس برشلونة المقبل في «الليغا»، هو عدم الخوف، لخوض المباراة بالصورة المطلوبة وتحقيق نتيجة إيجابية. يستقبل أتليتيكو مدريد في معقله «واندا متروبوليتانو» متصدّر الدوري وحامل اللقب برشلونة، هي المباراة الأولى بالنسبة إلى النجم الفرنسي أنطوان غريزمان في مواجهة فريقه السابق الـ«آتليتي»، ما سيشكّل ضغطاً وحملاً زائداً على هدّاف مونديال روسيا 2018 مع منتخب بلاده فرنسا. غريزمان يعاني الأمرّين في برشلونة بسبب قرارات فالفيردي، وهذا الأخير لم يقُم بإشراكه بصورة أساسية أمام دورتموند.
النجم الفرنسي لا تتم معاملته بالصورة اللائقة في كاتالونيا، خاصة أن لاعباً مثل غريزمان لا يمكن التعامل معه كما يحدث مع عثمان ديمبيلي، فالفارق كبير بين اللاعبين إن كان على الصعيد الفني أو على صعيد الخبرة والتجربة. الحظّ وقف إلى جانب «غريزو»، فأصيب ديمبيلي، ودخل في مكانه في مباراة دورتموند كبديل، ليقدّم مباراة ربّما هي الأفضل له منذ مباراته الثانية برفقة ناديه الجديد أمام ريال بيتيس ضمن الجولة الثانية من «الليغا». حدث ما كان ينتظره الجميع، من مناصرين لبرشلونة ومحبّين لغريزمان، فقد سجّل النجم الفرنسي هدفاً بعد أن قدّم له ليو ميسي تمريرة على طبق من ذهب، ترجمها إلى هدف ثالث لبرشلونة، حسم من خلاله اللقاء. هدف مهم جداً بالنسبة إلى غريزمان، اللاعب الذي يعيش فترة صعبة مع برشلونة، وأكّد بنفسه هذا الأمر حيث قال: «لقد فقدت الثقة بقدراتي، لا أعلم متى أسدّد، ولا متى أمرّر، لا أعرف كيف أمرّ عن المدافعين».
اعتمد فالفيردي خلال مباراة دورتموند الأخيرة على الثنائي الفرنسي كليمون لونغليه وصامويل أومتيتي في مركز قلب الدفاع. ثنائية أثمرت الكثير من الإيجابيات خلال اللقاء، من بينها الصلابة الدفاعية التي ظهرت، والتي تكون شبه معدومة عند مشاركة المدافع جيرارد بيكيه. الأخير، وإلى جانب غيره من اللاعبين كسيرجيو بوسكيتس، وسيرجيو روبيرتو، باتوا يشكلون عبئاً حقيقياً على الفريق. بوسكيتس يمرّر الكثير من الكرات الخاطئة خلال المباراة، وهو لم يعد ذلك اللاعب الذي لا يمكن المساس به في برشلونة، بل إن لاعبين يتمتّعون بمستوى أفضل بكثير عن بوسكيتس، يتعرّضون للتهميش من قِبل المدرب فالفيردي، وأبرزهم البرازيلي آرثر ميلو.
من جهته، سيكون فريق أتليتيكو مدريد مطالباً بتحقيق الفوز ولا شيء غيره للاستمرار في المنافسة على لقب البطولة. الـ«روخي بلانكوس» تعرّضوا لهزيمة يمكن وصفها بالقاسية أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وبالتالي لا يمكن لمدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني أن يتعرّض لخسارة ثانية على التوالي، وبالتالي دخول الفريق في دوّامة «فقدان الثقة» وتكرّر الخسائر. من بين النقاط الإيجابية بالنسبة إلى الـ«أتلتي»، هي عودة البرتغالي جواو فيليكس من الإصابة، والذي توّج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب شاب في العالم «غولدن بوي». من الطبيعي أن يعطي فيليكس الإضافة لخط هجوم النادي المدريدي، إلّا أن ما هو واضح حتى اللحظة، هو عدم انسجام فيليكس مع الأجواء الإسبانية وفي أتليتيكو مدريد تحديداً. هي مباراة مصيريّة بالنسبة إلى الناديَين، وسيكون المنافس الثالث على لقب الدوري النادي الملكي ريال مدريد متربّصاً ومتأمّلاً بنتيجة التعادل بين منافسيه، والتي ستضعه على رأس الترتيب بفارق نقطتَين عن برشلونة، وأربع نقاط عن الأتلتي.