يعود منتخب لبنان لكرة القدم سريعاً الى ملعب المدينة الرياضية، حيث سيواجه اليوم عند الساعة السابعة مساءً منتخب كوريا الشمالية، ضمن المجموعة الثامنة للتصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأسي العالم وآسيا. سينتظر الجمهور اللبناني، الذي سيغيب عن المباراة بقرار أمني، ما سيقدمه المنتخب بعد أن تحوّل إلى الرئة الوحيدة التي تتنفس منها الكرة اللبنانية في ظل تعليق النشاط الكروي نتيجة الأزمة الراهنة.هي المباراة الأخيرة لمنتخب لبنان لكرة القدم ضمن التصفيات لعام 2019. سيستضيف اليوم المنتخب الكوري الشمالي عند الساعة السابعة في مَهمة عنوانها الوحيد الفوز لانتزاع الصدارة من منتخب كوريا الجنوبية الذي يرتاح في هذه الجولة.
تتصاعد رائحة الثأر المتبادل من المباراة. فالمنتخب اللبناني يسعى للثأر لخسارته ذهاباً في بيونغ يانغ 0-2 في افتتاح التصفيات في 5 أيلول الماضي. أما الكوريون فسيعون للثأر من اللبنانيين ولو بطريقة غير مباشرة، بعد فوز العهد ممثل لبنان بلقب كأس الاتحاد الآسيوي في الرابع من الشهر الحالي بعد فوزه على فريق 25 أبريل الكوري الشمالي 1-0 في ماليزيا في نهائي المسابقة.
ثلاثة لاعبين من وصيف بطل كأس الاتحاد الآسيوي سيكونون حاضرين في المباراة مع منتخب بلادهم. هؤلاء مع زملائهم سيسعون في الوقت عينه إلى الفوز وانتزاع الصدارة من «الشقيق» الكوري الجنوبي من جهة، والثأر لخسارتهم الكبيرة في بيروت في تصفيات كأس آسيا العام الماضي.
المنتخب اللبناني يدخل إلى المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد التعادل الثمين مع كوريا الجنوبية 0-0 يوم الخميس الماضي على ملعب المدينة الرياضية. تعادل بطعم الفوز خلط الأوراق في المجموعة خصوصاً بعد خسارة كوريا الشمالية أمام تركمنستان التي ستلتقي سيريلانكا اليوم وعينها على التقدم في المجموعة.
عمل الجهاز الفني اللبناني بقيادة الروماني ليفيو تشيوبوتاريو على إخراج اللاعبين من حالة النشوة التي عاشوها بعد التعادل الثمين مع كوريا الجنوبية، والتركيز على لقاء اليوم الذي يواجه فيه المنتخب اللبناني بعض الصعوبات.
أبرز تلك الصعوبات هو غياب الجمهور عن المباراة، بعد قرار من القوى الأمنية بمنع حضوره لأسباب تتعلّق بالأزمة القائمة في لبنان. صدر القرار المسائي والذي كان متوقّعاً رغم كل الجهود التي بذلها الاتحاد اللبناني لتأمين حضور الجمهور. لكن الظروف الحالية كانت أقوى من الجميع، فكان القرار بمنع الحضور لعدة أسباب، أهمها عدم وجود عديد كافٍ لتأمين المباراة، خصوصاً في ظل التحركات المتوقّعة اليوم. كما أن القوى الأمنية تتخوّف من أي حدث أمني قد يحصل على المدرّجات في ظل وجود عدد كبير من الجمهور في مكان واحد.
المهم أن القرار المتوقّع قد اتُّخذ، وسيلعب لبنان مع كوريا الشمالية أمام مدرّجات خالية كما حدث مع كوريا الجنوبية. لكن عيون اللبنانيين ستكون شاخصة نحو المباراة على شاشة التلفزيون، مع أمل أن يكرر اللبنانيون ما فعلوه العام الماضي وإسقاط الكوريين الشماليين في بيروت.
مَهمة اللبنانيين يرافقها قلق من احتمال غياب أكثر من لاعب، حيث تحدث المدير الفني الروماني خلال المؤتمر الصحافي أمس عن شكوك حول جهوزية ثلاثة لاعبين هم: باسل جرادي، جوان العمري وهلال الحلوة. عاد واستدرك المدرب ليفيو أن حظوظ جرادي والعمري كبيرة بعكس الحلوة، وهذا يعتمد على تمرين أمس الأخير ورأي الجهاز الطبي.
سيلعب منتخب لبنان مباراته في غياب الجمهور بعد قرار من القوى الأمنية


أمر آخر يُقلق القيّمين على المنتخب هو موضوع البطاقات الصفراء، حيث إن هناك أربعة لاعبين يملكون بطاقات صفراء وهم: محمد حيدر، عبدالله عيش، فيليكس ملكي وهلال الحلوة، ما يعني أن أي لاعب من هؤلاء يتلقّى بطاقة صفراء في مباراة اليوم سيغيب عن لقاء تركمنستان المهم على أرضهم في 31 آذار 2020. واللافت أن حيدر تحديداً شارك في ثلاث مباريات من أصل أربع مع المنتخب (غاب عن لقاء سيريلانكا) قد تلقّى ثلاث بطاقات صفراء، ما يضع القيمين على المنتخب تحت ضغط خسارة جهوده مباراة أخرى بعد الأولى أمام سيريلانكا والتي غاب عنها بداعي الإيقاف.
الكوريون من جهتهم يدخلون إلى مباراة اليوم سعياً وراء الفوز، بعد الخسارة القاسية أمام تركمنستان في الجولة الماضية. فهم بأمسّ الحاجة إلى الفوز وهو ما عبّر عنه صراحة مدربهم مو يونغ شول في المؤتمر الصحافي حين قال «ننشد فوزاً نُنهي به مبارياتنا الدولية هذا الموسم، سيما وأن النتيجة مصيرية بالنسبة إلى موقعنا في المجموعة وحسابات التأهّل»، مؤكداً أن لكل مباراة ظروفها.
بدوره اعتبر تشيوبوتاريو في المؤتمر الصحافي أن معايير خاصة تتحكّم باللقاء، لأن «المنتخب الكوري الشمالي هو الوحيد الذي فاز علينا من ضمن منتخبات المجموعة الثامنة حين واجهناه على أرضه ولم تكن الظروف لمصلحتنا لاعتبارات عدة. نحن مطالبون بردّ الاعتبار طبعاً، وفريقي مدرك طريقه بعد النتيجة الجيدة أمام كوريا الجنوبية الخميس الماضي، ومن دون أن نغفل صعوبة المواجهة. فالشماليون حضروا إلى بيروت بعد هزيمتهم أمام تركمنستان ويتطلعون إلى تبديل الصورة، وعلينا أن نبرهن أن الخسارة أمامهم على أرضهم عابرة، ونملك ما يؤهلنا لتحقيق نتيجة إيجابية والتصدر».
أما قائد منتخب لبنان حسن معتوق فقد أشار إلى أن مباراة كوريا الجنوبية «أصبحت وراءنا ونحن في كامل تركيزنا ونتطلع إلى الأمام دائماً».
وسيكون للقاء مع الكوريين معنى خاص بالنسبة إلى معتوق. فقائد منتخب لبنان سيخوض مباراته الـ84 مع المنتخب ليعادل رقم نجم منتخب لبنان السابق عباس عطوي، معرباً عن فخره بهذا الإنجاز، «لكنه يبقى معنوياً» على حد تعبيره، لأن «هدفي وزملائي تقديم الإضافة والمساهمة في الانتصارات وإسعاد الجميع». وعليه، فإن مباراة اليوم ستكون فرصة لمعتوق لإكمال طريقه نحو تحطيم الأرقام مع المنتخب، بعد أن أصبح هدّاف المنتخب اللبناني بـ21 هدفاً.