حدث ما كان غير متوقّع. ميلان في أسوأ حالاته ربما منذ سنوات. هو يبتعد بعد مضي 11 جولة من الدوري الإيطالي بفارق 6 نقاط فقط عن متذيّل الترتيب نادي سبال. سيحتاج المدرب الجديد ستيفانو بيولي إلى المزيد من الوقت لترميم ما يمكن ترميمه ومساعدة فريقه الجديد للوقوف مرّة أخرى، رغم صعوبة هذا الهدف حالياً ومع مدرب من نوعية بيولي. المدرب السابق ماركو جيامباولو، أعطى جماهير «الروسونيري» الكثير من الأمل نظراً لتجربته «الناجحة» مع سامبدوريا، ولتصريحاته المتفائلة قبيل بداية الموسم الحالي. التوقّعات كانت خاطئة! اليوم، وبكل بساطة، جيامباولو دمّر ميلان، ووضعه في المركز الـ11، أحد أسوأ المراكز في تاريخ بدايات ميلان في الدوري الإيطالي.من المتوقّع أيضاً، أن يستمر ميلان في الهبوط مركزاً تلو الآخر، فالمواجهة المقبلة يوم غد الأحد (الساعة 21:45 بتوقيت بيروت) ستجمعه مع متصدّر الترتيب يوفنتوس. مشكلة ميلان لم تعد محصورة في المدرب كما يظن الكثيرون، فهي أصبحت «بنيوية»، من رئيس النادي والملّاك، مروراً بمالديني وبوبان في إدارة النادي، وصولاً إلى المدربين الكثر الذين تمت إقالتهم، كما عدّة لاعبين لا يستحقون ارتداء هذا القميص العريق والتاريخي على الصعيدين المحلي والأوروبي. أسماء كالتركي هاكان شالهانوغلو، الظهير الأيمن الإيطالي دافيدي كالابريا، لاعب الارتكاز لوكاس بيليا، الإسباني سوسو، وغيرهم الكثير من اللاعبين الذين لا يقدمون الإضافة الفنية في الأداء خلال مباريات ميلان الأخيرة وفي المواسم السابقة أيضاً. وبالحديث عن الجانب الفني، لن يُنتظر من المدرب الجديد بيولي أن يغيّر هذه الحال بسرعة قياسية، فهو لا يملك عصاً سحرية بين يديه، سيبقى مدرباً مؤقتاً حتى نهاية الموسم ربما.

(أ ف ب )

أمّا إذا استمرت النتائج السلبية، فهذا يعني أن المشكلة أكبر من أزمة مدرب، فبيولي قدّم مواسم جيدة رفقة فيورنتينا ولاتسيو، إلاّ أنه فشل في إعادة إنتر ميلانو إلى الواجهة الصحيحة، وهذا ما يمكن أن يحدث مع ميلان أيضاً. من الممكن أن يعطي المدرب بيولي فرصاً للاعبين تعرّضوا للتهميش الواضح تحت قيادة جيامباولو، والحديث هنا عن آنتي ريبيتش، راضي كرونتش، إسماعيل بن ناصر... هذا الثلاثي لم تسنح له الفرصة للمشاركة في عديد المباريات بسبب عناد المدرب ماركو جيامباولو وإصراره على تشكيلة وأسماء محددين رغم عدم تقديم الأداء الجيد.
على الجانب الآخر، يعيش فريق السيدة العجوز فترة صعبة، مرتبطة بنتائج جيدة، أو إذا صح التعبير، مرتبطة بتحقيق النقاط الثلاث في كل مباراة. يوفنتوس، لم يسلك الطريق الصحيح حتى اليوم، ولم ينجح المدرب ماوريستيو ساري بفرض أسلوبه على الفريق بعد، وهذا مفهوم نظراً لكون يوفنتوس من بين الأندية التي استمرت على طريقة لعب واحدة في المواسم الثمانية الأخيرة على الأقل، والتي سيطر خلالها النادي الأكبر في إيطاليا محلياً على الدوري.
من المتوقّع أن يبدأ الأرجنتيني باولو ديبالا اللقاء أساسيّاً

ثمانية انتصارات من أصل 9 حقّقها زملاء البرتغالي كريستيانو رونالدو بفارق هدف واحد فقط في الدوري، هذا ما يدل على وجود مشكلة في فريق السيدة العجوز. إضافة إلى هذه النتائج المتواضعة بالنسبة إلى فريق كيوفنتوس، فلا وجود لنادٍ في الـ«سيريا أ» حقق نقاطاً في الدقائق الثلاثين الأخيرة من عمر المباراة أكثر من يوفنتوس، فصعوبة حسم المباريات باكراً واضحة لدى يوفنتوس ومدربه الإيطالي ساري. لكن كل ما يمر به «البيانكو نيري» حالياً، يُبقيه في مقام الأقرب للفوز على ميلان يوم غد الأحد، حيث لا يمكن المقارنة بين الناديين، إضافةً إلى أن المباراة ستقام على أرضية «آليانز ستاديوم»، ما سيصعّب المَهمة كثيراً على رجال المدرب بيولي.
نقطة إيجابية تُحسب لساري، وهي عودة المميز ديبالا إلى مستواه الذي اعتادت عليه جماهير «البيانكونيري». خلال المباراة الأخيرة في دوري الأبطال، استبدل ساري رونالدو وأشرك ديبالا، لكن ما ظهر للجميع أن كريستيانو لم يكن راضياً عن هذا التبديل، وأشار إلى ساري بيده بالرقم 2، أي أنها المرة الثانية التي يتم استبدال رونالدو فيها. قضية، عانى منها كريستيانو في موسمه الأخير مع ريال مدريد، إلاّ أنه تقبّل الأمر بعد الاتفاق مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وهذا ما يجب أن يقوم به ساري. على الورق، لن تكون المَهمة صعبة بالنسبة إلى يوفنتوس، ومن الممكن أن يشارك الأرجنتيني باولو ديبالا أساسياً بعد أن أراحه المدرب ساري في المباريات الأخيرة، إلى جانب العائد من الإصابة البرازيلي دوغلاس كوستا مسجّل هدف الفوز أمام لوكوموتيف موسكو، الأمر الذي سيزيد من متاعب ميلان كثيراً.