لم يتغيّر شيء، الأحوال لا تزال كما هي، معاناة واضحة كلّما كبرت واتسعت المسافة بين الكامب نو والملعب الذي تسافر إليه بعثة النادي الكاتالوني برشلونة. فالفيردي هو فالفيردي، المدرب الذي ومنذ مجيئه إلى برشلونة، بدأت مشاكل مباريات خارج الديار تظهر أكثر فأكثر، بل إنها أصبحت على رأس المشكلات التي يعاني منها نادي إقليم كاتالونيا في إسبانيا.المباراة الأخيرة التي خسرها برشلونة أمام ليفانتي، أثبتت أن هذه النظرية هي واقع يعيشه زملاء الأرجنتيني ليونيل ميسي منذ قدوم المدرب الحالي إرنستو فالفيردي. تقدّم في النتيجة، ومن ثم انخفاض المستوى، لتتحوّل فجأة إلى «جحيم» لا يستطيع اللاعبون الخروج منه. «سيناريو» مباراة أنفيلد الموسم الماضي، ومباراة ملعب العاصمة الإيطالية روما «الأولمبيكو» لم يكن صدفة، بل إن تكرار هذا المشهد لسنتين متتاليتين يضع الكثير من علامات الاستفهام. إضافة إلى هاتين الخسارتين، لا يمكن تناسي التعثرات الكثيرة التي مرّ بها النادي الكاتالوني تحت قيادة فالفيردي ومع أندية كانت لتحلم بنقطة واحدة من مواجهة برشلونة. هناك أسباب لكل شيء، وربما، هذه هي الأسباب خلف خسارة برشلونة أمام ليفانتي من جهة، وحول مشكلة البعد عن الكامب نو والأداء السيّئ من جهة أخرى.

اتخاذ قرارات مفاجئة
خلال المباراة الأخيرة، قرر المدرب إرنستو فالفيردي إشراك اللاعب البرتغالي والظهير الأيمن للنادي نيسلون سيميدو في مركز الظهير الأيسر. ربما، هذه الخطوة من الممكن أن تكون اضطرارية ولا يمكن التعليق عليها، لكن، مع وجود أحد أهم مفاتيح لعب الفريق في السنوات الماضية الإسباني جوردي ألبا على مقاعد البدلاء، يصبح الأمر غير مفهوم تماماً. مشاركة سيرجيو روبيرتو غير مبرّرة أيضاً، كونها المباراة الأولى له بعد تعافيه من الإصابة. ومن بين القرارات غير الصائبة لفالفيردي، كان إخراج اللاعب المميز آرثر ميلو من أرض الملعب. الجميع يتّفق على أن الثنائي آرثر ميلو وفرنكي دي يونغ، يُعتبر اليوم من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها النادي، ولا يمكن المساس به، إلاّ عند المدرب فالفيردي، الذي يضرب كل المعطيات والحسابات عرض الحائط، ليخرج آرثر ويفقد الفريق التوازن.

التوظيف السيّئ للاعبين
لا شك في أن نجم أتلتيكو مدريد السابق الفرنسي أنطوان غريزمان، يُعد من بين أهم وأبرز اللاعبين في العالم. ما قدّمه «غريزو» مع الأتلتي كان استثنائياً، إلاّ أن ما يقدمه اليوم في برشلونة لا يرتقي ليقارن على الأقل بنصف ما كان يقدمه سابقاً. لهذا الأمر أسبابه الخاصة أيضاً، وهو سوء التمركز الذي يفرضه فالفيردي على غريزمان. فمنذ بداية الموسم وحتى هذه اللحظة، وفي ظل مشاركة الثنائي ليونيل ميسي ولويس سواريز، فُرض على غريزمان أن يشارك في مركز الجناح الأيسر، المركز الذي لم يشغله طوال مسيرته في أتلتيكو مدريد (6 سنوات). ماذا يمكن أن تنتظر الجماهير من غريزمان؟ وماذا يريد فالفيردي منه؟ أسئلة لا يمكن الإجابة عنها في الوقت الراهن، نظراً لحساسية هذا الأمر بالنسبة إلى بعض اللاعبين حتى، على غرار ليو ميسي.
بات واضحاً أن ليونيل ميسي يتدخّل في قرارات المدرب


تدخل ميسي الشخصي
عندما انتهى الموسم الماضي بخيبة أمل كبيرة، تمثّلت بالـ«ريمونتادا» في أنفيلد، وخسارة نهائي كأس ملك إسبانيا أمام فالنسيا، خرج النجم الأول في الفريق وقائد برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي بتصريح صدم به الجميع عندما قال: «أنا واثق بفالفيردي، ونحن اللاعبين من يتحمّل المسؤولية، هو مدرب جيد وأنا أثق به». بعد هذا التصريح، الذي ربما لم يكن له داعٍ، نظراً للأجواء المتوترة والخسارات المتتالية التي تعرّض لها الفريق في الموسمين الماضيين، بدأت بعض الجماهير ووسائل الإعلام تتداول فكرة أن ميسي هو المؤثّر الأكبر على خيارات فالفيردي. ربما هذا الأمر صحيح، فميسي يرفض أن يجلس الأوروغواياني لويس سواريز على مقاعد البدلاء، كونه صديقه المقرب، وهذا ما يجعل غريزمان أمام خيارين لا ثالث لهما: إما اللاعب في مركز الجناح الأيسر، أو الجلوس احتياطياً. على ميسي أن يرى الأمور من وجهة نظر محايدة، سواريز لم يعد كما كان في السابق، وغيرزمان يريد اللعب في مركز رأس الحربة أو في مركز المهاجم الوهمي، الذي يشغله مع منتخب الديوك الفرنسية. ومن الممكن حينها، الحكم على موسم الأشقر الفرنسي بكل موضوعية.