لا يعرف يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا، الراحة في هذه الأيام لاختيار التشكيلة المناسبة ليخوض بها غمار كأس العالم 2014 في البرازيل، هو الذي يدخل هذه البطولة مثقلاً بالترشيحات التي تضع الـ«ناسيونال مانشافت» بين ثلاثة أبرز مرشحين للظفر باللقب الى جانب اسبانيا والبرازيل. الرجل لا ينتهي من التفكير لحل مشكلة الدفاع في تشكيلته، الذي يعدّ «الحلقة الأضعف»، والذي يثير التخوف الأكبر لدى الألمان. أما في الوسط فالحيرة كبيرة لاختيار الاسماء الاساسية التي ستشغل هذا الخط بين كم من النجوم البارزين، وانتهاءً بخط الهجوم في ما إذا كان الخيار سيقع على ميروسلاف كلوزه أو العائد من الاصابة الطويلة أخيراً ماريو غوميز.
أمسية الأحد، لا شك، ستكون أنظار لوف متّجهة نحو مدينة فلورنسا الايطالية حيث سيضع ورقة أمامه ويدوّن الكثير من النقاط التي ستفيده في إيجاد الجواب حول هوية مهاجمه في المونديال، إذ إن ملعب المدينة «أرتيميو فرانكي» سيستضيف المباراة بين فيورنتينا وضيفه لاتسيو، والتي سيقف فيها كلوزه وغوميز وجهاً لوجه للمرة الاولى والاخيرة هذا الموسم، وهي بالتالي المناسبة الأمثل للحكم على من هو الأجدر بينهما للحضور في المونديال، خصوصاً مع اقتراب موعد الأخير، ومعه حسم الخيارات.
من هنا، فإن اللاعبين يعلمان جيداً أن الفرصة تبدو ملائمة لكي يسجل فيها أحدهما نقاطاً على الآخر، خصوصاً أن لوف ترك الباب مفتوحاً امام الاثنين لشغل المركز الاساسي، وذلك بعد أن كان كلوزه أساسياً في كأس العالم 2010 ليعود ويخسر مركزه لمصلحة غوميز في كأس أوروبا 2012، وأكثر، فإن الاثنين يدركان جيداً أنها الفرصة الأخيرة لهما للمشاركة في حدث عالمي مع اقتراب كلوزه، الذي يحلم بكسر الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ المونديال والمسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفاً)، من بلوغ عامه الـ36، وغوميز الـ29.
من هنا، فإن الحافز سيكون كبيراً لدى النجمين لتقديم أفضل عرض لهما هذا الموسم.
ولا يخفى أن الضغط سيكون أكبر على غوميز، وهذا طبيعي، نظراً لابتعاده خمسة أشهر عن الملاعب بعد الإصابة القوية التي تعرض لها في بداية الموسم. فكل المؤشرات كانت تدل على أن الموسم الحالي سيكون الأفضل في مسيرة «سوبر ماريو» بعد الاحتضان الكبير الذي لم يكن يحلم به، والذي لقيه من جماهير الـ«فيولا»، حيث احتشد 20 ألف متفرج في ملعب النادي للترحيب به عند تقديمه رسمياً. وبالفعل، فقد كانت انطلاقته جيدة، حيث سجل هدفين وصنع هدفاً قبل إصابته في المباراة الخامسة له في «السيري أ».
وإذا كان من الطبيعي ألا تكون عودة غوميز قوية في مباراتيه الاوليين اللتين شارك فيهما في الجولتين الأخيرتين كبديل نظراً لابتعاده الطويل عن الملاعب وافتقاده حساسية المباريات، فإن غوميز شارك أساسياً في مباراة أول من أمس أمام ايسبرغ الدنماركي في «يوروبا ليغ»، وبالتالي فإنه لا أعذار أمامه ضد لاتسيو وفي مواجهة كلوزه، فضلاً عن أن جمهور فيورنتينا ينتظر أن يرد له «سوبر ماريو» التحية، بدءاً من المباراة أمام الفريق الثاني للعاصمة الايطالية، خصوصاً أن الالماني لم يخف قبل أيام أن هدفه هو قيادة الفريق البنفسجي الى التتويج بلقب كأس إيطاليا والتأهل الى مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، مشدداً في ختام كلامه على أنه يصبو الى المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال، قائلاً: «في 2010 لم أكن أشارك كثيراً قبل المونديال مع بايرن، أما الآن فأحاول أن أسافر إلى البرازيل وأنا في أفضل حالة».
ومن الطبيعي أن هذه الجملة سترفع من منسوب المنافسة بين غوميز وكلوزه خلال مواجهتهما أمسية الأحد، خصوصاً أن الأخير لن يرضى بالتفريط بالاسبقية التي يمتلكها حالياً على مهاجم فيورنتينا جراء إصابة الاخير، وأيضاً لكفاءته هذا الموسم (الذي غاب فيه بدوره في الكثير من المباريات بسبب الاصابة) حيث بدا كمن لا يزال في ريعان شبابه ومتألقاً في العديد من المباريات، وآخرها تسجيله في الجولة الماضية في الدوري أمام ساسوولو وفي مسابقة «يوروبا ليغ» أمام لودوغورتس رازغراد البلغاري.
أمسية الأحد إذاً سيقف كلوزه وغوميز وجهاً لوجه في ايطاليا. أكثر الانظار عليهما ستكون من ألمانيا، أما أفكار النجمين خلال المباراة، فلا شك، ستكون في... البرازيل.