الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها. قد لا يختلف اثنان على صحة هذه المقولة الشهيرة التي تنطبق على الحياة عامةً وعلى كرة القدم خاصةً. فالنجاح تولد معه عقبات ومسؤوليات وتحديات كبيرة تفوق المرحلة التي تسبقه، وتكون إيجابية النتائج بقدر حسن التعامل مع هذه المستجدات ومعرفة التكيّف مع الظروف. وتظهر تلك المشاكل لعدة أسباب، فالتربع على العرش الكروي لفترة طويلة نسبياً يترك شعوراً بالشبع، أي فقدان شهية تحقيق المزيد من  الانتصارات والألقاب التي تقلّ قيمتها المعنوية مع الوقت... كما أن لعلاقة المدرب بلاعبيه دوراً مفصلياً في عملية الحفاظ على الوتيرة التنافسية نفسها لفترة طويلة، وهي مهمة ليست بسهلة. تأثير «كلمات» المدرب على لاعبيه في يومه الأول ليس هو ذاته في عامه الثاني أو الثالث، فالعلاقة بين الطرفين تتوطد بحكم الاحتكاك اليومي. هذا التطور في العلاقة سيف ذو حدين، فقد يتخطى هذا الارتباط حدود الاحترافية إن لم تحفظ الضوابط وتُصن الحدود والقواعد، فيفقد المدرب سيطرته على غرفة الملابس وتفلت الأمور من يده. طموحات اللاعب الفردية وأهدافه المهنية لها أيضاً شأنٌ أساسيٌ في الاستمرارية، فقد يبحث اللاعب عن تحديات جديدة في أماكن أخرى، وقد تصله عروض مغرية تجبره على التفكير في الرحيل...لم يكن نادي العهد اللبناني بعيداً عن هذه الأجواء قبل بداية الموسم، فبعد «دوبليه» الموسم المنصرم، لم يكن من السهل تحفيز الفريق والانطلاق بالزخم نفسه الذي أنهى به ذاك الموسم. وبما أن الاستحقاق الآسيوي الأهم في تاريخ النادي يخاض باكراً، فلا مجال للتهاون. وفي قراءة سريعة لأبرز الخطوات التي اتخذتها إدارة العهد والمدرب باسم مرمر هذا الصيف، يسهل استنتاج أنهم كانوا على دراية بدقة الموقف. فكان تجديد الثقة باللاعب محمد حيدر بعد خلاف العام الماضي، وتجديد عقد المدافع الدولي السوري أحمد الصالح والتمسك بخدمات عيسى يعقوبو. ومن ثم تعاقد الإدارة مع المهاجم التونسي أحمد العكايشي في صفقة من الطراز العالي، بالإضافة إلى تعيين المدرب الإسباني داني خمينيث كمدير تقني ومحلل للمباريات. خطوات مهمة اتخذتها الإدارة في سبيل تطوير مستوى الفريق. لم تؤت هذه الخطوات ثمارها فوراً، ثلاثية الاتحاد السعودي في البطولة العربية كانت صفعة قوية، لكنها إيجابية في مكان ما، أو إذا صح التعبير عرّفت النادي بسلبياته، فهي أفاقت الفريق من سبات محتمل، فكان الرد مباشرة بإحراز لقب السوبر أمام الأنصار المدجج بالنجوم، دليلاً على قوة شخصية العهد بقيادة باسم مرمر. وبالإضافة إلى الجرعة المعنوية الكبيرة التي أضافها هذا التتويج، رأى الجميع «عكايشي سوبر» أخذ المباراة على عاتقه كما لم يفعل أي أجنبي من قبل مع العهد، كما ظهر محمد حيدر بصورة نشطة، فكان يضغط ويركض حتى اللحظة الأخيرة، وربيع عطايا أفضل بدنياً، وظهور ممتاز للشاب وليد شور في وسط الميدان.
رأى مدرب العهد باسم مرمر أن المباراة ستُحسَم عبر التفاصيل الصغيرة


هذه الأمور الإيجابية يضاف إليها عدد من النقاط الجيدة خلال مباراة الجزيرة اليوم، وهي عودة مهدي خليل من الإصابة وجاهزية أحمد زريق التامة لخوض اللقاء. وتبقى مشاركة يعقوبو والصالح مستبعدة لعدم اكتمال جاهزيتهما. 
إذاً، على الورق يصل العهد بأفضل حال لمواجهة الجزيرة، على أمل تحقيق نتيجة إيجابية في الأردن تقرّبه من العبور لتحقيق الحلم الآسيوي.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم أمس الاثنين في عمان، أعرب المدير الفني لنادي العهد باسم مرمر عن رضاه عن فريقه قبل مباراته مع الجزيرة. وقال مرمر إن فريقه خاض ثلاث مباريات قوية مع كل من اتحاد جدة السعودي (ذهاباً وإياباً) والأنصار اللبناني، وعانى فقط من غياب معظم اللاعبين بسبب التحاقهم بالمنتخب الوطني لفترة تُعَدّ طويلة خلال التحضيرات للمباراة. وأكد مرمر أن المباراة ستُحسَم عبر التفاصيل الصغيرة، متمنياً للاعبيه التوفيق فيها.
أما قائد الفريق هيثم فاعور فأعرب عن ثقته بقدرة زملائه اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية ترفع اسم لبنان عالياً، معلناً أنهم «أتوا لتحقيق الفوز بالمباراة». يذكر أن نادي العهد تجاوز نادي الوحدات الأردني خلال بطولة كأس الاتحاد الآسيوي قبل أن يتأهل الى نصف نهائي القارة الذي هو نهائي منطقة غرب آسيا.
وتضم تشكيلة العهد اللاعبين: مهدي خليل، محمد حمود، هادي خليل، أحمد الصالح، نور منصور، خليل خميس، حسين زين، حسين دقيق، علي حديد، هيثم فاعور، عيسى يعقوبو، حسين منذر، أحمد زريق، طارق العلي، ربيع عطايا، أحمد عكايشي، محمد حيدر، وليد شور، حسن سرور ومحمد المصري.