الشارع الكروي انقسم بين مؤيّد ومعارضٍ لقرار الاتحاد اللبناني للعبة
الشارع الكروي انقسم بين مؤيّد ومعارضٍ. مَن أيّد القرار الأخير، اعتبر أن أحداً لا يجب أن يتصرف أو يعتبر نفسه فوق منتخب بلاده، وأن اللاعبَين تخلّفا سابقاً عن الواجب الوطني، والمنتخب كان بحاجةٍ لهما أول أمس الخميس لكنّهما لم يُلبّيا الدعوة. أمّا الاعتراض فجاء مِمّن يرى في جرادي والعمري أحد أفضل اللاعبين الدوليين حالياً، وخسارتهما بهذه الطريقة قد تؤدّي لاحقاً إلى نتائج سلبية للمنتخب. ثمّة من كان له رأيٌ ثالثٌ في هذه القضية، بالموافقة على استبعاد جرادي، ورفض إيقاف العمري. هذا القسم من الجمهور اعتبر أن العمري لبّى المنتخب في استحقاقاتٍ عدّة وكان لاعباً أساسياً لفترةٍ لا بأس بها، وغيابه، على الرغم من أنه مرفوض، لكنه «معذور»، كونه يحتاج إلى إثبات نفسه مع فريقه الياباني، خاصةً أنه لم يخُض أي مباراة ضمن بطولة الدوري بعد. أما جرادي، فقد تخلّف عن الانضمام إلى زملائه في أكثر من مناسبة، وقد أشار سابقاً إلى أنه انتظر دعوةً من الاتحاد الدنماركي للانضمام إلى منتخب البلاد التي يملك جنسيتها، ولهذا تأخّر بالانضمام إلى منتخب لبنان، حتّى بعدما لعب له مباراةً واحدة غير رسمية.
الجمهور عينه ساند لاعب الوسط سابقاً، خاصةً في فترة خلافه مع المدرب السابق، المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش، مطالباً المدرب حينها بإبعاد الخلافات الشخصية عن المنتخب. خلال بطولة كأس آسيا الماضية، استُبعد جرادي لتجدد الخلاف مع المدرب. حينها كان السبب طريقة اللعب الدفاعية التي يعتمدها رادولوفيتش، فوقف الجمهور إلى جانب اللاعب، بما أنه يوافقه في وجهة نظره، ويعلم أن جرادي يملك إمكانيات هجومية والتزامه بأدوارٍ دفاعية يبدو قراراً مجحفاً بحقّه وبحق المنتخب بشكٍل عام. لكن الجمهور الذي ساند اللاعب بالأمس وقف في وجهه اليوم. وجهة النظر المطروحة، هي أن جرادي لم يقدّم شيئاً يُذكر للمنتخب أصلاً، ولم يصنع الفارق في أي مناسبة، وبالتالي، غيابه لن يؤثَّر فعلاً، فالفريق لم يعتمد عليه سابقاً.
عموماً، ليس معروفاً ما إذا كانت مدّة الاستبعاد ستدوم أكثر من ثلاثة أشهر، أو تنتهي بعد انقضاء سنة، أو إن كانت مسيرتهما الدولية انتهت. ربما قد يرفضان أي استدعاءٍ مستقبلي، أو قد يُحرمان نهائياً من اللعب دولياً. الخاسر هو المنتخب بكل الأحوال، إذ فقد لاعبَين بإمكانيات عالية، لكن ربما، قد يكون قرار إيقاف العمري، ضرورياً لإيقاف جرادي، لكن عودة الأول غالباً ستكون موضوع نقاشٍ إداري وفنّي. بكل الأحوال، إن كان يجب تقديم التّضحيات لتوجيه رسالةٍ إلى باقي اللاعبين، مفادها أن ارتداء قميص المنتخب شرفٌ لكل لاعب، فالتّضحيات يجب أن تُقدّم.