تستضيف مدينة إسطنبول التركية مساء اليوم مباراة كأس السوبر الأوروبي (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت)، على ملعب فودافون بارك. مواجهة إنكليزية خالصة تجمع بين بطل دوري أبطال أوروبا ليفربول، وبطل الدوري الأوروبي تشلسي. بعيداً عن اللقب، ستعطي المباراة نظرة أكثر شمولية عن جاهزية الفريقين للموسم الجديد، تحديداً تشلسي الذي عاندته الظروف مع مدربه الجديد فرانك لامبارد هذا الصيف.افتتح المدرب الإنكليزي فرانك لامبارد مشواره التدريبي برفقة تشلسي، بخسارةٍ كبيرة أمام مضيفه مانشستر يونايتد الأحد الماضي، في أولى جولات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم. نقاط ضعف واضحة ظهرت في الفريق، تمحور أغلبها في الخط الدفاعي، أمّا النقاط الإيجابية فتمثّلت بالتنوع الهجومي للمنظومة. رغم الخسارة برباعية نظيفة، ظهر تشلسي كمنافسٍ شرس في المباراة خاصةً في الشوط الأول.
دخل لامبارد اللقاء بخطة (4 ـ 3 ـ 3)، مع إشراك روس باركلي كجناح أيسر، يلعب دور صانع الألعاب في بناء الهجمة، خلف المهاجمين تامي أبراهام وبيدرو رودريغيز.
ظهر جلياً إيمان لامبارد بشباب أكاديمية النادي، التي شكلت مصدراً جديداً للتعاقدات في ظلّ حرمان الفريق من إبرام الصفقات لفترة سوقي انتقالات مقبلين. مع رحيل ديفيد لويز إلى آرسنال، اعتمد لامبارد على المدافعين الفرنسي كورت زوما والدنماركي أندرياس كريستينسن كقلبي دفاع، في حين دخل الظهير الأيسر إيميرسون بالميري اللقاء أساسيّاً على حساب ماركوس ألونسو. لم تقتصر مشاركة عنصر الشباب على ذلك، إذ لعب كلّ من خرّيجي الأكاديمية مايسن ماونت وتامي أبراهام في التشكيلة الأساسية لمباراة مانشستر يونايتد. تمثلت المفاجأة بدخول لامبارد المباراة دون إشراك محور دفاعي، مع إبقاء أنغولو كانتي على مقاعد البدلاء وعدم إقحام باكايوكو في التشكيلة المستدعاة للمباراة.
شهد اللقاء هجوماً مبالغاً به من تشلسي، تمثّل بالضغط العالي لثلاثي المقدمة على دفاع الخصم. أمرٌ كلّف الفريق الكثير، في ظل إتقان مانشستر يونايتد أسلوب الهجمات المرتدة.
سيطر تشلسي في العديد من الفترات وقام بخلق الكثير من الفرص (18 تسديدة جاء 7 منها على المرمى) كما أنه أصاب العارضة والقائم من تسديدتَي أبراهام وإيمرسون، غير أن واقعية مدرب اليونايتد أولي غونار سولشاير في إدارة المباراة، خاصةً في الشوط الثاني، حسمت اللقاء بنتيجة عريضة لصالح «الشياطين الحمر».
انتهت المباراة. خسارة هي الأكبر لتشلسي أمام مانشستر يونايتد منذ عام 1965، كما أنها الخسارة الأكبر لمدرب جديد في تشلسي في مباراته الافتتاحية منذ داني فلانشفلاور، عندما خسر بنتيجة (7 ـ 2) أمام فريق مدلزبرة عام 1987. رغم ذلك، يبقى من الصعب التنبؤ بمسار لامبارد برفقة فريقه الجديد على اعتبار أن النتيجة لم تعكس الأداء، وهو ما أكده في تصريحاته الصحافية بعد المباراة حين قال: «لم نستحق الخسارة بهذه النتيجة. أربعة أخطاء أدت إلى 4 أهداف، رغم سيطرتنا على أغلب فترات الشوط الأول. ضربنا خشبات المرمى مرتين، واتخذنا العديد من القرارات السيئة في الثلث الأخير من الملعب، ما حال دون وجودنا في المقدمة، أقله في الشوط الأول».
العلامة الفارقة في مسيرة لامبارد الحالية أقله حتى الآن، مقارنة بباقي مدربي تشلسي السابقين تمثلت بإعطاء الفرصة لأبناء الأكاديمية، غير أن الإفراط في إشراك عنصر الشباب دون تحقيق التوازن مع لاعبي الخبرة عاد على النادي اللندني بالخسارة الأكبر أمام مانشستر يونايتد في تاريخ الـ«بريميرليغ» بمسماه الجديد. ظهر جلياً ضعف الخبرة في الهدف الأول الذي جاء بعد عرقلة المدافع الشاب كورت زوما لمهاجم الشياطين الحمر ماركوس راشفورد في منطقة الجزاء، دون إغفال خطأه الكارثي في التغطية الذي أسفر عن تسجيل الهدف الثاني.
أحرز ليفربول لقب المسابقة ثلاث مرات وتشلسي مرة واحدة


تغيرت الأسماء مع فرانك لامبارد تبعاً لأسلوب لعبه والظروف على حد سواء. مع لامبارد، شارك 3 فقط من اللاعبين الذين اعتادوا المشاركة باستمرار في التشكيلة الأساسية للموسم الماضي، وهم الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا، الظهير الأيمن سيزار أزبلكويتا ومتوسط الميدان الإيطالي جورجينيو، في حين شهدت التشكيلة مشاركة 3 أسماء شابة للمرة الأولى، هم تامي أبراهام، مايسن ماونت وكورت زوما، أما الأسماء الباقية، فكانت تجلس على مقاعد البدلاء أغلب فترات الموسم الماضي. الإفراط في الاعتماد على لاعبين أصحاب خبرة محدودة انعكس سلباً على الفريق، بعد ارتكابهم العديد من الأخطاء الفردية.
وبحسب المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو، وهو محلل الآن في قنوات «سكاي سبورتس»، فقد كان لا بد من إشراك ويليان في هذه المباراة. الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الجناح البرازيلي كانت كفيلة لقيادة هجوم الفريق، رغم عدم جاهزيته الكاملة إثر مشاركته في بطولة كوبا أميركا مع منتخب البرازيل في الصيف الحالي. الحال نفسه للوافد الجديد كريستيان بوليزيتش، إذ أظهر جناح بوروسيا دورتموند السابق فعالية هجومية في الدقائق القليلة التي لعبها، أكثر مما قدمه بيدرو طيلة فترة مشاركته، دون إغفال الأثر الواضح الذي خلفه غياب كانتي، بعد عودته الحديثة من الإصابة.
فرصة سانحة أمام تشلسي لتعويض خيبة المباراة الأولى، عندما يلعب أمام ليفربول في كأس السوبر الأوروبي الليلة. اختبار حقيقي لكتيبة لامبارد ستظهر إلى حد كبير مدى تأثيره على اللاعبين، لتجاوز الصعاب في فترة وجيزة. وعلى الجهة المقابلة سيلعب ليفربول وهو محروم من حارسه البرازيلي اليسون بيكير بداعي الإصابة.



ذكرى جميلة لليفربول


يريد المدرب الألماني يورغن كلوب أن يجعل من التتويج عادة لدى لاعبي ليفربول الإنكليزي، عندما يواجه الليلة جاره تشلسي في كأس السوبر الأوروبية. وكان ليفربول متخلفاً (0 ـ 3) أمام ميلان الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2005، عندما قلب تأخره وتوّج بركلات الترجيح على ضفاف البوسفور، وسيعود الأربعاء إلى المدينة الكبرى لمواجهة تشلسي بعد تتويجه باللقب القاري المرموق للمرة السادسة في تاريخه. وصحيح أن لقب المسابقة لا يأخذه كثيرون على محمل الجد مطلع الموسم، بعد عطلة صيفية يسترخي خلالها معظم النجوم، لكن الفريقين لن يفوتا فرصة حمل كأس إضافية بعد إحراز ليفربول لقبه الأول وقدوم فرانك لامبارد في بداية مسيرته التدريبية مع تشلسي.
وأحرز ليفربول لقب المسابقة ثلاث مرات وتشلسي مرة واحدة، لكن تسعة من الألقاب العشرة الأخيرة ذهبت إلى أندية إسبانية بالتساوي بين ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، اخترقها بايرن ميونيخ الألماني في 2013.
وستتركز الأنظار على حكم المباراة الفرنسية ستيفاني فرابار التي ستصبح أول سيدة تشرف على مباراة كبرى للرجال في المسابقات الأوروبية.