يواصل منتخب لبنان استعداداته لتصفيات كأسي العالم 2022 وآسيا 2023 عبر مشاركته في بطولة غرب آسيا. كثيرون انتظروا الظهور الأول للمنتخب اللبناني، وكان أمام العراق، حيث خسر بنتيجة (0-1)، لكنه ترك انطباعاً مقبولاً برأي شريحة من الشارع الكروي. «الأخبار» التقت المدرب المساعد السابق لمنتخب لبنان محمد الدقة، حيث كان له رأي في مشاركة المنتخب عموماً، ومباراة العراق خصوصاً.برأي الدقة، يجب الأخذ بالاعتبار أنّ المدرب الروماني ليفيو تشيوبوتاريو جديد، وهو تسلّم مهمته قبل أقل من شهرين، وأشرف على تدريبات المنتخب بعدد لا يزيد على أصابع اليدين. «بعد ذلك توجّه للمشاركة في البطولة الإقليمية باللاعبين اللبنانيين المحليين، نظراً لتعذّر التحاق اللاعبين المحترفين في الخارج. ستكون البطولة محطة ممتازة للمدرب الجديد، حيث سيلعب المنتخب ثلاث مباريات أخرى، وستكون فرصة لتكوين المدرب ليفيو انطباعاً عن اللاعبين، لا على صعيد القدرات الفنية والبدنية فقط، بل على صعيد شخصية كل لاعب. فهو يدخل إلى بيئة جديدة ومختلفة عن بيئته الأوروبية»، يقول الكابتن محمد في حديث مع «الأخبار».
يتمنى الدقة وجود يوسف محمد «دودو» في الجهاز الفني للمنتخب


وعن المباراة الأولى أمام العراق، يرى مدرب فريق البرج حالياً أنّ الانطباع الأولي جيد «إذ لا يمكن لوم اللاعبين على أي شيء يقدمونه في أول تجمّع لهم بعد التغيير الفني. شاهدنا منتخباً مكافحاً بروح عالية، كما عوّدنا اللاعبون سابقاً. هناك عدة نقاط تحسب للاعبين قدرتهم على التغلّب عليها، ولم تكن في مصلحتهم. درجات الحرارة العالية، والحضور الجماهيري الكبير الذي ناهز ثلاثين ألف مشجع عراقي، إلى جانب مساحة أرضية الملعب الكبيرة طولاً وعرضاً. هذه كانت من الأمور الصعبة على اللاعبين. لكن الأهم أنّ الدوري العراقي انتهى قبل فترة قصيرة، وبالتالي فإن اللاعبين العراقيين جاهزون أكثر من اللبنانيين الذين انتهى عندهم الموسم الكروي قبل شهرين»، يضيف المدرب المساعد السابق في منتخب لبنان.
ويقسم الدقة المباراة مع العراق إلى قسمين: شوطٌ أول مقبول إلى جيّد، مقابل انخفاض في مستوى اللياقة البدنية في الشوط الثاني، وذلك بسبب المساحات الكبيرة للملعب، وعدم جاهزية اللاعبين اللبنانيين، نظراً لمحدودية فترة التحضير بعكس العراقيين. «قد يرى البعض أن المنتخب العراقي لم يكن مكتمل الصفوف، لكنه في الوقت عينه يلعب على أرضه وأمام جمهوره ولاعبوه جاهزون أكثر»، يضيف الدقة.

الدقة: لا يوجد مدرب في العالم استطاع نيل رضى الجميع في خياراته

وعن الأسماء التي شاركت في المباراة الأولى، يشير الدقة إلى أنه لا يوجد مدرب في العالم استطاع نيل رضى الجميع في خياراته، سواء على صعيد الثلاثين لاعباً، أو الثلاثة وعشرين، وحتى الأحد عشر لاعباً. «هذا منتخب وليس نادياً، وغالباً ما يٌسأل: لماذا فلان وليس فلان؟ قد يكون المدرب تشيوبوتاريو يعرف حسين منذر وحسين الزين ومحمد حيدر، وشاهدهما في كأس الاتحاد الآسيوي، وقرر إشراك لاعبين آخرين لمشاهدتهم، كمحمد زين طحان الذي لم يأخذ فرصته سابقاً، لوجود علي حمام، وكذلك مشاهد يحيى الهندي وسوني سعد»، يقول المدرب لـ«الأخبار».
وعن الجهاز الفني المساعد، تمنى الدقة التوفيق للمدرب جمال طه، والمدرب وحيد فتال «فهما مدربان شابان من جيلنا، ويعرفان الكرة اللبنانية. سيكون هناك جهد مضاعف على الكابتن جمال، لأنه يعمل مع مدرب جديد على البيئة الكروية اللبنانية. كلنا نعرف كم عانى المدرب السابق ميودراغ رادولوفيتش في أول سنتين، حين لم يكن هناك مدرب لبناني إلى جانبه. لكن كنت أتمنى لو كان الكابتن يوسف محمد «دودو» موجوداً أيضاً إلى جانب الجهاز الفني الحالي، لأنه قيمة إضافية كبيرة أخلاقياً وفنياً وسلوكياً، وجميع اللاعبين يحترمونه، وخصوصاً اللاعبين المحترفين في الخارج، حيث يمكنه التواصل معهم، مع إشادة بالمدير فؤاد بلهوان والعمل الذي يقوم به، لكن وجود «دودو» ضروري، لما له من تأثير إيجابي» يختم المدرب محمد الدقة حديثه لـ«الأخبار».