بلغ منتخب الجزائر المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ 29 عاماً، بفوزه على نيجيريا (2-)1 بفضل هدف لقائده رياض محرز في الثواني الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي أمس في القاهرة.وتمكن محاربو الصحراء الذين لم يبلغوا المباراة النهائية للبطولة القارية منذ تتويجهم على أرضهم بلقبهم الوحيد عام 1990، من الفوز على نيجيريا بفضل هدف سجله مدافعها وليام إيكونغ خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 40، قبل أن تعادل بركلة جزاء لأوديون إيغهالو (72)، الى أن صنع محرز الفرحة الجزائرية بهدف من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 90+5.
وأكدت الجزائر، بقيادة المدرب جمال بلماضي، صحة ترشيحها لتكون أبرز المرشحين للقب بعد أن تصدّر محاربو الصحراء المجموعة الثالثة في الدور الأول بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، وفازوا في ثمن النهائي على غينيا بثلاثية نظيفة، وتخطوا ساحل العاج في ربع النهائي (4-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1)، وهي المباراة التي تلقت شباكهم فيها هدفاً للمرة الأولى في النسخة الحالية من البطولة.
أما نيجيريا العائدة الى البطولة بعد غياب عن نسختي 2015 و2017 إثر تتويجها بلقبها الثالث في 2013، فقدمت أداءً تصاعدياً بإشراف المدرب الألماني غيرنوت رور، فعبرت الدور الأول في المركز الثاني للمجموعة الثانية، قبل إقصاء الكاميرون حاملة اللقب 3-2 في الدور ثمن النهائي في إحدى أجمل مباريات البطولة حتى الآن وأكثرها ندية، وصولاً الى التغلب على جنوب أفريقيا 2-1 في ربع النهائي، علماً بأن الأخيرة كانت قد أقصت مصر المضيفة من الدور السابق.
وأجرى بلماضي تغييراً وحيداً على تشكيلته تمثل بالدفع بمهدي زفان في مركز الظهير الأيمن بدلاً من يوسف عطال الذي أصيب في الكتف في ربع النهائي. في المقابل، اعتمد رور على الرباعي الضارب في خط المقدمة، والمرتكز على أليكس أيووبي، والقائد أحمد موسى وصامويل شوكويزي على الجناحين، وأمامهما أوديون إيغهالو.

السنغال تقصي تونس
وفي نصف النهائي الثاني، بلغ منتخب السنغال المباراة النهائية بفوزه على تونس (1-0) بهدف بالنيران الصديقة في الوقت الإضافي، بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. جاء هدف ديلان برون خطأ في مرمى منتخب بلاده تونس في الدقيقة 101 (الدقيقة 11 من الوقت الإضافي)، ليمنح منتخب السنغال (المصنف أول على مستوى القارة) بطاقة العبور الى النهائي، للمرة الأولى منذ حلوله وصيفاً للكاميرون عام 2002.
أما المنتخب التونسي، ثاني المنتخبات القارية في تصنيف الفيفا، فقد فشل في مواصلة السعي الى لقب ثان في تاريخه بعد 2004 على أرضه، علماً بأنه كان يشارك في نصف النهائي للمرة الأولى منذ ذلك التتويج. وبدأت السنغال حملتها بتواضع في البطولة مقارنة بالمتوقع من منتخب يعدّ من أبرز المرشحين، إذ أنهت الدور الأول ثانية خلف الجزائر في المجموعة الثالثة، واكتفت بالنتيجة ذاتها (1-0) في ثمن وربع النهائي، على أوغندا وبنين توالياً.
ولم تنفع معرفة مدرب تونس الفرنسي ألان جيريس بلاعبي منتخب السنغال الذي سبق له تدريبه بين عامي 2013 و2015، وهو اعتمد تغييرين مقارنة بالتشكيلة التي بدأ بها مباراة ربع النهائي أمام مدغشقر (3-0)، تمثلت في الزج بمحمد دراغر وأيمن بن محمد مكان وجدي كشريدة وغيلان الشعلالي.
وسنحت لتونس فرصة ذهبية للتقدم عبر ركلة جزاء، إثر لمسة يد على كاليدو كوليبالي، سدّدها ساسي ضعيفة على يمين الحارس غوميس الذي انقضّ عليها منقذاً فريقه (75). وما كادت تمر دقائق حتى حصل السنغاليون على ركلة جزاء إثر خطأ داخل المنطقة، سدّدها هنري سايفيه، لكن الحارس التونسي حسن أنقذها ببراعة الى ركنية لم تثمر (81). وحصلت تونس على ركلة جزاء في الدقيقة 113 بعدما ارتدت الكرة من يد إدريسا غوييه داخل المنطقة، راجع على إثرها الحكم تقنية الحكم المساعد «في ايه آر»، قبل أن يتراجع عن قراره.