لم تبلغ أوساكا أي مباراة نهائية منذ أوستراليا المفتوحة مطلع العام
خيبة أوساكا وأسفها على نتيجتها في ويمبلدون ظهرت بشكل جليّ خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة. كانت اليابانية تتحدث بصوت خافت جداً، وقدمت إجابات قصيرة ومختصرة على أسئلة الصحافيين. لم تبلغ أوساكا أي مباراة نهائية منذ تتويجها ببطولة أوستراليا المفتوحة مطلع العام الحالي، ولم تجد جواباً بشأن هذا الموضوع بقولها للصحافيين، «ثمة أسئلة تقومون بطرحها لا أجد لها أجوبة». سألها صحافي آخر عن مدى صعوبة التكيف مع مستواها الجديد من الشهرة، إلا أنّ أوساكا لم تحتمل المزيد من الأسئلة، وقالت «هل يمكنني المغادرة؟ أشعر بأنني على وشك البكاء»، لتغادر بعد ذلك المؤتمر الذي لم يستمرّ لأكثر من 5 دقائق.
تدور الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب تراجع مستوى اللاعبة الشابة، إلا أنّه لا أحد يعلم بالتحديد ماذا يجول داخل رأس أوساكا. البعض اعتبر أنّ طردها لمدربها السابق الألماني ساشا باجين الذي تُوّجت معه بلقبيها السابقين قد يكون سبب تغيّر مستواها. لكنّ أوساكا سرعان ما أنكرت الأمر، موضحةً أنّ تراجع مستواها «لا علاقة له على الإطلاق» بانفصالها عن مدربها. إلى جانب ذلك، رفضت اللاعبة اليابانية أن تلقي اللوم على صغر سنّها كمبرر لما يحدث معها. المشكلة إذاً ذهنية.
نجاح أوساكا وتفوقها السريع في اللعبة ووصولها إلى قمة مسيرتها المهنية وهي في بداية شبابها، ألقى على كاهلها حملاً كبيراً، ولا سيّما أنها تصدرت عناوين الصحف التي صنفتها كملكة جديدة للعبة. الواضح أنّ تفكيرها المفرط في كيفية حفاظها على صدارة التصنيف العالمي والاستمرار بالفوز شتّت تفكيرها وسبّب لها الكثير من القلق، ما انعكس سلباً على أدائها في البطولات، وخسارتها في الأسبوع الأول فقط من البطولتين «الرملية والعشبية».
في فترة زمنية قصيرة جدًا، أصبحت أوساكا نجمة كبيرة، ولا سيما في اليابان. بات كل ما يحدث داخل الملعب وخارجه يفوق طاقتها وقدرتها على الاحتمال. بطبيعة الحال، هذا جزء من الاحتراف والشهرة السريعة. لكن لا يزال أمام أوساكا الكثير من الوقت لتستعيد هدوءها واستقرارها الذهني، ولا سيما أنّ خساراتها الحالية لن تدمّر مسيرتها المهنية. الشابة التي فازت على الروسية ماريا شارابوفا، الرومانية سيمونا هاليب والأميركية سيرينا ويليامز، يمكنها كتابة التاريخ من جديد إن عادت إلى الملاعب بثقة وعزيمة.