فريقٌ لديه النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، ولديه الهداف المرعب الأوروغواياني إدينسون كافاني. فريقٌ لديه أحد أكثر اللاعبين الموهوبين الصاعدين في سماء كرة القدم الفرنسية، أي الوافد حديثاً من نيوكاسل يونايتد الانكليزي يوهان كاباي. فريقٌ لديه مدرب بحجم «البريزيدان» لوران بلان، ولديه الملايين والمدعوم من «البترودولار» القطري. فريقٌ لديه جمهور رائع لا ينفك يصرخ بعبارة: هنا باريس!
فريقٌ بُني لحصد الألقاب، وليكون افضل فريق لعاصمة اوروبية. هو فريقٌ فاز بالدوري المحلي ليعود على عرش فرنسا، ولم يكن ينقصه سوى الانتصارات العريضة على الساحة القارية، وتحديداً في مسابقة دوري ابطال اوروبا ليقول للجميع: «انا هنا، وهنا باريس».
هذا الامر حصل فعلاً في أمسية الثلاثاء بعد اكتساح باريس سان جيرمان لباير ليفركوزن الالماني برباعية نظيفة، ليضع فريق بلان قدماً براحةٍ تامة في الدور ربع النهائي حيث يبدو وكأنه سيسبق الجميع اليه.

لكن المهم بالنسبة الى نادي عاصمة النور، هو أن يسبق فريقه الكل الى منصة التتويج، وتعمّ الاحتفالات بالشانزيليزيه وضواحيها، وهي التي افتقدت الى هذا النوع من الاحتفالات الكبيرة منذ تتويج المنتخب الفرنسي بكأس اوروبا عام 2000.
لكن هل باريس سان جيرمان قادرٌ على فعلها؟
هو سؤال بات مطروحاً منذ فترةٍ ليست بقصيرة، وخصوصاً بعدما اقترنت انتصارات الفريق بأداء رفيع عكسه بلان عبر مجموعة من اللاعبين الأجانب النجوم، ولاعبين محليين قلائل، أبرزهم بلايزه ماتويدي. وهذا الأداء وضع فكرة في اذهان المتابعين بأن باريس سان جيرمان ليس مانشستر سيتي الانكليزي مثلاً او غيره من الفرق التي استفادت من الدعم المادي الخليجي من دون ان تقطف نجاحات، وخصوصاً على المستوى القاري.
أسبابٌ كثيرة تجعل من باريس سان جيرمان اليوم «فافوري» لحمل الكأس صاحبة الاذنين الطويلتين في ايار المقبل، وذلك رغم صعوبة المهمة بوجود فرقٍ عملاقة حاضرة لخطفها. لكن في مباريات الكؤوس، وخصوصاً تلك الخاصة بالمسابقة الاوروبية الأم لا مجال للترشيحات التي تسقط غالباً امام المفاجآت، وما كان أكثرها في الأعوام القريبة الماضية.
السبب الأول هو ما يمكن لمسه بشكلٍ واضح، اذ ان باريس سان جيرمان يشعر براحةٍ تامة في الدوري الفرنسي الذي يتصدره، بحيث يمكنه التركيز على دوري الابطال بعكس بعض الفرق المرشحة للفوز باللقب مثل برشلونة وريال مدريد الاسبانيين على سبيل المثال.
اما السبب الثاني، فهو وجود مهاجمَين جائعَين في تشكيلته، يريدان صناعة المجد على الصعيد القاري، اي ابراهيموفيتش وكافاني اللذين جعلا من خط هجوم باريس سان جيرمان بمنزلة خط هجوم برشلونة (16 هدفاً لكلٍّ منهما في دور المجموعات) الذي يحوي ماكينتين تهديفيتين تتمثلان بالارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سليفا. علماً أن «إيبرا» وزميله سجلا معاً 32 هدفاً في 25 مباراة خاضاها ضمن «ليغ 1» هذا الموسم.
وفي الوقت الذي يجرؤ فيه بلان على الدفع بمهاجمَيه معاً، يوفّر لهما التغطية اللازمة عبر إيجاد توازنٍ ضروري في خط الوسط، يتمثل بوجود الثلاثي ماتويدي والايطاليان تياغو موتا وماركو فيراتي، فيما يمكن الدعم أن يتوافر بوجود البرازيلي مورا والارجنتيني خافيير باستوري، وهي أسماء يتمنى ان يحصل اي مدرب على واحدٍ منها فقط في فريقه.
هي اسباب كثيرة، وتعطي باريس نفحة معنوية كبيرة مفادها ان ايام البرازيلي راي والليبيري جورج وياه عائدة لا محالة.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem