ما يحصل في موضوع قائد منتخب لبنان ولاعب فريق النجمة السابق حسن معتوق «مريب»، بحسب ما يعبر البعض. هناك من يحاول أن «يشوّه» صورة اللاعب، ويصوره على أنه شخص يتراجع عن اتفاقاته، في حين أن كثيرين يعرفون معتوق وطبيعته وشخصيّته. قد يكون أفضل لاعب في لبنان يتقن المراوغة داخل الملعب، لكن خارجه فإن معتوق شخص واضح وصريح، بحسب كل من يعرفه.في الفترة الماضية، كان اسم معتوق في واجهة سوق الانتقالات الصيفيّة. كان اللاعب واضحاً في طلبه. عقدٌ لثلاث سنوات مقابل مليون دولار. الأولوية للنجمة إذا كان عرضهم مقبولاً أو قريباً مما يطمح إليه اللاعب. من المعلوم أن وجهة معتوق داخل لبنان لا يمكن أن تكون إلا نحو ثلاثة أندية قادرة على تحمّل قيمة عقده الكبيرة، النجمة والعهد والأنصار. معتوق أعطى الأولوية للنجمة ليس لشيء، بل كرمى لجمهوره الكبير.

بقي معتوق متمسكاً بالنجمة رغم عروض الأنصار (عدنان الحاج علي)

لو كان اللاعب يفكّر في مصلحته الشخصية بشكل صرف، لكان من الطبيعي أن يكون النجمة آخر خياراته بين الأندية الثلاثة. فالنجمة، رغم كل الجهود التي يبذلها رئيسه أسعد صقال لتأمين الموازنة، قد يكون الأقل استقراراً مقارنة بالعهد والأنصار. كما أن النجمة سيغيب هذا الموسم عن الساحة الآسيوية، وبالتالي من مصلحة معتوق أن يعطي الأولوية للعهد بالدرجة الأولى والذي يملك فرصة تاريخية بإحراز لقب كأس الاتحاد الآسيوي، وبالتالي ينهي معتوق مسيرته بلقب آسيوي لم يسبقه إليه أحد. كما أن العهد سيشارك في البطولة العربية، وبالتالي ساحة خارجية جديدة للبروز واحتمال الحصول على عقد خارجي. الأولوية الثانية هي للأنصار الذي أيضاً يتمتع باستقرار إداري ومادي ويطمح الى إحراز لقب الدوري الموسم المقبل، كما أنه سيشارك في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وبالتالي باستطاعة معتوق أن يحقق إنجازاً تاريخياً للأخضر بقيادته الى منصة التتويج في الدوري بعد طول غياب.
بقي معتوق متمسكاً بالنجمة، رغم عروض الأنصار والقنوات غير المباشرة مع العهد. يوم الأحد ليلاً، شعر كثيرون بأن معتوق أصبح قريباً من التوقيع على عقد التجديد مع النجمة. مفاوضات توّجت مساراً طويلاً من الأخذ والرد في ظل رغبة نجماوية قوية وتحديداً من الرئيس صقال بالتجديد لمعتوق. عرّابا المفاوضات من جانب النجمة أي مدير العلاقات العامة هيثم التنير ومدير الفريق بهيج قبيسي حملا عرضاً بقيمة 825 ألف دولار لصديق معتوق الكابتن يوسف محمد «دودو» المسؤول عن ملف المفاوضات من جانب اللاعب.
إجتماع «دودو» مع الأنصار كان لأمرٍ لا يتعلّق بمعتوق


بعد العرض، كان هناك لقاء في منزل «دودو» ضم صاحب الضيافة الى جانب قبيسي والتنير حيث نقل «دودو» تأكيد معتوق أنه متمسك بمبلغ المليون دولار، لكن تسهيلاً لتجديد العقد وافق على تخفيض القيمة 100 ألف دولار، أي بمبلغ سنوي أقل من الموسمين الماضيين. سارت الأمور على خير ما يرام ليل الأحد، وجرى الاتفاق على معظم التفاصيل وقدّم معتوق جميع التسهيلات وبقيت مسألة الدفعة الأولى. من المعلوم في عملية إبرام العقود الاحترافية أن الدفعة الأولى توازي 30% من القيمة الإجمالية السنوية، لكن معتوق ولمزيد من الإيجابية، بحسب مصادر، وافق على تخفيض الدفعة الأولى الى 15% لمساعدة النادي على تأمينها. وجرى الاتفاق مع الرئيس أسعد صقال على تأمين المبلغ والعقد صباح الاثنين لإنهاء الصفقة.
انتظر معتوق وانتظر «دودو» الاتصال النجماوي. مرّت الساعات ولم يأت الاتصال. انتصف النهار، ودخل عصر الاثنين، لتنتشر الأخبار عن اجتماع بين «دودو» مع الأنصاريين وجرى الترويج لأرقام وسيناريوات «متخيلة». أما الحقيقة، بحسب مصادر، فإن إجتماع «دودو» مع الأنصار كان لأمرٍ لا يتعلّق بمعتوق بل بقضية أخرى. لكن ما هو مؤكّد، وفق أكثر من مصدر، أن موضوع معتوق كان ثانوياً.
ما هو مؤسف، بحسب مصادر متابعة، هو الحملة والأخبار غير الصحيحة التي جرى الترويج لها في اليومين الماضيين والتي «تُشيطن» معتوق وتحمّله مسؤولية عدم إتمام الصفقة، في حين أنه كان ينتظر الاتصال النجماوي وقدّم كل ما يستطيع للبقاء في النجمة، بحسب مصادر مقربة من اللاعب.