لم ينتظر الجمهور اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي أن ينتهي مهرجان المنار الكروي الثالث والعشرون حتى يوجّه انتقاداته إلى المهرجان الأشهر في الكرة اللبنانية. ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالنقد خلال المهرجان قبل أن تتوسع الدائرة بعد ختامه. هذا طبيعي، فللجمهور رأيه أيضاً.وزّع القيّمون على البرنامج 16 جائزة، 11 منها ضمن التشكيلة المثالية، إضافة إلى أربع جوائز، هي اللعب النظيف وأفضل ناشئ وأفضل لاعب وأفضل مدرّب. لم تسلم بعض المراكز في التشكيلة الرئيسية من الانتقاد، لكن حصة الأسد كانت لجائزة أفضل لاعب، التي انقسم الجمهور في أحقية لاعب النجمة حسن معتوق بها، أو أن مهاجم الأنصار الحاج مالك التل كان أحقّ، أو لاعب العهد حسين دقيق.
لم تتوقف الانتقادات عند الأمور الفنية، بل طاولت الجانب التنظيمي وضعف الإنتاج وتواضع عدد الحضور في القاعة الكبيرة. كلام كثير قيل عن تواضع موازنة المهرجان وإقامته في قاعة، مع جوائز أقل عن الموسم الماضي.
«الأخبار» تحدثت مع مقدم المهرجان وأحد المشرفين عليه، وهو الزميل علي فواز، عن كل ما قيل عن المهرجان. فواز رأى أنّ الحصار الاقتصادي المفروض أثّر في القدرة على تأمين رعاة للحفل، لكن في الوقت عينه أكد أن جوائز هذا الحفل أغلى ثمناً من جوائز المواسم الماضية، وأفضل نوعية وأكثر جمالية. وأكد فواز أن المنار لن تتأثر بالحصار الاقتصادي المفروض، وستبقى تدعم كرة القدم اللبنانية كما في كل عام. أما بالنسبة إلى تقليص عدد الجوائز، فذلك مردّه إلى عدة أسباب لا تتعلق بتقليص الموازنة. ففي العام الماضي، كان هناك طلب من رئيس الاتحاد هاشم حيدر، بضرورة ترشيق البرنامج وتقليص مدته منعاً للإطالة والملل، وحرصاً على ألّا تتجاوز مدة الحفل الساعة. «وعليه، فقد قُلِّص عدد الجوائز من 23 إلى 16 جائزة»، يقول فواز لـ«الأخبار».
يستطرد فواز بالحديث عن الكلام على تراجع الميزانية، مشيراً إلى أن غياب الجوائز المالية كان بناءً على ملاحظات وُجّهت إلى الحفل الماضي، بعدم تحويل المهرجان إلى حفلة علاقات عامة، فكان القرار بحصر تقديم الجوائز بالمعنيين بالشأن الكروي بعيداً عن المعلنين الذين كانوا يقدمون الجوائز المالية. وعليه، فقد اختيرَت مجموعة من الأشخاص من أعضاء اتحادات ورؤساء أندية يقدمون الكثير للعبة، إضافة إلى لاعبين قدامى، بهدف تكريمهم ليقدموا الجوائز للمميّزين.
لكن لماذا لم يسلّم جميع أعضاء الاتحاد الحاضرين في الحفل جوائز؟ فقد سلّم كلٌّ من نائب الرئيس ريمون سمعان والأمين العام للاتحاد جهاد الشحف ورئيس لجنة الملاعب موسى مكي، فيما لم يسلّم الدكتور مازن قبيسي وزميله وائل شهيب جوائز رغم حضورهما. «نختار في كل موسم عدداً من أعضاء الاتحاد، ففي الموسم الماضي لم يسلّم الشحف ومكي جوائز، وفي الموسم المقبل سيُختار أعضاء جدد آخرون.»
انقسم الجمهور بشأن أحقية لاعب النجمة حسن معتوق في جائزة أفضل لاعب


ومن الانتقادات التي وجهت أيضاً، تلك التي تتعلق بعدد الحضور الضعيف، حيث بقيت معظم المقاعد فارغة. أمرٌ عزاه فواز إلى أن القاعة كبيرة وتضم 700 كرسي، في حين أن عدد المدعوين بلغ 250 شخصاً، وهو العدد عينه في الموسم الماضي، حين أُقيم المهرجان في مطعم الساحة، لكن الفارق في المكان. «كنا أمام خيارين، إما دعوة الجمهور إلى المهرجان، وهذا أمر غير منطقي، خصوصاً من ناحية عدم القدرة على ضبط ردود الفعل في حفل منقول على الهواء مباشرة. أما الخيار الثاني، فكان بحصر المدعوين بكرة القدم اللبنانية، ولو لم يكن العدد كبيراً. كذلك قاطعت بعض الأندية الحفل، كناديي السلام زغرتا والراسينغ. وقد أوضح رئيس نادي السلام، المونسنيور أسطفان فرنجية، أن المقاطعة ليست موجهة إلى تلفزيون المنار، بل إلى كرة القدم اللبنانية. والأمر عينه ينسحب على الراسينغ»، يوضح الزميل فواز حول مسألة الحضور.
حصة الأسد من الانتقادات كانت فنية، وتتعلق بالترشيحات وبعض الفائزين وكيفية اختيار المرشحين والجهة المسؤولة، إضافة إلى التشكيك في نتائج التصويت، خصوصاً بعد فوز معتوق بالجائزة. هناك البعض الذي يرى أن معتوق لم يقدّم هذا الموسم ما يؤهله لأن يكون أفضل لاعب، دون التقليل من قيمة معتوق الفنية. وهناك من يرى أن الحاج مالك كان أجدر بالجائزة، وهناك من يرجّح كفّة حسين دقيق، رغم أنه مدافع أيسر.
يستفيض فواز في الشرح، ويقول إن النتائج كانت وفق التصويت فقط، وهي موجودة وبإمكان أي شخص الاطلاع عليها. «في السابق، نال الأرجنتيني ليونيل ميسي جائزة ولم يكن يستحقها. وفي مناسبة أخرى، قدّم منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو الكثير في أحد المواسم، ولم ينل الجائزة» يضيف فواز.
وتوزع التصويت على ثلاث جهات: أندية الدرجة الأولى بمعدل أربع قسائم لكل نادٍ تتوزع بين المدير الفني وقائد الفريق ورئيس النادي، وأكثر الإداريين متابعة للدوري. الجهة الثانية كانت الإعلاميين المتابعين للدوري اللبناني والذين يحضرون إلى الملاعب، والجهة الثالثة هي الخبراء الذين اختاروا الترشيحات ليصبح العدد بمجمله 90 شخصاً.
أما بالنسبة إلى الترشيحات، فيشير فواز إلى أنها وضعت بناءً على رأي الخبراء المتابعين للدوري، وعبر إجراء تصويت في ما بينهم لاختيار اللاعبين المرشحين.
لكن بقيت مسألة التشكيك في صدقية نتائج التصويت، وفي إمكانية إيجاد صيغة شفافة لاطلاع الرأي العام على النتائج. «نحن مستعدون لتقديم النتائج إلى أي لجنة ينتدبها الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وحتى إلى لجنة تنتدبها جمعية الإعلاميين الرياضيين وإطلاعهم على نتائج كل استمارة وكل شخص لمن صوّت، إن كان هذا يحسم الشك في أن النتائج جاءت بناءً على تصويت المشاركين، لا أي طرفٍ آخر»، يختم فواز حديثه لـ«الأخبار».



جوائز الحفل
وزّع القيمون على المهرجان 16 جائزة، فنال حسن معتوق جائزة أفضل لاعب، وباسم مرمر أفضل مدرب، ولاعب الراسينغ كريم مكاوي أفضل لاعب ناشئ، ولاعب العهد ربيع عطايا جائزة أجمل هدف، ونادي الساحل جائزة اللعب النظيف. أما التشكيلة المثالية فجاءت على النحو الآتي:
حراسة المرمى: مهدي خليل (العهد)
قلبا الدفاع: خليل خميس (العهد) وقاسم الزين (النجمة)
أفضل ظهيرين: حسين دقيق (العهد) وحسين الزين (العهد)
أفضل لاعب ارتكاز: عدنان حيدر (الأنصار)
أفضل لاعبين وسط مهاجم: حسين منذر (العهد)، عباس عطوي (الأنصار)
أفضل جناحين: حسن معتوق (النجمة)، حسام اللواتي (الأنصار)
أفضل مهاجم: الحاج مالك تال (الأنصار)


فنيش يدق جرس إنذار
دقّ وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، جرس الإنذار بشأن إمكانية منع الحضور الجماهيري في مباريات كرة القدم. فقد تحدث فنيش عن «ظاهرة سلبية تسود الملاعب، حيث هناك منافسة غير رياضية، وهذه الظاهرة بدات تسيء إلى الروح الرياضية والمنافسة. إذ لا يمكن لخسارة فريق أو فوز فريق آخر أن تحدث مشكلة في المجتمع اللبناني. فنحن نسعى إلى حل المشكلات وإدارتها لنحافظ على الاستقرار، وبالتالي لا يمكن للتنافس الرياضي أن يحدث شرخاً في المجتمع اللبناني. هي مسؤولية الجميع، من اتحاد إلى أندية وروابط جماهير ووزارة الشباب والرياضة والقوى الأمنية لمنع أي مشكلة. فقد نصل إلى مرحلة يُمنَع فيها الجمهور من الحضور إلى الملاعب، فمصلحة المجتمع أهم من أي شيء. فإذا وُضِعنا أمام خيارين بأن يستمر الوضع المهدد لاستقرارنا واستمرار الحضور الجماهيري والشغب وبين حماية استقرار المجتمع والبلد، فبالتأكيد لن نقبل بتهديد هذا الاستقرار». وتحدث فنيش عن ظاهرة سلبية أخرى تتعلق بموضوع المراهنات، فقال: «هناك مبالغات دون التقليل من شأن هذا الأمر. فالتشكيك بنتائج المباريات يسيء إلى مستقبل كرة القدم، ومن يملك دليلاً فليقدمه إلى القوى الأمنية والقضاء المطالب بالقيام بواجباته ومنع هذه الظاهرة غير الشرعية».