كل الكلام عن حسن معتوق حالياً في الشارع الكروي اللبناني. البعض يؤكد رحيله عن النجمة، والبعض الآخر لا يزال متفائلاً ببقائه مع «النبيذي». كذلك، هناك من يرى أن معتوق قريب من العودة إلى ناديه الأم أي العهد، بينما هناك قسم يجد أن الأنصار بات الأقرب للحصول على توقيعه.طبعاً هذه التوقعات والاحتمالات تبقى في دائرة الكلام غير الجازم، تماماً كمسألة تلقي معتوق عروضاً خارجية، وهو أمر غير واضح نظراً لعدم ذكر هوية أي نادي مهتم به حتى الآن.
المهم أن قائد المنتخب يبدو في وضعٍ مريح. هو يستمتع حالياً بخوض بعض المباريات الاستعراضية في ملاعب «الميني فوتبول»، في الوقت الذي يحمل ملفه ويناقشه مع الراغبين بالحصول على خدماته، القائد السابق للمنتخب يوسف محمد «دودو».
قائد المنتخب يبدو في وضعٍ مريح (عدنان الحاج علي)

الأكيد أن الثلاثة الكبار في الدوري اللبناني لديهم اهتمام بمعتوق. هي مسألة يمكن الجزم بها رغم تدوير البعض للزوايا أو ذهابهم إلى المناورات من أجل اعتبارات خاصة. والأكيد أكثر أن بقاء اللاعب المهاري والمميز في لبنان هو إضافة إيجابية، لكن من سيحصل على هذه الإضافة؟ هذا هو السؤال المطروح بقوة في الوقت الحالي.
بدايةً مع النجمة، الذي بلا شك يحتاج إلى معتوق أكثر مما يحتاج له الأخير، إذ بدا في محطات عدة أن «النبيذي» يبدو فريقاً مغايراً تماماً من دون نجمه الأول. ففي ظلّ غياب الحلول غالباً كان معتوق هو الحل الوحيد، إذ باختراق أو بلمحة فنية أو بتسديدة دقيقة، أنقذ النجمة مرات عدة ورفعه إلى مستوى أعلى في مرات أخرى.
هو اللاعب الذي لا جدال حول دوره أو أهميته على أرض الملعب، مع كل المدربين المتعاقبين على تدريب الفريق. وهو أيضاً النجم الذي يعشقه الجمهور ولا يتخيّل الفريق من دونه. من هنا، كان تحرك إدارة النجمة لضمان بقاء معتوق، لكن الأنباء الواردة عقب الاجتماع الذي عقده «دودو» مع القيّمين على النادي، لم تبشّر بالخير وسط كلامٍ عن عرضٍ لم يرقَ إلى المستوى المطلوب، ما يعني رفضه من قبل الرقم 10.
قرارٌ قد يفيد معتوق في أماكن عدة، لكنه في حال مغادرته قد يخسر الدور الذي يلعبه في النجمة. فهناك مع ثالث الدوري يُعتبر معتوق محور اللعب، إذ في ظلّ غياب اللاعبين القادرين على صناعة الفارق، يبدو وكأن كل الكرات يجب أن تصل إلى معتوق، لكي يتمكن النجمة من فعل شيء خلال المباريات. ناهيك عن الدور الحرّ الذي يلعبه على أرض الملعب من دون أن يكون مكبّلاً بواجبات دفاعية تؤثر على مستواه البدني وتحدّ من خطورته. هو ببساطة اللاعب «المدلل» الذي يفعل ما يحلو له وما يبرع به من دون مركزية معيّنة بل في المركز الذي يرى أنه بإمكانه أن يفيده ويفيد فريقه.
أضف أن الشعبية التي يحظى بها معتوق مع النجمة لا يمكن أن يجدها في مكانٍ آخر، ولو أنه بدا ممتعضاً في بعض الحالات بعد تعرّض بعض المشجعين الغاضبين له، إثر تحقيق الفريق نتائج سيئة أو خسارته في مباريات مفصلية، وهو أمر إن دلّ على شيء فهو على قيمة معتوق الذي يرى فيه الجمهور المنقذ الوحيد واللاعب القادر على قيادة الفريق إلى سكة الانتصارات.
لكن ماذا لو ذهب معتوق إلى الغريم الأنصار؟
مسألة احتراف معتوق في الخارج تبدو غير واضحة المعالم


فنياً، ستشكل هذه النقلة إضافة كبيرة للفريق الأخضر كونه يحتاج إلى لاعبٍ من هذه الطينة لإكمال القطعة التي تنقصه في «البازل» التي يعمل على تركيبها منذ أكثر من موسم. فإذا أراد الأنصار الفوز باللقب، عليه أن يتعاقد مع لاعبٍ متعدّد الأدوار على غرار التونسي حسام اللواتي. لاعبٌ يمكنه مدّ زملائه بالكرات الحاسمة وفي نفس الوقت يمكنه تسجيل الأهداف وتعزيز شخصية الفريق، وهي النقطة التي قيل إنها الأضعف لدى «الزعيم» الذي سقط غالباً في المواجهات الكبيرة. وبوجود معتوق سيكسب الفريق لاعباً مكمّلاً لترسانته الهجومية، ولاعباً لا يشبه غيره لناحية الأسلوب الفردي، ما لا يخلق تضارباً في المهمات على أرض الملعب، علماً أن النجومية والشعبية التي أحاطت به في النجمة في الموسمين الأخيرين، لن تكون أقل بكثير في الأنصار.
وتبقى وجهة أخيرة واقعية جداً وهي العهد الذي أحرز معه معتوق كل الألقاب المحلية، وكان في فترة من الفترات نجمه الأول. هو يمكنه العودة للعب دور البطولة مع بطل لبنان، لكن هذا الأمر يتوقف عند معايير فنية عدة قد تناسبه أو قد تتضارب مع دوره على أرضية الميدان.
وهناك احتمال كبير ومنطقي أن يكون العهد قد أنهى «داخلياً» صفقة معتوق، لكنه لن يذهب إليها قبل مواجهتيه مع الوحدات الأردني في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وذلك منعاً لخلق أي بلبلة أو توتر لدى اللاعبين الآخرين، وخصوصاً أولئك الذين سيشعرون بأن النجم السابق للفريق قادم ليأخذ مكانهم في التشكيلة الأساسية.
لكن هناك في العهد قد تبدو الأمور مغايرة بالنسبة إلى معتوق مقارنةً بالماضي البعيد، وذلك في ظل وجود مجموعة من اللاعبين الذين يهوون الاحتفاظ بالكرة، أو بشكلٍ أدق الذين يعتنقون أسلوباً مشابهاً لأسلوبه، الأمر الذي سيجعل مسألة تأقلمه مع المجموعة بحاجةٍ إلى وقت، خصوصاً أن الجو الفني العام ودوره على الملعب سيختلفان عمّا هو عليه الحال في النجمة، وهي نقطة سيكون الحل لها عند المدرب باسم مرمر الذي يعرف كيفية دمج أي وافدٍ جديد في المنظومة، تماماً على غرار ما فعل في حالة ربيع عطايا الذي استعاد الكثير من مستواه في الفترة الأخيرة.