قبل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، تلقى عشاق كرة القدم خبراً قاسياً، وهو رحيل اللاعب الإسباني خوسيه أنطونيو رييس عن 35 عاماً. نعى فريق إشبيلية الإسباني لاعبه السابق في بيانٍ قال فيه، «لا يمكننا أن نعلن نبأ أسوأ من هذا. خوسيه أنطونيو رييس الذي نشأ في صفوف النادي، قضى في حادث سير». هكذا، قضى بطل النادي السابق في ليلة نهائي دوري الأبطال، خاطفاً الفرح والحماسة بدقيقة صمتٍ قبل المباراة التي جمعت ليفربول وتوتنهام.ولد خوسيه أنطونيو رييس في مدينة أوتريرا التابعة لإقليم إشبيلية في الأول من أيلول/ سبتمبر 1983. بدأ مسيرته الكروية في سن العاشرة، وذلك عبر فرق شباب نادي إشبيلية. تدرّج اللاعب الإسباني في الفئات العمرية للنادي الأندلسي، إلى أن وقّع عقداً عام 1999 مع الفريق الأول، وكانت أولى مبارياته الرسمية بسن الـ 16. شهد ذلك العام بروز موهبة واعدة، تمكنت من التألق محلياً ودولياً، بعدما مثل ألوان منتخب إسبانيا لتحت 17 عاماً. مرونته في شغل أكثر من مركز، وتحديداً مركزي الجناح الأيسر والمهاجم، ساعدته على ان يكون أساسياً.
توفي رييس بعد حادث تعرض له على الطريق بين أوتريرا وإشبيلية


استمر اللاعب الإسباني الصاعد مع إشبيلية حتى عام 2004، العام الذي شهد انتقاله إلى فريق آرسنال الإنكليزي مقابل 17 مليون جنيه استرليني. في ذلك العام، كان رييس جزءاً من الجيل الاستثنائي للـ«غانرز» الذي توّج حينها بلقب الدوري الإنكليزي الذهبي، من دون أي خسارة. لعب رييس مع الفريق اللندني لأكثر من عامين، قبل أن ينتقل في النهاية إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة، مقابل انتقال البرازيلي باتيستا إلى الفريق اللندني حتى نهاية الموسم، وذلك عام 2006. لم يكن مشواره مع النادي الملكي ناجحاً، الا ان إعارته كانت مهمة للغاية، إذ ساهم بشكل مباشر في حسم لقب الدوري الإسباني للمرينغي في آخر مباريات موسم 2006-2007، وذلك عندما كان الملكي على وشك خسارة لقب الدوري الإسباني لمصلحة غريمه برشلونة بعدما تأخر في النتيجة أمام مايوركا بهدف نظيف، قبل أن يشارك أنطونيو كبديل للمصاب ديفيد بيكهام، ويسجل هدفين قادا الريال الى الفوز في الدقائق الأخيرة. بعدها، انتقل رييس في يوليو 2007 إلى الجار أتليتيكو مدريد، في صفقةٍ لأربعة مواسم. تذبذب مستوى اللاعب في السانتياغو بيرنابيو، قابله نجاحٌ في «الفيسينتي كالدرون»، لكنّ هذا النجاح لم يظهر في موسمه الأول، إذ عانى بشكل كبير حينها، وكان حبيساً لدكة البدلاء، ما استدعى إعارته إلى بنفيكا البرتغالي. مع تعيين كيكي فلوريس سانشيز مدرباً للروخيبلانكوس، استطاع اللاعب الوصول إلى التشكيلة الأساسية وساهم في تتويج الفريق ببطولة السوبر الأوروبي عام 2010. وفي 2012 عاد رييس إلى ناديه الأم إشبيلية. هناك، لعب خوسيه أنطونيو لأكثر من أربع سنوات، إلى أن انتقل عام 2016 الى نادي إسبانيول بعدما انتهى عقده مع إشبيلية ليعمل مع كيكي فلوريس سانشيز مجدداً، وبعد نهاية عقده لعب في دوري الدرجة الثانية الإسبانية مع كوردوبا وإكسترمادورا، تخللتهما فترة قصيرة في الصين مع فريق ليوبارد.
رغم عدم اتصاف مسيرته الدولية بالنجاح، الا انه توّج بالألقاب مع الأندية، وكان أبرزها الدوري الإنكليزي الممتاز في (2004) وكأس الاتحاد الإنكليزي (2005) مع آرسنال، إضافة إلى خمسة ألقاب في يوروبا ليغ مع إشبيلية (3) وأتلتيكو مدريد (2) من دون إغفال لقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد موسم 2006-2007.