افتتحت أندية كرة القدم اللبنانية سوق الانتقالات باكراً هذا العام. ورغم الحديث عن العديد من الأسماء، إلا أن اسماً واحداً بقي الأكثر تداولاً: حسن معتوق. قائد منتخب لبنان ونجم النجمة يدرس حالياً ما وصله من عروض، وما قد يرده أيضاً. سلّم معتوق المفاوضات لصديقه يوسف محمد «دودو»، الذي يعقد الاجتماعات بحكم صداقته بمعتوق وثقة الأخير به وبخبرته، وليس كوكيله.مع بدء الحديث عن وجهة معتوق وقيمة عقده، قفز رقم المليون دولار إلى الواجهة، حيث يطالب النجم اللبناني بعقد لثلاث سنوات بهذه القيمة.
لا شك في أنه مبلغ كبيرٌ جداً على أي نادٍ لبناني. فلو كان الحديث مع نادٍ خليجي لكان الرقم معقولاً وقابلاً للتفاوض حوله، لكن في لبنان من الصعب جداً أن يأتي نادٍ ويدفع هذا المبلغ مقابل التعاقد مع معتوق. ليس في الأمر انتقاصاً من قيمة اللاعب، بل لعدم قدرة الأندية من جهة، وما لهذا الرقم من تداعيات سلبية على أي نادٍ، بالنسبة إلى باقي اللاعبين الذين سيطالبون برفع رواتبهم. صحيح أن معتوق قد يكون أفضل لاعب في لبنان، لكن هناك أكثر من لاعب يرون أن مستواهم الفني لا يختلف عن معتوق، وبالتالي يحق لهم أن يطالبوا بما يطالب به معتوق، أو بما هو قريب من ذلك.
لا تبدو الأندية قادرة على دفع مبلغ المليون دولار الذي يطلبه معتوق


وعليه، فإن مبلغ المليون دولار قد يصبح من الماضي. بدا ذلك واضحاً من خلال العرضين الرسميين اللذين حصل عليهما معتوق. الأول من نادي الأنصار، والثاني من النجمة.
قبل أيام، كان هناك عرضٌ رسمي من الأنصار لضمّ معتوق بناءً على توصية من المدير الفني الأردني عبد الله أبو زمع. بغضّ النظر عمّا إذا كان الأخير باقياً مع الانصار أو لا، فإن فكرة تعاقد «الأخضر» مع معتوق لا تحتاج إلى توصية. فمعتوق يشكّل إضافة كبيرة ومفتاحاً أساسياً في ارتفاع حظوظ الأنصار بإحراز لقب الدوري الموسم المقبل.
الأنصار قدّم عرضاً بـ600 ألف دولار مدفوعة على ثلاث سنوات (قيل إن السنة الأولى 225 ألفاً، الثانية 200 ألف، والثالثة 175 ألفاً). فارق كبير بين ما يريده معتوق وما قدّمه الأنصار. هذا لا يعني أن العرض نهائي من الأنصار، فربما كانت هناك إمكانية رفعه. كذلك فإن معتوق قد لا يتمسّك بالرقم الأساسي الذي يطلبه إذا وجد أن الوصول إليه مستحيل. وبالتالي، تشير معلومات «الأخبار» إلى أن الباب لا يزال مفتوحاً للمفاوضات، وقد يكون مبلغ الـ750 ألف دولار مقبولاً من جانب الأنصاريين، لكن هل يكون مقبولاً من معتوق؟
العرض الثاني قُدم أول من أمس ليلاً، حيث كان هناك اجتماع بين يوسف محمد ورئيس نادي النجمة أسعد صقال. قدّم الأخير عرضه لتجديد عقد معتوق مقابل 650 ألف دولار. حُكي أن المبلغ مقسّم بين دفعات ثابتة ومكافآت تقدّم في حال إحراز ألقاب. لكن صقال أكّد في اتصال مع «الأخبار» أن المبلغ سيكون مدفوعاً، وأن المكافآت ستكون إضافية، وجرى التطرق إليها في الاجتماع.
إذاً، قدّم النجمة عرضاً أيضاً، وهو أكبر من عرض نادي الأنصار، حتى لو كان بعيداً عمّا يطلبه معتوق. عرض النجمة الرسمي الأول وضع معتوق أمام اختبار نيّات بعد أن أعلن معتوق سابقاً أن الأولوية للنجمة، وبالتالي حتى الآن عرض النجمة هو الأعلى. لكن الجميع يعرف أن الأمور لم تنتهِ عند هذين العرضين وقيمتهما. فهناك نادي العهد أيضاً الذي لم يدخل رسمياً على خط العروض، بانتظار ترتيب بعض الأمور. وفي حال دخول العهد، ستكون الأمور مفتوحة على جميع الاحتمالات.