واحدة من القواعد التي باتت ثابتة في كرة القدم، هي انتقال اللاعبين المميّزين إلى الدوري البرتغالي. هناك ينشط الكشّافون والمدراء الرياضيون بقوة، ويكونون على استعداد لتأمين طريق أيّ لاعب موهوب إلى أكبر النوادي الأوروبية. على مدى السنوات، تخرّج عدد كبير من اللاعبين البرتغاليين والبرازيليين من «الليغا نوس» أو الدوري البرتغالي، وتركوا بصمتهم في الرياضة الأكثر شعبية في العالم. على رأس القائمة هناك النجم البرتغالي الحالي لنادي يوفنتوس كريستيانو رونالدو، الذي كان يوماً من الأيام، لاعباً في صفوف النادي الأقرب إلى قلبه، سبورتينغ لشبونة. الأخير، يعتبر النادي الأقل إنتاجاً للمواهب مقارنة بالثنائي البرتغالي الآخر، أي ناديَا بنفيكا وبورتو. في السابق تخرّج رونالدو من لشبونة، واليوم، يقدّم النادي البرتغالي لاعباً، كتب التاريخ خلال موسمه الثاني مع سبورتينغ لشبونة، والحديث هنا عن اللاعب برونو ميغيل بورجيس فيرنانديس، أو كما يُعرف ببرونو فيرنانديس، الذي كان ينشط سابقاً في الدوري الإيطالي (شارك الشاب البرتغالي في 119 مباراة في «السيري أ»). ولدت هذه الموهبة الاستثنائية في الثامن من أيلول/سبتمبر 1994، وتحديداً في منطقة مايا البرتغالية. تنقّل بين عدّة فرق أوروبية، كانت محطّته الأولى مع فريق نوفارا المحلّي. يشغل برونو عدّة مراكز هجومية، بينها صانع الألعاب التقليدي، المهاجم الوهمي، المهاجم الثاني، خلف مهاجم الفريق، كما لاعب خط الوسط المتقدّم. بكل بساطة، يمكن أن يلعب فيرنانديس في أي مركز يريده مدرب الفريق.
تفوّق فيرنانديس على مستوى التسجيل وصناعة اللعب


خلال فترته في إيطاليا، لعب صاحب الـ24 عاماً الكثير من المباريات، ممّا ساعده على اكتساب خبرة جيّدة، خاصة أن الكرة الإيطالية تعتبر الأهم تكتيكياً بين الدوريات الأربعة الكبرى. ارتدى برونو قميص كلّ من أودينيزي وسامبدوريا، الفريق الثاني في مدينة جنوى الإيطالية. الأرقام تتحدّث عنه قبل أدائه، حيث حقق برونو فيرنانديس رقماً قياسياً تاريخياً برفقة فريقه لشبونة، والذي تمثّل بتسجيله أكبر عدد من الأهداف خلال موسم واحد فقط في الدوري المحلّي (20 هدفاً). هو رقم يبدو عادياً للوهلة الأولى، ولكن الرقم القياسي هنا يُحتسب على أساس أن برونو ليس مهاجماً صريحاً، بل هو لاعب خط وسط، وبالتالي فإن هذا الرقم يُعتبر قياسياً بالنسبة إلى لاعب بمركزه.
لا يقتصر دور فيرنانديس على تسجيل الأهداف، فقط قام بصناعة (13) هدفاً أيضاً لزملائه في الفريق، لتكون حصيلته الإجمالية من موسم 2018/2019، (32) هدفاً إضافة إلى (18) تمريرة حاسمة في مختلف البطولات، أي أنه ساهم بتسجيل (50) هدفاً لفريق لشبونة في الموسم الحالي. يتميّز برونو فيرنانديس بالتسديدات البعيدة، إذ سجّل عدداً لا بأس به من الأهداف من خارج منطقة الجزاء، والذي وصل إلى (6)، بينها ثلاثة من ركلات حرّة مباشرة. إذاً، بكل بساطة، هو اللاعب الذي يتمنّاه أي مدرب في تشكيلته.
مع تقدّم أحد أعمدة نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني دافيد سيلفا في العمر، يسعى مدرب النادي الثاني في مدينة مانشستر بيب غوارديولا، إلى تدعيم صفوفه، من خلال التعاقد مع برونو فيرنانديس. إذ تحدثت عدّة تقارير صحافية أوروبيّة، عن اقتراب الموهوب البرتغالي من التوقيع مع نادي «البلو مون». سيشكّل برونو فيرنانديس ثنائياً مميزاً من الناحية التنافسية، مع مواطنه البرتغالي الآخر بيرناردو سيلفا، حيث أن الاثنين يشغلان المراكز عينها، مع أفضلية تهديفية واضحة لفيرنانديس. الأخير، وعند سؤاله عن احتمالية دفع النادي الإنكليزي لمبلغ قد يصل لـ100 مليون يورو للتعاقد معه، قال: «100 مليون؟ هل أستحق هذا الرّقم فعلاً؟ كريستيانو رونالدو يملك 5 كرات ذهبية ولم تتخطّ قيمته الـ100 مليون يورو، أنا بالتأكيد أقل من ذلك بكثير». والأكيد أيضاً أن فيرنانديس تحت قيادة غوارديولا سيكتسب المزيد من الخبرة والتطور في الأداء.
يبدو أن الأمور شبه محسومة بالنسبة إلى برونو فيرنانديس ونادي مانشستر سيتي، ومن المتوقّع أيضاً، أن يكون برونو، البديل المناسب للنجم الألماني الشاب ليروا سانيه، الذي ارتبط اسمه بنادي بايرن ميونيخ الألماني في الفترة الأخيرة.