حراك كبير يحصل في كرة السلة اللبنانية خلال فترة الانتقالات الحالية. سوق الانتقالات الذي افتتحه نادي المريميين الشانفيل باكراً يبدو أنه مستمر وبقوة، ولكن الأمور وصلت إلى حد المبالغة، بحسب وصف البعض. ما حصل تحديداً هو أن نادي الشانفيل الباحث عن اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم (2012)، تعاقد مع علي حيدر ومايك إيفيبرا وكيفين غالواي، كذلك جدّد لمعظم لاعبيه المميّزين وعلى رأسهم فادي الخطيب. تحرّك الشانفيل السريع، أجبر باقي الأندية على التحرّك، فجدد نادي الرياضي بيروت عقود عدد من لاعبيه على رأسهم وائل عرقجي واسماعيل أحمد، وتعاقد مع بلال طبارة. ومن جهته تعاقد أنيبال زحلة الوافد الجديد إلى دوري الأضواء مع جاد خليل وجيمي سالم، كما وقع هوبس مع غابريال صليبي وكريم زينون، وجدّد عقد علي منصور. وفي وقت شكل انتقال علي حيدر من بيروت إلى الشانفيل صدمة لجمهور النادي البيروتي، تحركت الإدارة أخيراً ووقعت مع إيلي رستم, وبتريك بو عبود ومروان زيادة, وجدّدت عقد كرم مشرف، كما وضعت في خططها عدداً من اللاعبين للمنافسة خلال الموسم المقبل. حركة التعاقدات تعطي انطباعاً أن الأندية تحاول «خطف» اللاعبين باكراً، لكي لا يذهبوا إلى الفريق المنافس. ولا تتمّ التعاقدات وفق خطط واضحة، أو أخرى مبنيّة على استراتيجية سليمة وضعتها الإدارة مع الجهاز الفني، بهدف المنافسة، أو الذهاب بعيداً خلال الموسم المقبل في أي بطولة من البطولات المحلية أو القارية.
ما يحصل في سوق الانتقالات يؤدي إلى ارتفاع أجور اللاعبين اللبنانيين والأجانب

سوق الانتقالات في كرة السلة اللبنانية يسير بشكل فوضوي، وما يحصل هو عملية تدوير للاعبين بين الأندية، وبالتالي ستبقى الأمور محصورة بين ثلاثة أندية أو أربعة على أبعد تقدير الموسم المقبل، وستبقى الأندية الأخرى تتصارع من أجل التأهل إلى ربع النهائي، وفي أحسن الأحوال تحقيق مفاجأة والتأهل إلى المربع الذهبي. سوق الانتقالات وبحسب العديد من المراقبين، يجب أن تُدار بهدوء أكبر، وأن يقف كلّ ناد على ظروفه الإدارية والمالية، وأهدافه للموسم المقبل، وبعدها يقوم بإبرام التعاقدات، إلا أن ما يحصل الآن هو الفوضى بعينها، وهذا يؤدّي إلى رفع أجور اللاعبين اللبنانيين (بعضهم لا يستحقّ هذه الأجور المرتفعة)، وأيضاً ارتفاع رواتب اللاعبين الأجانب الذين يرون أن الأندية تتصارع للتوقيع معهم، وبالتالي يمكنهم استغلال الموقف، في لعبة تعاني أصلاً من ظروف مادية صعبة سواء بالنسبة إلى الأندية أو الاتحاد.
الواضح حتى اللحظة أن أندية الشانفيل والرياضي جاهزة وبقوة للموسم المقبل، بانتظار حركة نادي بيروت وبعده نادي هومنتمن ـ بيروت حامل اللقب في الموسم قبل الماضي. وعلى ضوء ما يحصل، سيكون من المتوقّع أن يعود نادي هوبس ليلعب دور الحصان الأسود في البطولة المحلية الموسم المقبل، على اعتبار أن عملية بناء الفريق من قِبل المدرب جاد الحاج والجهاز الإداري تتم بصورة مثالية.
انطلاقة الموسم المقبل لا تزال بعيدة، فبحسب الاتحاد سيبدأ موسم الدرجة الأولى في 22 أيلول/سبتمبر المقبل، من خلال مباراة الـ«سوبر كاب»، وبالتالي فإن عملية التعاقدات مستمرة، وسينتظر الجمهور السلوي في لبنان اللاعبين الأجانب الذين ستختارهم الأندية.
إشكال في الشانفيل
في وقت كان نادي المريميين الشانفيل أول الناشطين في سوق الانتقالات، خرجت أخبار خلال الساعات الماضية تتحدّث عن خلاف كبير بين إدارة النادي، والمدرب فؤاد أبو شقرا. مصادر سلوية أكدت أن أسباب الخلاف تعود إلى قضية أبو شقرا المالية مع نادي الحكمة، التي يبدو أنها في طريقها نحو الحل، بعد أن وافق أبو شقرا على التخلّي عن جزء من مستحقاته التي وصلت إلى أكثر من 400 ألف دولار. وبحسب المصادر يبدو أن إدارة الشانفيل ليست راضية على طريقة التفاوض التي تحصل بين المدرب ونادي الحكمة. ومن المتوقع في حال تطور الإشكال، أن تصل الأمور إلى حد الاستغناء عن أبو شقرا والتعاقد مع مدرب أجنبي. النادي المتني لا يحتمل حصول أيّ خطأ، خاصة أنه بنى تشكيلة قوية للموسم المقبل عمادها علي حيدر وفادي الخطيب وكريم عزّ الدين، وذلك من أجل الفوز باللقب.