اختلف التأهل الى المباراة النهائية بين ملعبي جونية وبحمدون، فالأنصار احتاج الى 120 دقيقة كي يحجز مقعده في النهائي بعد فوزه على الإخاء الأهلي عاليه (2-1) على ملعب جونية. تعادل بهدف لمثله مع نهاية الوقت الأصلي، أخذ الأمور باتجاه شوطين إضافيّين لمعرفة الفائز في اللقاء الذي تميّز بالقوة والنديّة في مختلف فتراته.في نصف النهائي الثاني، كان تأهل نادي العهد على ملعب بحمدون سهلاً مع فوز الأصفر على الراسينغ (4-1) في مباراة من طرف واحد وأداءٍ متوسط، وخصوصاً من جهة الفائز.

الأنصار والإخاء
لقاء جونية الليلي كان ممتعاً بجميع تفاصيله، استحق فيه الأنصار الفوز، واستحق الإخاء كل التهنئة بعد العرض الكبير والقتالي من لاعبي الفريق الجبلي، وخصوصاً في الشوط الأول. فالإخاء الأهلي عاليه كان نداً قوياً للأنصاريين ونجح في استيعاب صدمة الهدف السريع للنادي «الأخضر» عبر السنغالي الحاج مالك في الدقيقة الثانية من عمر اللقاء، فجاء هدف التعادل عبر كريم درويش في الدقيقة (45).
فاجأ الإخائيون خصومهم، ونجحوا في مجاراة نجوم الفريق الخصم، وخصوصاً في الشوط الأول بعدما تراجع أداء الأنصاريين عقب هدف السبق. الهدف المبكر أوحى لأبناء المدرب الأردني عبد الله أبو زمع بأن المباراة ستكون سهلة وبنتيجة كبيرة. لكن رجال المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل كان لهم رأي آخر، فظهروا بصورة مغايرة عن تلك التي أنهوا فيها الدوري في الأسابيع الأخيرة من مرحلة الإياب. الإخاء بدا كأنه فريق مختلف كلياً عن ذلك الذي خسر أمام الشباب الغازية والتضامن صور في الدوري. قدّم لاعبو الفريق الجبلي شخصية قوية، ولعبوا بقتالية عالية، وخاصة القائد محمد أبو عتيق الذي كان أحد نجوم المباراة، بغض النظر عن مسؤوليته في هدف الفوز الأنصاري، الى جانب نادر مروش والبرازيلي إيغور ومن أمامه المهاجم كريم درويش. لكن نجومية اللقاء المطلقة كانت لحارس الإخاء رضوان كساب الذي يعود له الفضل الرئيسي في جرّ المباراة نحو التمديد بفعل تألّقه الكبير وتصديه للعديد من الكرات الأنصارية الخطرة.
كان الأنصار قريباً من الخروج من الكأس لو وصلت الأمور إلى مرحلة ركلات الترجيح


ولعل غياب البدلاء المناسبين عن فريق الإخاء أثّر على قدرتهم على المحافظة على نتيجة التعادل، حيث إن التبديل الأول للإخاء كان في الدقيقة (105) من عمر المباراة، بعد دخول ساري شهيّب، فالنادي الجبلي لعب مباراة كاملة وشوطاً إضافياً بـ 11 لاعباً، ربما لو كان المدرب أبو الهيل يملك دكة بدلاء مكتملة لكانت النتيجة مختلفة.
على الجانب الأنصاري، عانى الأخضر طويلاً قبل التأهل، وكان قريباً من الخروج من الكأس لو وصلت الأمور الى مرحلة ركلات الترجيح (وهو ما عمل من أجله فريق الإخاء)، لكن الأخضر خطف الفوز في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، مستعيناً بقائد الإخاء محمد أبو عتيق الذي سجّل خطأً في مرماه، بعد كرة لمسها القائد الأنصاري معتز الجنيدي برأسه لتتحول وتصطدم بأبو عتيق وتدخل المرمى.
صحيحٌ أن الأنصار كان أفضل فنيّاً، لكن لقاء السبت الذي استمر حتى ساعات فجر الأحد الأولى، كشف العديد من نقاط الضعف وتحديداً في خط الدفاع. ولعل الطريقة التي سجّل فيها الإخاء هدفه تعطي فكرة عن هشاشة الوضع الدفاعي الأنصاري. فالبرازيلي إيغور تقدم ما يقارب الأربعين متراً وحيداً دون مضايقة من المدافعين، قبل أن يمرر الكرة الى درويش الذي سجّل هدف التعادل الجميل.
أضف الى ذلك تألق الحارس الأنصاري حسن مغنية في كرتين خطرتين في الشوط الأول نتيجة أخطاء دفاعيّة كان من الممكن أن تقضي على حظوظ الأنصار بالتأهّل إلى النهائي، ومحاولة إنقاذ موسمه.
لكن هذا لا يقلل من أهمية الحضور الأنصاري، وخصوصاً على الصعيد الهجومي مع تألّق الثلاثي المميّز، عباس عطوي «أونيكا» والتونسي حسام اللواتي والسنغالي الحاج مالك تال. تألّق أثمر العديد من الكرات، لكن دون فاعلية، حتى جاء الفرج في الوقت القاتل بهدف من نيران صديقة، فجّر فرحة الجمهور الأنصاري الكبير الذي حضر الى جونية، واحتفل مع فريقه حتى ساعات الصباح الأولى، حيث إن المباراة انتهت عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تقريباً.
جمالية اللقاء الفنية والجماهيرية عكّرها إشكال بعد النهاية بوقت قليل. فتعرّض الزميل اسماعيل الموسوي للدفع من قبل مسؤولين في رابطة جمهور نادي الأنصار نتيجة خلافٍ على الدخول الى أرض الملعب بعد صافرة النهاية. ولم تقتصر الأمور على التدافع، بل تعرضت كاميرا تلفزيون المنار لركلة، حيث تحطّم «الميكرو» الخاص بها، فتعذر إجراء لقاءات مع اللاعبين والمدربين.

حضر جمهور الأنصار بأعداد كبيرة في جونية (عدنان الحاج علي)

وأشار رئيس رابطة جمهور نادي الأنصار وليد العشي، الذي كان مع نجله سعيد من الذين شاركوا في الإشكال، الى أنه لم يكن هناك نيّة لحصول إشكال مع الإعلاميين، وتحديداً تلفزيون المنار، وقد جرى الاعتذار من مراسل القناة اسماعيل الموسوي بعد حصول الإشكال ومصالحته، كما أفاد العشي في اتصال مع «الأخبار».
هي ليست المرّة الأولى التي تحصل فيها إشكالات على خلفية حاجة دخول الإعلاميين الى أرض الملعب للقيام بعملهم بعد انتهاء المباريات. وهنا تبرز مسؤولية الاتحاد اللبناني لكرة القدم، المطالب بوضع آلية محددة تسمح للإعلاميين بالقيام بعملهم دون مخالفة القوانين، والمحافظة على النظام في الوقت عينه.

العهد والراسنيغ
المباراة الثانية في نصف النهائي بين العهد والراسينغ جاءت مختلفة من ناحية المنافسة والنديّة، فالعهد بطل لبنان حقق فوزاً كبيراً بنتيجة (4-1) وبأقل مجهود يذكر، وخصوصاً في الشوط الأول الذي كان مملّاً ولم يشهد سوى هدف السبق للاعب البلغاري مارتن توشيف في الدقيقة (32) من عمر اللقاء. في الشوط الثاني، اختلفت الأمور مع توالي الأهداف العهداوية عبر الشاب محمد قدوح في الدقيقة (46) وتوشيف مجدداً في الدقيقة (70)، من ركلة جزاء احتسبها الحكم جميل رمضان بعد عرقلة الحارس هادي خليل لأحمد زريق. الأخير نجح في تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة (84) بعد خمس دقائق على تسجيل كريم مكاوي هدف الراسينغ الوحيد خلال المباراة في الدقيقة (79).
ولا شك أن الفارق الفني بين الفريقين وحتى التحضير والجاهزية النفسية فرضت نفسها على مباراة نصف نهائي الكأس، فاستحق العهد الفوز وحاول الراسينغ أن يكون حاضراً، لكن من دون نتيجة.
انتهى نصف النهائي بخلاصة أن اللقاء النهائي يوم السبت المقبل سيكون نارياً بين أفضل فريقين هذا الموسم، حيث يتوقع أن يكون ختام الموسم الكروي مِسكاً. لقاء يحمل الكثير من المنافسة والتكافؤ والندية.