عادت جلسات اللجنة التنفيذيّة للاتحاد اللبناني لكرة القدم إلى الانعقاد بعد طول غياب، وهدأت الأمور نسبياً بعد خلافات أدت الى تغييب الاجتماعات لما يزيد على شهر ونصف. الهدوء الاتحادي يبدو أنه لن يكون شاملاً. كان لافتاً عدد الأعضاء الذين حضروا الاجتماع الأخير. النصاب شبه مكتمل، وغاب عضو واحد هو سمعان الدويهي، ليس لعذر، ولكن اعتراضاً. حين وجّهت الدعوة الى الاعضاء لحضور الجلسة الأخيرة، أرسل الدويهي رسالة هاتفية اعترض فيها على طريقة إدارة الأمور وغياب الجلسات من دون معرفة الأسباب، ومن ثم الدعوة إلى عقدها أيضاً من دون معرفة الظروف التي ساعدت على عودة الجلسات. وأشار الدويهي الى أن الأعضاء يتعرضون لانتقادات حادة من الشارع الكروي، وهم لا يعرفون ماذا يحصل في الاتحاد، وبالتالي «لا يمكن عقد جلسة قبل ما نعرف شو صار».

موقف الدويهي يشير الى أن العضو الشمالي ذاهب بالأمور إلى ما هو أبعد من مقاطعة الجلسات. الدويهي سيعقد اجتماعاً اليوم مع رئيس نادي السلام زغرتا الأب اسطفان فرنجية لطرح موضوع استقالته من الاتحاد، بعد أن «طفح الكيل»، بحسب ما يقول لـ«الأخبار». يتحدث الدويهي طويلاً عن واقع الاتحاد، «بعد انتهاء انتخابات الاتحاد الآسيوي فوجئنا برسالة هاتفية من الرئيس هاشم حيدر يعلن فيها تسليم صلاحياته الى نائب الرئيس ريمون سمعان طلباً للراحة. بعد فترة قصيرة سمعنا بالخلاف الذي حصل بين حيدر والأمين العام جهاد الشحف على أمور تتعلق بعمل الاتحاد، لنعود إلى المشكلة التي تتكرر دائماً. فإذا كان هناك خلاف بين حيدر والشحف على طريقة العمل، فهناك خياران أمام الرئيس: إما تغيير الأمين العام، وفي حال تعذّر ذلك لاعتبارات غير رياضية، فحينها يجب عليه الاستقالة. عند حصول أي مشكلة تغيب الجلسات، وأنا طالبت بعقد جلسة واستأذنت نائب الرئيس ريمون سمعان الذي طلب مهلة، قبل أن نعرف أن الرئيس حيدر في صدد عقد جلسة الأسبوع الماضي، لكنها عادت وتأجلت الى ما بعد جلسة المصالحة التي عقدت برعاية حزبية»، يقول الدويهي في حديثه مع الأخبار. ويضيف عضو اللجنة التنفيذية معدداً مآخذه على عمل الاتحاد، «في كل مرة يحصل خلاف يتم إدخال الحزبيين لحلّها. ألا نستطيع حلّ مشكلاتنا بأنفسنا؟ غابت الاجتماعات وعادت من دون أن نعرف كيف. أعضاء يتحدثون عن ضرورة الاستقالة وفي الوقت عينه يقاتلون للحصول على مقاعد في لجان الاتحاد الآسيوي. كلما أردت أمراً لتسيير العمل عليك الاتصال. وإذا اتصلت بطرف يزعل الطرف الآخر».
ويستطرد الدويهي في اعتراضاته ليصل الى انتخابات الاتحاد الآسيوي، معترضاً على الطريقة التي انسحب فيها رئيس الاتحاد هاشم حيدر من المنافسة على مركز نيابة الرئيس. فالانسحاب حصل بكتاب خطي أرسله الرئيس موقّعاً منه ومن الأمين العام جهاد الشحف من دون معرفة أعضاء الاتحاد. «أتحدى أن يكون هناك قرار من اللجنة التنفيذية أو حتى مشاورات هاتفية. اتفق الرئيس والأمين العام وأرسلا الكتاب، وبعد انتهاء الانتخابات اختلفا. هل هكذا تُدار الأمور؟» يسأل سيمون الدويهي.
ويختم عضو الاتحاد حديثه إلى «الأخبار» بدعوة الاتحاد الى الاستقالة. وحين يُسأل لماذا لا تستقيل أولاً من اللجنة التنفيذية، يجيب، «إذا كانت استقالتي كافية فأنا جاهز. وعلى العموم، اجتماعي اليوم مع الأب فرنجية سيحسم الأمور».