يبقى مصير المنتخب اللبناني معلّقاً بانتظار تصالح «المتزاعلين»
تصريحٌ لعضو الاتحاد موسى مكي يدعو فيه إلى استقالةٍ جماعيةٍ لزملائه بسبب الخلاف بين بعضهم، شكّل مفاجأةً بالنسبة إلى متابعي اللعبة، ليس لعدم علمهم بوجود الخلاف، بل للدعوة إلى اتخاذ مثل هذا القرار بشكلٍ صريحٍ وعلني. الرجل الذي حاول تقريب وجهات النظر وعقد صُلح بين أعضاء الاتحاد يبدو أنه ملَّ أخيراً، فهذا «الزعل» ليس جديداً، وهو يتكرر مع كل موسمٍ تقريباً، والمشكلة أنه ليس بسبب خلافاتٍ على أمورٍ لها علاقة مباشرة باللعبة، بل أشبه بحساباتٍ شخصية تكون أحياناً بين أعضاءٍ متخالفين لما هو لا يرتبط بالاتحاد حتّى.
حسب معلومات «الأخبار»، فإن الخلاف بين بعض أعضاء الاتحاد حصل خارج لبنان، على خلفية موضوع داخلي لبناني، وانسحب على العديد من الأمور. وجاء ما حصل بعدها خلال مشاركة منتخب لبنان في بطولة كأس العالم المدرسية بصربيا، ومقاطع الفيديو التي سرّبت للاعبين في أوضاعٍ غير لائقة، لتثير الانتقادات من أكثر من جهةٍ. كما كانت هناك دعوة إلى المسؤولين لتحمّل المسؤولية، لكن الأمور تطوّرت إلى حد المواجهة بين أطرافٍ اتحادية والتهديد بنشر وثائق لها علاقة بـ«هدر مالي». كل هذه التفاصيل حصلت في إطار تصفية الحسابات بحسب المصادر، وأدت إلى حصول هذا التوتر.
مطلب مكّي يوافق عليه زميله وائل شهّيب. هو الآخر يرى أنه إذا لم يكن هناك توافق بين أعضاء الاتحاد، فالاستقالة الجماعية هي الأنسب لما هو في مصلحة اللعبة. بالنسبة إليه، حتّى تجديد الدماء داخل اللجنة التنفيذية مطلوب. «النتائج التي سُجّلت في الدرجة الرابعة دليلٌ على أن ليس هناك من حسيب وأن الفرق تفعل ما تريد. نحن أمام استحقاقات مهمّة في الفترة المقبلة ولم نُعيّن مدرباً للمنتخب بعد في حين أن المنتخبات الأخرى تتحضّر»، يقول شهّيب في حديث مع «الأخبار». يتوسّع عضو الاتحاد في حديثه عن عدم اجتماع الأعضاء إلى ما تمرّ به اللعبة بشكلٍ عام. يوافق على أن الموسم الذي انتهى هو الأسوأ، ويُشير إلى أن بعض الأندية مديونة والحال الاقتصادية التي يعيشها البلد ستنعكس على كرة القدم ما لم يتحرك الاتحاد لإيجاد الحلول. يسأل عن ملف المراهنات ومن يُتابعه، متخوّفاً من مستقبلٍ يبدو غير مُطمئنٍ. يقول شهيّب إن الجميع يتحمّل المسؤولية، متأسفاً أن تكون عرقلة اجتماعات الاتحاد بسبب خلافاتٍ شخصية.
عموماً، يبقى مصير المنتخب اللبناني معلّقاً بانتظار تصالح «المتزاعلين». الوقت تأخّر، ويبدو أن كثيرين لم يتعلّموا من تجربة رادولوفيتش، الذي عُيّن قبل فترةٍ قصيرةٍ من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، فأخفق بالتأهل إلى الدور الثاني لأسباب عدة أبرزها التحضير المتأخّر. ملف المراهنات سيُغلق كأنّه لم يُفتح، والتلاعب بالنتائج سيستمر طالماً أن الاتحاد لا يُحاسب. اللعبة عالقةٌ في النفق المظلم.